23 ديسمبر، 2024 2:32 م

مبادرة التضامن مع العراق الواحد , التي اطلقها البعض من الأخوات والأخوة , عبرت عن تضامن وطني, ليس حصراً على عراقيي الخارج, بل هناك استجابة من اهلهم في الداخل , وجوه معروفة بوطنيتها ونشاطها الأكاديمي والأعلامي المميز بالموضوعية والرصانة وصدق الأنتماء , ردة فعل متصدية للأخطار التي تستهدف وحدة مكونات المجتمع والوطن بكارثة التقسيم المخطط لها اقليمياً ودولياً وتواطيء مكونات محلية مصابة بعوق الأنانية وضيق الأفق , وضعت منافعها الشخصية العشائرية الحزبية فوق المصالح العليا للشعب والوطن , مؤامرة سافلة هددت وحدة مجتمعهم وجغرافية وطنهم ومشتركاتهم الى اخطار جدية .

على الجميع ان يحترموا التجربة الديمقراطية ويباركوا ويدعموا نتائج الأنتخابات الأخيرة, يقدموا التهاني لمن فاز ويتمنوا التوفيق لاحقاً لمن يشعر ان رياح نتائجها جاءت عكس ما تشتهي سفن طموحاته , على الفرقاء الشركاء وهم يتغرغرون ليل نهار بالديمقراطية والتزام الدستور, ان يحترموا الأستحقاق الأنتخابي لبعضهم ويجربوا عمل الفريق الواحد , ليسارعوا في تشكيل الحكومة على اساس ارادة الناخبين ويتجنبوا المزاجية في الأحكام المسبقة وميول الأحقاد والكراهية ونزوات الوقيعة التي تفتقر الى الشعور بالمسؤولية , كما يتجنبوا عبثية الخطوط الحمراء وسخافات الفيتو بالضد من استحقاق الآخر , ندعوهم جميعاً ان يكونوا سفينة نجاة لأنقاذ الوطن والمجتمع من كارثة الشرذمة والتقسيم , وينأوا بأنفسهم عن ان يكونوا ادوات تخريب بيد من لا يريد خيراً للعراق .

ندعو جميع الأخوات والأخوة الذين بادروا وساندوا نداء التضامن مع العراق الواحد , ان يوحدوا ويطوروا وسائلهم في النشاط الأعلامي المشترك , بدأً بالحوار والتنسيق واغناء التجربة وخلق مبادرات اضافية من داخل اطار المشتركات المصيرية , في التمني وحده لا نستطيع انجاز تضامناً مثمراً , العمل الرصين الواعي , وحده سيجعل من جهدنا ثمرة نافعة تخفف ولو قليلاً من اعباء العراق في محنته ومصائبه التي تهدد بتمزيق نسيج مجتمعه وتكامل جغرافيته من اخطار التمزق والتقسيم , تلك الكارثة التي فرضتها ارادات ومشاريع اطماع خارجية وتواطيء داخلي معيب .

نقترح على الأخوات والأخوة اللذين استجابوا لروح نداء التضامن , ان يختزلوا المسافات الجغرافية والفكرية والسياسية لترجمة مضمون النداء الى واقع عملي نابض بالنخوة والحمية , فمشروع التقسيم وشركاء السؤ , سوف لن يتركوا لنا وقت فائض للترقب السلبي .

نداء التضامن مع العراق الواحد , واضح الأهداف والمطاليب , وكانت الدعوة الى اغناء تجربتنا وتحسين ادواتنا الأعلامية في مقدمة مضمونه , اسئلة قد تجعلنا اكثر قرباً من مسؤولياتنا تجاه شعبنا ووطننا , كيف وماهي الأساليب الناجعة لبلورة حـد مقبول للتنسيق بين جالياتنا , تجميع طاقاتنا ومجمل نشاطنا في صيغ تتسم بالبساطة والمرونة , مفعمة بالحيوية , فردية كانت ام جماعية , نكتسب خلالها تراكم خبر واساليب عمل متطورة , تؤهلنا على طرح الحقائق المتعلقة بمآساة شعبنا ومأزق وطننا , وتحقيق انجازات جيدة في التوجه الى الرأي العام الخارجي ومؤسسات دولية واقليمية لها تأثير مباشر على سير الأمور في وطننا , ان نترجم في منتهى النزاهة والموضوعية والشفافية والأدلة الواضحة, على حجم المؤامرة وخيوطها وارتباطتها ومراكز تجمعاتها , تلك التي تستهدف امن ووحدة عراقنا وتمزيق نسيج العلاقات التاريخية لمكونات مجتمعنا, المنظمات العالمية والأقليمية المحايدة , ليس لديها ما يمنعها من الأستماع الى اصواتنا ومراجعة الصورة الحقيقة لمعاناة شعبنا وحجم الأخطار التي تستهدف وحدة ترابه , انها ستتجاوب معنا وتتبنى الحق في وجهات نظرنا , فهي الأكثر قدرة على ادراك الحقائق وحرصاً على التضامن مع قضايانا , هذا اذا ما اوصلنا صوت عراقنا الى عقر مؤسساتهم . ؟؟؟ .

تقول امهاتنا ” گوم التشاودت ما ذلت .. ” : يعني ان القوم ( الشعوب ) المتماسكة الموحدة حول مصالحها وحقوقها ومشتركاتها سوف لن تُذل او تخسر قضاياها , حكمة يجب ان نتعض بها, حتى لا نخسر حاضرنا ومستقبل اجيالنا, لنكن جداراً للتوحد نسد فيه المنافذ والثغرات التي يحاول النفاذ منها اعداء شعبنا ووطننا , ونجعل مشاريع اطماعهم تندحر حيث تبدأ سيادتنا , وبذات الوقت نقطع شرايين صلتهم بلقطاء داخلنا .

هنا يجب اعادة تقييم تجاربنا ومجمل اسباب انكساراتنا وهزائمنا, بعضنا مع سبق الأصرار , يهتك ماضينا ويتنكر لحضاراتنا ويتجاهل حقائقنا ويخذل اجدادنا , وللـه لو عرفنا من نحن , لما اقترب الغرباء الى شؤوننا او سحق الدخلاء كرامتنا وادعى الوافدون امتلاكنا ولما اصبح وطننا كتمثال اثري مفتت الأطراف .

علينا ان نلتفت الى عراقنا وننتصر له , نطلق رصاصة الكلمة والقصيدة والمقالة , فليس هناك ما يبرر المجاملة والتردد والمساومة , على الباحثين ان يذهبوا الى عمق التاريخ ليقولوا لنا ولغيرنا , يوم كان العراق, اين كانت عشائر المتصيدين الآن في العكر من مياه ضعفه, حينها يجب ان نخجل ازاء انفسنا وعراقنا, لنشعل جمرة الكرامة من تحت رماد ضمائرنا .

 العراق نسختنا , ان توحدنا ـــ توحـد ـــ وان تمزقنا ـــ تمزق ـــ .