حينما تستهجن فتوى ختان النساء التي اعلنتها «داعش» وجعلتها من سنن «دولة الخلافة الاسلامية». يسارع المتطرف الطائفي الى اتهامك بأحادية الموقف، لأنك حسب قناعته، لم تقف ضد مشروع «القانون الجعفري» وقضية زواج القاصرات!. النقاش مع المتطرف الطائفي لا طائل منه، فهو لم يتابع نشاطك ضمن الحملة المناهضة للمشروع انف الذكر، فهذا المتطرف غير معني بكفاحك المدني ولم يكن جزءاً منه، ولم يعنه انذاك الانتصار الذي حققه الحراك المدني في ايقاف تشريع هذا القانون الذي اريد له تكريس الطائفية وتمزيق المواطنة.
حينما تقف مع التركمان والشبك وهم يتعرضون لحملة ابادة تخجل الانسانية من وصف قساوتها، يتهمك المتطرف الطائفي بخذلان فئة اخرى من الشعب تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة. لا جدوى من تذكير هذا المتطرف بان الصوت المدني، كان الاعلى في مطالبته لحفظ حياة المواطنين، وتشهد للمدنيين مواقفهم العملية قبل كتابتهم ضد القتل والتهجير والإذلال على الهوية سواء في بغداد او مدن العراق الأخرى. الاصوات المدنية هي التي فضحت جرائم المليشيات التي كانت ترمي جثث ضحاياها خلف السدة، ثم تجمع وتلقى في الطب العدلي كجثث مجهولة الهوية.
حينما تشترك بالحملة المدنية لمواجهة الجريمة البشعة التي ارتكبتها «داعش» ضد مواطني الموصل من المسيحيين ينبري لك المتطرف الطائفي معيباً عجزك حينما لم تعترض على ما لحق بالمسيحيين في بغداد ومناطق اخرى من العراق على ايدي المليشيات الطائفية اثناء عام 2005 وما اعقبه.
ما الفائدة المرجوة كي تعدد لهذا المتطرف انشطة المدنيين وفعالياتهم، في وقت كانت كلفة كلمة الحق المتضامنة رصاصة من طائفي في الاتجاه الآخر.
حينما تفند الجرائم التي تقترفها «داعش» واستباحتها لمدن العراق، يحاول المتطرف الطائفي مغالطتك بانك تبالغ بدور «داعش» فـ «الثوار» كما يدعي، هم من يحكمون ويتحكمون بالموصل، ويعد موقفك موالاة للحكومة وانحيازا لها. لا يتعض هذا الطائفي المتطرف، من كل الادلة التي تقدم اليه، فهو لا يدرك رسالتك التي حملتها في اخطر ظرف، ومنها وقوفك مع اي حق ومطلب مشروع يرفع باسلوب سلمي، من اين للطائفي المتطرف فهم القاعدة المدنية التي تنطلق منها، واعتمادك للمواطنة كهوية اساسية، وكيف له ان يتبنى ثقافة اللاعنف بعد ان استحكم العنف ?خلف خراب النفوس قبل خراب البيوت؟
حينما تعلن تضامنك مع ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل يومي في غزة ، حتى يستهجن المتطرف خطوتك معتبرها خاطئة من الفها الى يائها وذلك، وحسب تصوره المأزوم، لعدم تضامن الفلسطيني مع العراق. لا يستحق هذا الطائفي المتطرف غير الرثاء، فقد ترسخت المحاصصة الطائفية في عقله وسلوكه، فالتضامن عنده محاصصة، او هو في احسن الاحوال التعامل بالمثل، من اين له كي يفهم ان التضامن هو قيمة انسانية وواجب انساني مشرف؟