5 نوفمبر، 2024 4:47 م
Search
Close this search box.

مع الكاتبة والمناضلة المصرية الراحلة فتحية العسال

مع الكاتبة والمناضلة المصرية الراحلة فتحية العسال

 
في الخامس عشر من حزيران الماضي توفيت الكاتبة المبدعة والمناضلة التقدمية المصرية المعروفة فتحية العسال ، بعد حياة نضالية وكفاحية عريضة دفاعاً عن المرأة وحقوقها ومساواتها ، وبعد مسيرة عطاء ثقافية حافلة .

فتحية العسال هي ناشطة نسويه سياسية وقيادية بارزة في الاتحاد النسائي التقدمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي المصري وجبهة الدفاع عن حرية التعبير ، التي أسستها مع الفنانة إسعاد يونس ، ورئيس جمعية الكاتبات المصريات وعضو في اتحاد الكتاب . وهي من مواليد العام 1933 ، ومنذ شبابها المبكر ارتبطت بالعمل النضالي التحرري وانخرطت في النشاط السياسي ، انحازت للشعب واهتمت بالقضايا الاجتماعية وانتصرت لقضايا الإنسان ، وكرست حياتها في الذود عن القيم العظيمة ، وعن قضايا الفقراء والمهمشين في المجتمع ، والدفاع عن قضية المرأة ومسائل الحرية والديمقراطية .

عرفت العسال بأفكارها التقدمية التحررية النيرة وبمواقفها الشجاعة الصلبة ، وقد وقفت ضد الظلم والفساد والقهر الاجتماعي والاضطهاد الطبقي ، ورفضت التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، وتصدت لمحاولات تغيير الهوية الثقافية ، وشاركت في جميع المعارك الكفاحية الشعبية والمظاهرات الغاضبة والأعمال الاحتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة ، والعدوان الأمريكي على العراق ، وخاضت الانتخابات النيابية أكثر من مرة ولكن لم يحالفها الحظ بالفوز . ورغم مرضها ، فقد شاركت العام الماضي في اعتصام المثقفين والمبدعين المصريين ورجالات الفكر والثقافة احتجاجاً على تعيين علاء عبد العزيز المحسوب على “الإخوان المسلمين ” وزيراً للثقافة ، وبسبب نضالها وكتاباتها السياسية ومواقفها الجريئة المناهضة للنظام السياسي الحاكم تعرضت للسجن أكثر من مرة ، وكانت تخرج أقوى واشد صلابة وتفولذاً وإيماناً بعدالة القضية التي تدافع عنها .

وعن تجربة زواجها المبكر من الكاتب والمناضل الراحل عبد اللـه الطوخي تقول فتحية العسال في مذكراتها : “أن زوجها كان مثقفاً وواعياً وجريئاً مثلها ودخلا السجن معاً ، إلا أنها طلبت الطلاق حين شعرت أنه يحاول أن يتملكها ويستحوذ عليها ” .

بدأت فتحية الكتابة الأدبية في العام 1957 ، وصدر لها عشر مسرحيات ، منها : ” المرجيحة ، البسبور ، نساء بلا أقنعة ، ليلة الحنة ، من غير كلام ، البين بين ” وغيرها ، ولها ما يقارب الستين مسلسلاً تلفزيونياً ، أشهرها :” شمس منتصف الليل ، حبال من حرير ، بدر البدور ، هي والمستحيل ، حتى لا يختنق الحب ، رمانة الميزان ” وسواها العديد .

ولفتحيه أيضاً مذكراتها الجريئة ” حضن العمر” التي أثارت أصداء واسعة بين الأوساط الثقافية والأدبية المصرية والعربية .

وفي أعمالها الأدبية تجسد فتحية الواقع الاجتماعي المعاش ، وتركز على الجوانب والقضايا المتعلقة بمسألة المرأة ومعاناتها من الكبت والحرمان والأغلال والقهر والتمييز ، وتمتاز كتاباتها بعنصر التشويق والوصف الجميل واللغة الدافئة التي تلامس القلب والوجدان وتخاطب العقل .

فتحية العسال مناضلة ومقاتلة صلبة شاركت بالعمل السياسي والحزبي ، حملت هموم المسحوقين والمظلومين والكادحين ، وانغمست بقضايا الوطن ، وجسدت البطولة في أسمى معانيها وأروع صورها ، وكانت نموذجاً يحتذى في العطاء والشجاعة والمسؤولية ، وقدمت لثقافة التقدم والتحرر زاداً فكرياً وثقافياً سوف يبقى في ضمير الأمة والشعب هادياً وملهماً على طريق الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم الحضاري والإنساني . فطوبى لها ، وعاشت ذكراها خالدة في قلوب المناضلين والمقاتلين في سبيل وطن حر وشعب سعيد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات