كركوك / الوكالة الوطنية العراقية للانباء /nina/ حث بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس رؤفائيل الاول ساكو المسيحيين في العراق للبقاء في ارضهم وترك الهجرة .. مثمنا بطولات الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الشعبي .
وقال ساكو اننا وسط همومِ العراقيين والسوريين وأبناء المنطقة، حيث الأطفال والمدنيون ضحايا الحرب القاسيّة، وملايين الأشخاص يهجّرون من بيوتهم، ويشرّدون من أرضهم ويعيشون مأساة حقيقية، والبيوت والبنى التحتية تدمّر، ها هو عيد ميلاد السيد المسيح يأتي من جديد ليُذَكِّرَنا بأهميَّة السلام والحاجة الماسّة إليه:” المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام”. نداء يهدف إلى شحن همتنا وحماسنا لبناء السلام العادل والدائم لكلّ البشر، وترسيخ أواصر الأخوة والعيش معًا بعيداً عن التعصب والتطرف وأعمال العنف.
وخاطب المسيحيين في رسالته لمناسبة اعياد ميلاد السيد المسيح وراس السنة الجديده احثكم على التشبث بأرضكم والحفاظ على دوركم، والاستمرار في علاقتكم مع كافة مكونات المجتمع العراقي وبدل الانكفاء على الذات والخوف والهجرة العشوائية، أشجعكم على الانخراط في المؤسسات الإنسانية والتربوية والاجتماعية والصحية والسياسية وغيرها بهدف المساهمة في إشاعة وتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر والاحترام المتبادل والتلاقي والتعاون في إطار من الوحدة والتنوع لبناء أسس متينة لمجتمع مدني بعيد عن منهجية المحاصصة، يشرِّف بلدنا ويخدم مواطنينا.
واوضح البطريرك ساكو ان ليلة الميلاد يُمَّحى البغضُ، ينبت الحب، تدفن الحرب. عندما نسقي عطشان كأس ماء، عندما نكسي عريان ثوب حب، عندما نجفف الدموع من العيون، عندما نملأ القلوب بالرجاء، نكون في الميلاد. عندما أقَبِّل رفيقي دون غش، عندما تموت فيَّ روحُ الانتقام، عندما يزول من قلبي الجفاء، عندما تذوب نفسي في كيان الله، أكون في الميلاد. اذاً حين نخرج من نمط التفكير المتخلف ونعيش قيم المحبة والفرح هذه فيما بيننا نكون في الميلاد.. مؤكدا ان الميلاد يهدف إلى ارتقاء الأنسان والإنسانيّة والكون إلى حياةٍ جديدة، ومستقبل أفضل،.
كما دعا البابا فرنسيس قائلا: “نعيش حياة عنوانُها السلام الذي تطمح له الإنسانية جمعاء وتنتهي فيها الحروب والصراعات”. لذلك بات ضروريا ان يعمل المسؤولون على مستوى العراق وعلى مستوى الإقليم على تحقيق الوفاق والوئام وبناء دولة مدنية حقيقية تحترم قيم المواطنة وحقوق الإنسان أيا كان، وتعيد النظر في المناهج التربوية القائمة وإرساء ثقافة جديدة ثقافة التنوير والأخلاقية الحميدة لكي تصبح قيما ً يتأسس عليها كل مجتمع سليم.
وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم : اننا في هذا الميلاد وهذه السنة الجديدة 2017 التي سندشنها بعد أسبوع، أدعوكم إلى تكثيف صلواتكم من اجل وقف الحرب والآلام التي يُعاني منها الناس وخصوصا المدنيون في العراق وسورية واليمن وليبيا وفي كل مكان، وانطلاقاً من هذه الهموم أدعو المسؤولين في العالم إلى أن يتحركوا بعزم في إرساء أسس السلام والعدالة وحماية حياة الناس وكرامتهم.
وعبر ساكو عن تهانيّه وتمنياته القلبية بعيد الميلاد المجيد، وقال : إنني في هذا العيد أضم صلاتي إلى صلاتكم ورجائي إلى رجائكم ليكون هذا العيد منعشًاً لآمال شعبنا في العودة إلى دياره وأرض أجداد وتاريخه وذاكرته. . موجها شكره لكل من مد يده للتخفيف عن معاناة المهجرين في حكومة إقليم كردستان والجمعيات الخيرية الكنسية والمجتمع المدني.. مثمنا بطولات أبطال الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الشعبي والوطني وأبناء المكون المسيحي في تحرير كامل الأراضي العراقية التي احتلها تنظيم داعش.
وخلص بطريرك الكلدان في العراق والعالم بالقول ان هنالك خيارات صعبة و هي مشروع البقاء أمام خطر ظهور صراعات جديدة تقسم الوطن والمواطنين و خيارات ينبغي أن تتحول الى رسالة تعبر عن مشيئة الله لنا، وعلينا قبولها وتفعيلها بفرح لتتحول إلى منبع خير وسلام وازدهار.. قائلا ان كنيستنا سوف لن تألو جهدا لدعم هذا المشروع المنشود مع المرجعيات الدينية المسلمة ومنظمات المجتمع المدني وكل ذوي الإرادة الطيبة .