7 أبريل، 2024 5:27 م
Search
Close this search box.

مع اسطورة نوروز للكورد قصة اخرى

Facebook
Twitter
LinkedIn

تحتفل الدول او الشعوب القريبة والواقعة شرق كوردستان الكبرى في 21 اذار سنويا بمناسبة قدوم فصل الربيع وزوال الصقيع واحلال اجواء مناسبة للعيش السعيد كعادة منذ القدم ، ولكن للكورد قصة اخرى مع حدث عظيم لامجادهم واتخذوا تلك المناسبة كراس سنة لتقويم امتهم ويحتفلون بها شهرا كاملا تخليدا لامرين وهما الثورة على الظلم والطغيان ورقي الادب الكوردي في سفر الاساطير في مقارنة مع غيرها 0
اسطورة نوروز الكوردية من اقدم الاساطير تسبق اسطورة كلكامش السومرية واسطورة جينجي اليابانية واسطورة حصان طروادة الرومانية وغيرها، في طياتها مأسات امة وشهامة وشجاعة رجل بسيط يقود جماعة لمقارعة سلطة طاغية و يعود تاريخها الى ما قبل سبعمائة عام قبل الميلاد وبلاغة الاسطورة هي في صياغتها الادبية البالغة الثراء بين اداب الامم و في غاية من الجمال واللباقة لحدث هام وقع في بلاد الكورد بان رجل شرير لقب ب ( اژدهاک ) على افعاله المشينة ، اتاحت المجاعة له الفرصة للانقلاب على السلطة وحكم البلاد بالخبز والعصى واستغل تلك الحالة في كسب الانتهازيين حول نفسه لتقوية سلطته وهلاك المعارضين له بالقتل والجوع ، فاصيب بمرض عضال على اثره ولدت وبالاحرى نبتت لانهما ظلتا متعلقتين به حيتين على كتفيه وكلما جاعتا اثارتا عليه ، فامر بجمع السحرة والعارفين من انحاء امبراطوريته لانقاذه منهما ، عند حضورهم عرض عليهم مكافئة مقدارها بقدر وزن أي من ينقذه من المخاطر ذهبا ، فعرض عليه مشعوذ منهم بذبح شابين يوميا واطعام كل حية بمخ واحد منهما واشعل المشعوذ شرارة الظلم مع المجاعة واكسب الرهان ، واصبح الامر واقعا لا محالة له ، فعارض وزير بلاطه الامر وترجى الامبراطور ان يعالج الامر بالدواء فلم يقبل الامبراطور ذلك وطلب من حراسه الخاص التنفيذ فورا واصبح الامر واقعا ويوميا يلقون القبض على شابين ويسلمونهما الى الجماعة المختصين باطعام الحيتين واتفق وزير البلاط سرا معهم بتخفيف معانات الشعب بتسليم احدهم اليه لتهريبه الى الجبال لانقاذه وتقديم مخ حيوان بدله واستمر الى ان وصل الامر الى اخر اولاد كاوه الحداد واخذوه الى البلاط الامبراطوري ليلتحق باخوانه الاحد عشر ، فثار كاوه الحداد غاضبا واجمع اهل المدينة وقادهم للهجوم على الامبراطور وجلاوزته وكسروا ابواب القصر باشتباك عنيف معهم ودخلوا اروقة البلاط وهشم كاوه الحداد راس اژدهاک بالمطرقة واعلنوا السيطرة على السلطة وعند المساء اشعلوا النار على المرتفعات كوسيلة لاعلان النصر الى ارجاء البلاد والمتسربين الى الجبال للناجين من المذابح وكان الوقت قريبا من بداية فصل الصيف الموافق 21 اذار واتخذت هذه المناسبة براس السنة الكوردية ،
من بلاغة الاسطورة ان اژدهاك يعني الافعى بلغة الام وان الحيتين ترمزين الى حالتي المجاعة والظلم وقتل الشابين هو قتل معارضيه اليومي و المشعوذ هو الرجل المدبر او الخائن الذي اوصله للسلطة بقمع الشعب ووزير البلاط هو المنقذ لقسم من الشعب من الهلاك لتهريبه الى الجبال واتخذها الكورد موطنا الى اليوم والمعالجة بالدواء يعني الاصلاح واعداد اولاد كاوة تعني مدة حكم الطاغوت على عرش كوردستان وشجاعة كاوة ومطرقته هو الرمز لشجاعة الكورد منذ الازل وهذه ليست قصة اسطورية مبنية على الخيال الفكري بل كانت ثورة واقعية بنوا عليها ادباء من اجداد الكورد القدامى اسطورة نوروز لتبقى الى الابد رمزا للتحرر والكرامة وهوية الكورد بين الامم 0
هذه هي القصة التي سمعتها عن نوروز منذ صغري عندما كان للحكواتي اهتماما بالغا في سرد القصص والروايات في المضايف او بين الاسر بعيدا كل البعد عما نشر عنه في الكتب لتشويه نوروز وتحريمه بفعل الانظمة المعادية للكورد لصهرة وتجريده من الانتماء القومي وهناك اسطورة مماثلة طبقا ولكن تقول ، اوصى المشعوذ بتدهين جسم الطاغي بمخ شابين وهذه لا تشكل أي خلاف في صلب الواقعة ولا الاسطورة المتداولة في مضايف الكورد في رقعة جغرافية واسعة كانت من مضيق هرمز الى تبريز ومنها الى اذربايجانة وارمينيا والى قارس وسيواس وغازي عينتاب على المتوسط ومنها الى حلب وقامشلي والموصل والى الكوفة والبصرة وتقلصت الى ما نحن عليها اليوم بفعل غزوات الاقوام عليها طمعا بارضها الخصبة للزراعة والمراعي وتواجد فصول الاربعة فيها لادامة الحياة ولربما فقدت الاسطورة الكثير من اركانها بفعل غياب الكورد عنها بتحريض عقائدي ولكن يبقى نوروز شعلة وهاجة ورمزا لوحدة الكورد وسفيرا دائما له في ارجاء المعمورة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب