22 ديسمبر، 2024 6:05 ص

مع باسم العوادي في مدحه للخزعلي/1

مع باسم العوادي في مدحه للخزعلي/1

شدني مقال كتبه الاعلامي باسم العوادي عن شخصية القيادي الشيعي قيس الخزعلي ما استوقفني في ذلك امران مهمان، الاول : يتمثل بطبيعة توجه الاستاذ العوادي الذي تربطه بالمجلس الاعلى الاسلامي علاقة وطيدة ترقى الى ان تكون رباط زواج كاثوليكي ولاسيما انه تولى مناصب مهمة في البيت الحكيمي ابرزها المستشار الاعلامي لرئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم وكان ممثل المجلس في هيأة الامناء بشبكة الاعلام العراقي … وهنا يتبادر الى ذهني امر اطلقه بحسن النية هل فسخ الاستاذ العوادي العقد مع المجلس الاعلى ؟… ام انه مغرم بدعم القيادات الشابة وان رئيس المجلس الاعلى قد ابتعد عن دائرة توجهات العوادي التي تؤثر الابتعاد على الانخراط (في التحالفات السياسية والعمل الحكومي التنفيذي) الذي سقطت في شباكه كل القيادات السياسية الشيعية الواعدة؟.
واذا كان الامر كذلك، هل ما قاله العوادي في قيس الخزعلي هو انعكاس للعاطفة المكسورة من توجه القيادات السياسية الشيعية الى التحالفات؟ ام ان في الخزعلي فعلا بوادر مهمة وواعدة ايضا؟ ، نعم وان كان الخزعلي (يمتلك كاريزما خاصة تشد الإنتباه بقوة ولديه منطق جيد وخطاب سياسي ناضج وجريء، وقوة منظمة وفاعلة) هل فعلا ان هذه المؤهلات كافية لان تجعل من الخزعلي شخصية واعدة في بلد تساقطت فيه قامات سياسية كبيرة في بحر ايسر امواجه تقلب المزاج العراقي بعيدا عن الواقع؟ ، وهل قوة الخزعلي في شخصية كافية لان تكون باعثا للامن في نفوس شعب بات ينام على الموت ويستيقظ على التفجيرات في بلد صارت العبوات الناسفة وتداولها محظ نكات ودعابات يتداولها الاطفال وتتسامر بها العجائز وهل العراق جواد مطيع حتى تكون لقوة شخصية قيس الخزعلي فعل عصاة موسى التي غالبا ما تكون كناية عن تحقيق  المعجزات في الثقافة العراقية وفي امثالهم الشعبية .
اما المنطق الجيد لقيس الخزعلي بحسب وصف العوادي ، فلا اعلم حقيقته هل يقصد المنطق اللفظي ام المنطق الفكري، اذا كان المنطق اللفظي فالخزعلي لا يمتلك بدا من تحسين الخطاب السياسي والاعلامي ولاسيما انه في مرحلة انتقال من الحياة في عتمة الى الاعلام ففي حياة العتمة تكفل اعداءه بالتعبير عن ارائه لاسيما مرحلة التواجد الامريكي على الاراضي العراقية وما اعقبه من مرحلة الشد والخلاف الكبير الذي نشب بعد اعلان الانشقاق من التيار الصدري، والكل يعلم ان اتباع التيار الصدري اخذوا على عاتقهم في تلك الفترة اطلاق الاوصاف ونقل القصص التي يشاؤون نشرها عن هذه الشخصية وربما اخفوا الكثير منها محاسنها لكن الشارع العراقي لا يقرأ ما بين السطور ولا يسمع ما فوق الموجات الصوتية.
لذا ياسيدي العوادي هل تريد من شخصية عاشت في مرحلة العتمة كثيرا ولديها الكثير من الاعداء ان تخرج بخطاب ومنطق مغايرين للمزاج العراقي بشكل عام و الشيعي بالخصوص ، اذا فالواقع السياسي اسقط القامات واطاح بالكثير من الاحزاب الرنانة التي تمتلك بعدا واثرا كبيرين في مجال العمل السياسي بل وانها تمتلك من السياسيين والمنظرين الشيء الكبير، في حين ان الخزعلي يعيش اليوم في مرحلة اعدادها بينما الاخرون وصلوا الى مرحلة دفن الاحفاد اي ان جيلها الثالث وصل الى مرحلة الهرم .
هذه الكلام اوجهه الى السيد العوادي وانتظر الرد لان في مقاله الكثير من النقاط التي تستوجب الوقوف والتدقيق كونها خرجت من كاتب قوي الشكيمة قادر على كبح جماح نفسه وقلمه …
للحديث عن ما اسماه بـ(خطاب سياسي ناضج وجريء، وقوة منظمة وفاعلة) يمتلكها الخزعلي بقية وحديث قد يطول .