إذ اكتظّت وغصّت نشرات الأخبار ووسائل الإعلام المختلفة بتغطية اللقاء بين مستشار الرئيس السابق لفاغنر ” اندريه تروشيف ” مع الرئيس بوتين , والذي أبرزه التلفزيون الحكومي الروسي عن عمد .! , وإذ ايضا لسنا هنا بصدد اعادة ما جرى نشره عن المميزات العسكرية والأوسمة التي يحظى بها الرئيس الجديد لمجموعة فاغنر الموما اليه السيد ” اندريه تروشيف ” منذ مشاركته القتال في حرب افغانستان ” في حقبة الأتحاد السوقيتي السابق ” ودوره الفاعل في تحرير مدينة ” باخموت ” الأوكرانية , ومدينة ” تدمر ” السورية التي كانت محصّنة من قوى المعارضة والمرتزقة السوريين , وإذ نتجنّب الإسترسال في الأدوار العسكرية – السياسية التي مارسها هذا الرجل , وهو عقيد ركن سابق في الجيش الروسي , لكنّما تنبغي الإشارة الى أنّه ومنذ كان الرجل الثاني في مجموعة فاغنر السابقة برئاسة ” يفغيني بريغوجين ” قبل مقتله في حادثة طائرته .! , فإنّ هذا العقيد كان يشجّع سرّاً مجموعاتٍ من فاغنر لتوقيع عقودٍ رسمية مع وزارة الدفاع الروسية ” خلافاً لرغبات قيادة فاغنر ” , وهذا ما أهّله لترشيح الرئيس بوتين لرئاسة هذه المجاميع القتالية الخاصة التي تعتمدها رئاسة الأركان الروسية كرأس الحربة في قتال الجند الأوكرانيين .
< الأشدّ اهمية في قادم الأيام > : –
وِفقَ ما يخطط له الرئيس بوتين عن كثب , وبتوائم وتناغم مع ” الأركان الروسية ” , فلابدّ لمجموعة فاغنر الجديدة أن تقوم بعمليةٍ عسكريةٍ نوعيةٍ كبرى وجديدة داخل العمق الأوكراني , وكيما يثبت الرئيس الجديد المعتّق ” لفاغنر ” حضوره العسكري – السياسي , وبما يغيّر من بوصلة القتال التي يعتمدها قادة الناتو والأمريكان في ادارة ستراتيجية المعارك التقليدية سواءً بالطائرات المُسيّرة التي تقصف في داخل روسيا وجزيرة القرم , او على صعيد الهجومات الأوكرانية الأقلّ من متواضعة في مواجهة الخطوط الدفاعية الروسية الفائقة التحصينات , والتي لم تتوفّق في اقتحامها لحدّ الآن .!
كبار القادة العسكريين الأوكرانيين وكذلك القادة الميدانيين ينتابهم القلق المسبق أزاء خطوة موسكو الجديدة التي تجعل ” فاغنر ” الجديدة لتولّي الهجوم المقبل ” المجهولة اتجاهاته ” التي تتابعها الأستخبارات العسكرية البريطانية بنحوٍ يوميٍّ وخاص , بينما الإستعدادات العسكرية الروسية لاتزال في صيغة ” الإحتياط الستراتيجي ” لتطورات المعارك على صُعُدٍ لاحقة , ودون أن يعني ذلك عدم مشاركة فيالق وفرق والوية روسية في التحكّم بمجريات المعركة , والحفاظ على التفوّق العسكري الروسي الحالي بإتجاه تطوير الهجوم ميدانياً وعلى الصعيد السَوقي .
يدرك قادة الناتو مسبقاً أنّ حلول الشتاء ليس في مصلحة القوات الأوكرانية , وهو ما يمهّد السبيل لمتغيراتٍ عسكرية روسيّة – جذريةٍ ما , قد تغيّر من مسارات المعركة وأبعادها العسكرية والسياسية في كلا المديات المنظورة والمتوسطة .! لكنها لا تعني الإقتراب او الدنوّ من نهاية هذه الحرب ومضافاتها وتطوراتها المجهولة .!