19 ديسمبر، 2024 12:25 ص

مع الرئيس الكاظمي

مع الرئيس الكاظمي

  كما تفعلها الصحافة البريطانية بشكلٍ خاص , والأمريكية عموماً كلما صعدَ رئيس وزراء او رئيسٍ جديد , فقد انهمكت وسائل التواصل الإجتماعي العراقية < وبما يفوقُ جهد وسائل الإعلام الأخرى > ودخلت حالة الإنذار القصوى بحثاً وتنقيباً وتحرٍّ عن اية معلومة ” مهما كان حجمها ” بما يتعلق بماضي وخلفية رئيس الوزراء الجديد السيد مصطفى الكاظمي , وبلغت حداً من التمحيص والتدقيق ممّا جعل بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية تنقل عنها بعض تلك التفاصيل ذات العلاقة , لكنها وحسب رأينا لم تبلغ الصورة الكاملة في هذه التغطية الصحفية او الإستقصائية الى حدٍ ما , وسيما عمّا يمكن ان ينتهجه الكاظمي من نهجٍ في الميادين والمجالات الساخنة كافة .

هنالك معلومة جزئية كشفتها بعض تلك الوسائل , أنّ لقب السيد الكاظمي الحقيقي هو ” الغريباوي ” وربما كان مؤدى ذلك كأسمٍ حركيٍ اثناء سنوات المعارضة , او جرّاء مكوث عائلة رئيس الوزراء الجديد لفترةٍ طويلة في منطقة الكاظمية بعد قدومهم من مدينة الشطرة , وربما ايضاً أن جرت العادة في العالم العربي أن يستخدم الرؤساء والقادة العرب الأسماء الأكثر انسيابية لفظياً , وكذلك نجوم السينما وبعضهم يتجاوز ذكر اللقب العائلي ويختزل الأسم الى الحد الأدنى , ولعلّ ذلك لا ينطبق على الكاظمي منذ عاد الى العراق بعد عام 2003 حيث لم يكن أسمه متداولاً على الصعيدين السياسي والإعلامي والى غايةِ سنواتٍ قليلة , بينما غيّر المالكي أسمه الحركي ” جواد المالكي الى نوري المالكي ” , وتمسّك رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري بلقبه الحركي هذا بينما لقبه الأشيقر!

  وبعودٍ على بدء , بصدد موضوع السيد الكاظمي , فليست بذي اهميةٍ في نظر الشعب العراقي هذه المعلومات التي انهمكت بها السوشيال ميديا وسواها , فهنالك عشرات ومئات من التساؤلات اللائي تتراقص سلباً على شفاه الجمهور ” وكأنها كالطير الذي يرقص مذبوحاً من الألمِ .! ” , فالجماهير وبعد هذه التجارب المريرة من رؤساء الحكومات السابقة غدت تشكك في اية تصريحاتٍ جديدة ويصعب عليها رسم صورةٍ ذهنية اولية لما سيؤول عليه الوضع في ولاية الكاظمي , وهذا حقٌ مبرّر وله ما يدعمه , وكأنّ الشعب يعايش عالم المجهول , رغم الأمل المفترض بفتحِ صفحةٍ جديدةٍ مفترضةٍ تختلفُ جذرياً عن سابقاتها .!

     من الزاويةِ الإعلامية ومتطلّباتها , فالكاظمي بحاجةٍ ولربما ماسّة او اكثر لعقد مؤتمر صحفي موسّع يحضره ممثلو كافة وسائل الإعلام العراقية والعربية والأجنبية < وليس كما المؤتمرات الصحفية المحدودة اللاتي كانوا يعقدوها رؤساء الوزراء السابقين ” وبضمنهم عبد المهدي ” اسبوعياً وبحضور صحفيين مختارين بالأسم .! > , للرّد وايضاح وكشف ملامح سياساته القادمة , حتى قبل اعلان كابينته الوزارية وحتى قبل مصادقة البرلمان عليها , فذلك  ذو فائدةٍ له بالدرجة الأولى .! , لكننا هنا ومن ذات الزاوية الإعلامية الحيوية , فمن المستصعب على رئيس الوزراء الجديد الرّد وكشف توجهاته وستراتيجيته تجاه مراكز القوى التي رشحته للوزارة والتي هي في ذات الوقت تشكّل المعرقلات الحديدية في سير عجلة الدولة بنظر شرائح وقطاعاتٍ كبيرةٍ من الشارع العراقي إنْ لمْ يكن برمّته ! ومع الإدراك المسبق بعدم امكانية البوح المسبق بكلّ المسائل السياسية المتعلقة بالسلطة واحزابها وفصائلها , إنما نسوق ذلك علّه يروي مَسَحاتٍ من عطش الجماهير , حتى ولو بصيغة مسكناتٍ او مهدئاتٍ ولكن ليس غيرها او سواها .!