22 ديسمبر، 2024 7:52 م

مع الكاظمي بشروط!

مع الكاظمي بشروط!

لا يُحسد السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي الجديد بعد تمرير البرلمان لكابينته الوزارية، بإنتظاره مهام جسام وملفات معقدة، ما أستجد منها، وما مؤجل لعدم وجود الرغبة الحقيقية والرؤية لدى غالبية القوى السياسية لحسمها، صعوبات صحية بفعل جائحة كورونا، وأمنية؛ بعودة نشاط خلايا داعش الإرهابية، والتي تحتاج لجهد إستخباري وتعاون دولي كبير، واقتصادية مع إنهيار أسعار النفط، مصدر الدخل شبه الوحيد في بلاد عجزت المنظومة السياسية طيلة ١٧ سنة من وضع سياسات تنهض ببقية القطاعات وإيجاد مورداً إضافياً لموازنة تلتهم رواتب جيوش الموظفين والمتقاعدين والعاطلين عن العمل القسم الأكبر منها، إضافة لمفاسد الأحزاب وهيئاتها الاقتصادية المعرقلة لأي مسعى خجول لإستثمار ما تبقى منها.
على هذا؛ وإذا ما أراد السيد الكاظمي النجاح، ولا يكون رقماً في قائمة من تصدى للمنصب ما بعد تغيير ٢٠٠٣، وعنوان لفشل جديد إذا ما أستثنينا نجاح البعض منهم هنا وهناك؛ أن يكون قريباً من شارع يغلي بإنتظار فرصة أخرى للخروج منتفضاً من جديد رغم القمع والتنكيل وحالات الخطف والقتل الممنهج الذي مورس بحقه دون رادع، لا أن يكون أسير أحزاب وكتل سياسية كما كان سلفه، ويكون منصتاً جيداً لمطالب باتت ملحة لوقف الإنهيار ورأب الصدع أمام إصرار قوى الفساد على تقاسم الغنيمة، ويقدم قتلة شباب ساحات الإحتجاج المنتفضين للمطالبة بحقوق دستورية وخدمية للقضاء، وحصر السلاح بيد الدولة، ولجم الفصائل المسلحة الموالية لجهات خارجية، والتي تأكل كل يوم من جرف الدولة، وتجرنا عنوة لحروب إنابة لا ناقة للعراق فيها ولا جمل، وندفع ثمنها شكاً وريبة وإنعزالاً دولياً، وباتت عبئاً، وحجر عثرة أمام أي مسعى حقيقي لبناء سليم، تفقد البلاد معها ثقة المجتمع الدولي بحقيقة نوايانا ومدى جديتنا في التعاون، وتجردنا من مساعداته المشروطة، وهذا ما جاء في منهاجه الحكومي الذي أُقر برلمانياً، وبدون هذا؛ لن يستطيع تهيئة الأجواء لإنتخابات حرة نزيهة كما وعد، وإعداد فريق تفاوضي متمرس لصياغة تفاهمات جديدة حول طبيعة تواجد القوات الأمريكية بعد طلب واشنطن الجلوس وتدارس الأمر وبيان مدى حاجة البلاد لهذا التواجد خاصة وهو يثير حفيظة قوى كثيرة، ولا تكون مبرراً لحماقات تقدم عليها فصائل مسلحة، كما عليه وضع النقاط على الحروف وتوضيح طبيعة العلاقة مع طهران والتي تثير دول الجوار وتمنع تجسير الهوة معها، بعد أن حُسب العراق في محور دون آخر رغم الشعارات المرفوعة بعدم الإنخراط بمحور دون غيره.