10 أبريل، 2024 1:52 ص
Search
Close this search box.

مع الموقف الانساني الرائع

Facebook
Twitter
LinkedIn

-1-
هُرع الآلاف من الانباريين – بعد أنْ داهمتهم جرائم داعش – للنزوح من مدينتهم، متجهين صوب العاصمة بغداد .

خرجوا سيراً على الأقدام …

وكم من شيخ انهكته العلة فشق عليه المسير ،

وكم من امرأة عجوز لا تقوى على أعباء هذه الرحلة الشاقة …

وكم من رضيعٍ لايُطيق الأهوال …

خرجوا هائمين على وجوههم ، ناقمين على مَنْ تلاعب بمصائرهم من تجار السياسة ، ومحترفي الاصطياد في الماء العكر .

-2-

وهذا الخروج الجماعي هو الفرصة الثمينة، لاندساس الأوغاد من الداعشيين ضمن النازحين، ودخولهم الى بغداد تمهيداً لإشعال نيران الحرائق والتفجيرات .

فكانت مسألة (الكفيل) اشارةً الى ضرورة الاحتراز من العناصر المدسوسة، ولم تكن بقصد الانتقاص او الاستهانة بأبناء الانبار المظلومين …

-3-

وهنا فتحت المساجد والحسينيات أبوابها، لتحتضن القادمين الى بغداد من الانبار ، في خطوة بليغة الدلالة على ما تقتضيه الاخلاق من مواقف سريعة، لانتشال المكروبين من الضيق والأوضاع الحرجة .

-4-

وهذه المسألة لا تحتاج الى مزيد بيان …

انها واضحة مفهومة …

وليست هناك خيارات عديدة أمام كل شهم غيور ، حريص على امتلاك شرف الاسهام باسعاف ذوي الأكبدُ الحِرار …

إنْ خياراً واحداً ينتظره تحديداً ، وهو ان ينطلق ليقّدم ما يقوى عليه من ايواء أو معونة – مادية أو معنوية – …

والبر الاجتماعي والانساني هو من أعظم العبادات الاجتماعية .

-5-

وقد سررتُ كثيراً حين قرأتُ خبراً عن واحدٍ من رجال الأعمال الانباريين – ممن لست أعرفه – يبادر الى اسكان النازحين في مزرعته، عبر تجهيزها ب(الكرفانات)، وتأثيث هذه (الكرفانات) بالأثاث المناسب وتزويد المزرعة ب(برادات الماء) وتهيئة(المطبخ) القادر على تجهيز من أحتضنتهم مزرعتهُ من النازحين بالوجبات الغذائية اللازمة …

-6-

والمهم :

انَّ الرجل ليست له مصلحةٌ سياسيةٌ ولا انتخابيةٌ في كلّ ما أقدم عليه من هذه الخطوات البارة السريعة ، وانما اندفع من منطلق انساني خالص .

وهنا تكمن الروعة .

-7-

انّ الرجل استطاع ان يقفز الى مستوى عالٍ يتبوأ به روابي التقدير والاعجاب، وله منّا الشكر الجزيل والثناء الجميل على مروءاتِه وخدماتِه

-8-

نعم

إنّ العراق موطنُ النجباء ومنجمُ الطيبين الشرفاء …

ولن يخلو من رجال يُصدّقون ما اشتهر به من نبل وعطاء، وشهامة واريحية، وتألق في سماء المكارم .

 [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب