استعين ببيت الشعر المتداول سماعا اكثر من المصادر، يردده حتى الاميون، بضبط لغوي عال، لشيوعه، اقرب ما يكون، الى (الله بالخير) و(إشلونكم):
“على قلق كأن الريح تحتي.. توجهني يمينا او شمالا”.
اجيب به المتسائلين:
– انت من؟ مع من؟ ضد من؟
– أنا مع الحق، ضد الباطل.
– تتباين مواقفك من الشخص ذاته والحال ذاتها؟
– حين يصيب المسؤول، نشجعه، وحين يخطئ نشجعه ايضا.
عند الاصابة، نعينه بتهيئة مستلزمات الاستمرار في الصواب؛ تعزيزا للموقف الحسن، وحين يخطئ نشجعه على الرجوع الى الصواب، فالاعتراف بالخطأ فضيلة، تحتاج انسانا يتحلى باخلاق الانبياء كي يعترف بخطئه، ثائبا الى الرشد؛ من دون ان تأخذه العزة بالاثم.
ثمة اخطاء غير قابلة للتسامح؛ يجب الا تقع، واذا وقعت، يجد المرء نفسه ملزما بغذ السير حثيثا فيها، طريق احادي الذهاب من دون رجوع؛ ما يوجب ان نقيل من نحبهم، قبل ان يعثروا باخطاء لا تسامح فيها، تضطرنا الى محوهم من منظومة وجودنا، كرها نبنيه بالحب وحبا نبنيه بالكره، في اقرب تشبيه للموت الرحيم،…
الطبيب الموكل به انقاذ حياة الناس، يقدم على قتل مريض لايجد لآلامه املا بالتوقف، على المدى المنظور من تطورات العلم المحتملة.
هكذا اعمل، تضادا مع من احب، وتوافقا مع من اكره، انتشالا للفئة الاولى من اخطائها، وحماية للمجتمع من شرور الفئة الثانية.
هل اجبت؟
اقف مع المصيب، اعزز اجادته، واجتنب المخطئ، أؤشر خطله، ريثما يستفيق من كابوس الاضرار بمصالح المجتمع.. لست المهدي المنتظر ولا مسيح آخر الزمان ولا الخضر، يخطف حيثما ينبغي ان يهدئ ارواح البشر السادرين في الانفعال، انا مجرد قاض يزالول المحاماة، بعد ان استلبه طغاة الديمقراطية حقه الدستوري، فراح يرصد الاحداث من موقع الرائي العليم.
من موقع الاشراف، يحق لي التزام من احب ونبذ من اكره، فاكون معهم بالـ (ضد) والـ (مع) حيثما يجب ان ننبه ونحذر! ناصرين اخانا ظالما مظلوما، ننجده من عدوه، ومن نفسه حين يعدو على ابرياء.
هكذا اكون ضدا مرة ومتوافقا مرات!
فأنا مستقل.. لم انتمِ الى اي حزب، ولا اتعصب لأية فئة، حتى تلك ولدت في حاضنتها الاجتماعية، الا بالحق و.. بمرونة.