عادل حكيم:
أعزائي الكرام وكل على حدة وانفراد، فكر وأجب ولوضع إجابتك في منظور نظام سياسي واضح ودقيق أنت تختاره.
أين؟ أنت من الخيارات الثلاثة التالية:
الدولة الدينية، حيث رجال الدين والسلطة الدينية يهيمنون على السلطة السياسية والدولة كما في إيران والعراق لحد ما وأفغانستان في عهد طالبان ودويلة الظلام “داعش” ودولة إسرائيل الصهيونية وبنسب متفاوتة.
ضياء الشكرجي:
موقفي معروف باعتباري أحد أبرز الدعاة إلى الدولة العلمانية الديمقراطية الإنسانية العادلة الحديثة في العراق، وجاء في مشروع التعديل الدستوري المطروح من قبلي باسم دستور دولة المواطنة، ذلك في البند الثالث من المادة (15) التي تقابل المادة (13) من دستور 2005: «لا سلطة لمؤسسة دينية، ولا لتجمعات عشائرية، ولا لأحزاب أو مجموعات سياسية، ولا لأعراف أو تقاليد، فوق سلطة الدستور والقانون، وينظم بقانون.»
عادل حكيم:
الدولة الدنيوية (العلمانية) حيث فصل رجال الدين والسلطة الدينية وكذلك فصل الدين عن السلطة السياسية والدولة، وهذا لم أر وجوده بحذافيره بفصل الدين عن الدولة في الدول التي تدعي العلمانية، فـ ملك أعرق دولة ديمقراطية بريطانيا هو نفسه رئيس الكنيسة لمذهب الدولة الرسمي والصلبان تعلو أعلام أغلب الدول الأوروبية الحديثة والإنجيل يقسم به في مناسبات التنصيب في أمريكا وغيرها واسم الرب يثق به الدولار الأمريكي وهنالك عشرات الشواهد التي يصعب حصرها، وأخيرا تعديل الدستور الروسي الذي انتهى عليه الاستفتاء يوم أمس وسيقر اليوم يحمل اسم الرب ولأول مرة.
ضياء الشكرجي:
نعم، كما هو معروف عني أنا مع الفصل ليس بين الدين من جهة، وبين كل من الدولة والسياسة من جهة أخرى، بل الفصل يشمل إلى جانب الدين كل موقف شخصي من القضايا الميتافيزيقة إيجابا أو سلبا، أي إيمانا أو عدم إيمان، أي إن هذا يشمل الإلحاد واللاأدرية والإلهية اللادينية، فكل ذلك حاله حال الدين والتدين شأن شخصي تكفل الدولة العلمانية الديمقراطية حريته لكل الأفراد من جهة، كما تكفل حرية التعبير عنه، وتحظر إقحامه من جهة أخرى في شؤون الدولة والسياسة. ملكة بريطانيا رئيسة الكنيسة كمنصب شرفي يستند إلى تقاليد بريطانية بالية أكل وشرب الدهر عليها، وليس من دولة أورپية أخرى بمقدار اطلاعي تحذو حذوها، وهي أي الملكة لا تمارس دورها كـ(رَجُلَةِ دين) كما تعلم. ثم بريطانيا صحيح ذات ديمقراطية عريقة، لكنها بالنسبة لي لا تمثل النموذج الأمثل للديمقراطية، فعندي ديمقراطية ألمانيا أرقى بكثير من ديمقراطية كل من بريطانيا وأمريكا، ولو إن لي مأخذ على ألمانيا أنها لم تعتمد دستوريا العلمانية بشكل واضح، ولي تفصيل في بيان رأيي أستغني عنه هنا. أما أداء اليمين على الإنجيل في الولايات المتحدة فيمثل ممارسة خاطئة، ولا تعمل بذلك معظم دول أورپا، بل إن أحد المستشارين السابقين، لأنه كان ملحدا، أسقط من نص القسم الجزء الأخير الذي يقول فيه «ما أعانني الله عليه»، وقبل اليمين منه. أما الأعلام التي تحمل الصليب مثل بريطانيا، والدول الاسكندنافية وسويسرا واليونان، وكذلك الأعلام التي تحمل الرموز الإسلامية كالسعودية وإيران وكثير من الدول العربية وغير العربية التي تحمل رمز الهلال، وكذلك علم إسرائيل بنجمة داوود، علاوة على أنها قائمة على أساس ديني مرفوض، هذا علاوة على الاحتلال وسياسة التوسع والمجازر التي ارتكبتها، فكل ذلك موضع نقد مني، لأن الدولة لكل المواطنين، وليست خاصة بالمسيحيين، ولو كانت الأعلام قد اختيرت في زماننا هذا لما اشتملت على هذه الرموز. وللعلم في ألمانيا، رغم أنها دستوريا ليست دولة علمانية شرع قانون قبل سنوات يمنع استخدام الرموز الدينية في المدارس ومؤسسات الدولة.