18 ديسمبر، 2024 5:59 م

لفت نظري الكلب الذي تدلى لسانه وهو يظهر شراسته حينما ينظر اليك وأي خطأ يمكن ان يضعك تحت طائلة شراسته لكن من الممكن النظر الى براءته لانه لايظهر لك اية حركة تدل على عدوانيته لانه يقف على قدميه الخلفيتين فقط .مالذي يستطيع ان يفعله الكلب امام شراسة الانسان ، لاشيء طبعا لانه سيكون ميتا بينما لم يفكر الكلب بقتل هذا الانسان ، انها كارثة حقيقية اذا مابدات الامور تاخذ هذا المنحى .
لااستطيع ان ارى جسدك وانت ترتدين هذه الثياب مع انك تنزعينها بسعادة وأنا انظر اليك في فضول فثمة خال تحت نهدك الايمن وثمة خال آخر تحت رقبتك ومن الصعب ان اتذكر هذه العلامات لاني اكتشفها في كل مرة ، قالت لاتبقى واقفا ثم انك كذاب كبير ، انا احبك كثيرا قلت لكن هناك من يشتت افكاري دوما .
اسعدني اننا كنا نتحدث ، تحدثنا عن الكلب ، قالت : اسمع اظن انها انثى ، قلت : كنت اعتقد انها كذلك وارجو ان لايمنعنا هذا من مواصلة الحديث ، قالت : قبلني ، لاحظت شرودها الذهني فقد كانت تخفي شيئا ما لاتريدني ان اعرفه عندما انظر بعينيها الهاربتين وسرقت انتباهي مرة اخرى عندما اكملت حديثها ، اريد ان نمارس مغامرة مدهشة لاني اترك الامر لك دائما ، من المستحيل ان ارفض اية مغامرة لهذه السيدة التي انتفضت مرعوبة وصرخت في وجهي : ماذا تفعل ؟ لم اكن قد فعلت شيئا ولم تلمس يدي جسدها فأشرت اليها بيدي أن اهدئي : من الافضل الان اخراج مخاوفك الواحد بعد الاخر ولكنها لم تقل شيئا واستسلمت للصمت العاري .
ان مزاجي تغير فجاة وشعرت بالقرف والرغبة بالتقيؤ ربما من اجل عدم مواصلة هذا الحديث السخيف والممل ، الملل جعل انفعالاتي تظهر مرة اخرى ، عليك ان لاتقلقي بشان المستقبل ، قالت : كنت مخطئة بلا شك يمكنني التصرف على نحو افضل ، تصورت ان بامكاني فعل الامر الذي كنّا نعنيه وكنت مخطئة ، اعتذر ، لاتقلقي قلت كنت مخطئا انا ايضا ، حينها دخل الكلب او الكلبة لااعرف حقا فقد كان من السهولة ان يتواجد هذا الحيوان في حياتنا التي اصبحنا نكرهها .

من مجموعتي القصصية #احيانا وبلا معنى الصادرة عن دار الشؤون الثقافية عام 2017