18 ديسمبر، 2024 10:21 م

معّضلة وطننا ومحّنة شعبنا لا تحتاج إلى معجزة !؟

معّضلة وطننا ومحّنة شعبنا لا تحتاج إلى معجزة !؟

نعم .. معّضلة ومأساة العراق المستهدف والمبتلى بجشع وأطماع الأشرار عبر التاريخ .. وتحريره وتخليصه من براثن الغزو والاحتلالين والتبعية خاصة في الحقبة الأخيرة من العقدين الماضيين من القرن الواحد والعشرين , لا تحتاج إلى معجزة لإنتشاله من هذه الحقبة بالرغم من شدة وطأتها , والتي ربما تعد أخطر مرحلة من مراحل وجوده كدولة مستقلة , لإعادته لأبنائه وحضن أمته العربية , بالرغم من أنه كان لقرون رائداَ ونبراساً شعّت منه أنوار العلم والحضارة , وحتى الأمس القريب كان صمام أمان البوابة الشرقية وحامي حياضها .
سيعود العراق وستتحقق آمال أبنائه بعد إعادته وانتشاله مرة أخرى من غياهب الجهل والتخلف وهذه الحقبة المظلمة , وعندما يتم تحريرعقول البعض من العراقيين المعاصرين من البدع والخرافات والجهل والأمية التي للأسف خيّمت وبدأت تضرب أطنابها بشكل مروع ومتسارع بين صفوف أجيال ما بعد الحصار والاحتلال , وبعد غياب وانعدام تام للقيم والمبادئ التي تربى عليها , ناهيك عن غياب تام لدور الحكومات الرقابي والقانوني والتربوي التي نصبها الاحتلالين , وسيادة شريعة الغاب والانفلات الأمني غير المسبوق , حتى أصبح السلاح بيد كل من هب ودب وبيد عناصر تنتمي لمئات المليشيات الإجرامية الخارجة حتى عن قوانينهم القرقوشية التي سنوها في دستورهم البائس , وكذلك يجب أن يتم القضاء والتخلص بشكل نهائي من آفات المخدرات والشعوذة والطلاسم والتبعية وعبادة الأصنام البشرية الذين أوصلوا عقول الناس البسطاء والمغفلين وهم بالملايين وحتى بعض أنصاف المثقفين والمتعلمين إلى طريق مجهول !!!, بالإضافة لذلك يجب إنهاء دور ونفوذ المتسبب الرئيسي لهذه الآفات .. كما هو التغلغل والتغول والوجود والنفوذ الإيراني المؤذي والمخرّب والمدمّر بشكل تام ونهائي , يتبعه غلق كافة المنافذ الحدودية بيننا وبينهم بشكل محكم , حتى وإن تطب ذلك بناء جدار محّكم وعازل , كالذي شيّدته الولايات المتحدة الأمريكية بينها وبين المكسيك !, بالرغم من أن المكسيك لم تقوم بعمل واحد بالمليار بحق أمريكا .. مما عملته وفعلته إيران بالعرق على مدى قرون , من خراب وقتل وسلب ونهب خاصة في السنوات الــ 17 عشر الأخيرة .. أي بعد احتلاله , يجري بالتزامن مع هذه الاجراءات السريعة أعلاه .. معاقبة أدواتها وذيولها وتأديبهم وردعهم , وتنظيف المجتمع العراقي من الدخلاء من خلال نزع الجنسية العراقية من ملايين الإيرانيين والهنود والباكستانيين والأفغان ومن أكراد إيران وتركيا وسوريا … الذين تم تجنيسهم بشكل عشوائي وغوغائي , ومنحهم حقوق التملك والتصرف بأموال وعقارات الدولة تحت عناوين وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان .. بعد أن هيمنة وسيطرة منظمة بدر الإرهابية الإيرانية بشكل مطلق على وزارة الداخلية وجميع المرافق والدوائر التابعة لها .. كدوائر الجوازات والسفر والجنسية والطابو .. منذ عام 2003 , وهذا كله من أجل تغيير التركيبة الديموغرافية في العراق , وجعل نسبة الشيعة الصفويين تفوق أضعاف مضاعفة أعداد ونسبة حتى الشيعة العرب أنفسهم !.
ففي حال تم معالجة هذه القضايا المهمة وإعادة سيادة وهيبة الدولة عند ذلك .. فقط .. وفقط .. سيكون العراق دولةً وبلداً حراً آمناً مستقلاً ومهاباً كما كان , وسيعم وسيسود الأمن والأمان والسلام والاستقرار والرخاء كافة أرجائه , وسينهض كما عهدناه وقرأنا عنه بعد كل واقعة وكبوة كالعنقاء من تحت الركام , وسيبدأ أبنائه البررة رحلة الألف ميل وسيشمروا عن سواعدهم السمر لإعادة بنائه واعماره من جديد .. بالضبط كما قاموا بإعادة ما خربيته ودمرته آلة الحرب والحقد والكراهية بعد الهجوم البربري المغولي ” الأنغلوصهيو أمركي إيراني ” عام 1991 خلال 6 أشهر فقط , بعد أن تعود كافة الطاقات والكفاءات العلمية بكل خبراتها واختصاصتها من مفكرين وعلماء ومخترعين ومبتكرين وفنيين وتربويين ورجال قانون وقضاء وقادة أمنيين , وعلى رأس هذه الأوليات سن القوانين الوضعية وإعادة كتابة دستور يليق بالعراق وبالعراقيين وبتاريخهم الحضاري الذي سنَّ أول قانون لتنظيم حياة الإنسانية والبشرية جمعاء , عند ذلك وبلا أدنى ريبة أو شك سيعمّ أيضاً العدل والمساواة , ويسود القانون ربوع الدولة العراقية من زاخو وحتى الفاو , وسيعيش جميع العراقيين كما كانو أخوة متحابين وأسياد وليس عبيد في وطنهم !, وسينعم وسيتمتع جميع أبناء الشعب العراقي بغض النظر عن أجناسهم وأعراقهم وألوانهم وقومياتهم وأديانهم وطوائفهم ومذاهبهم … بثرواتهم وخيراتهم التي منَّ بها الله تبارك وتعالى عليهم , وحينئذ ستموت وستقّبر كل أشكال وأنواع الطائفية والعنصرية والتمييز العرقي والطبقي والمناطقي والمذهبي , وسينتهي وسيزول إلى الأبد الإرهاب المستورد من خلف الحدود , وستهرب العصابات والمافيات والجماعات والحركات الإرهابية الإجرامية , وستختفي من على وجه أرض وادي الرافيدن ودار السلام بغداد والشرق الأوسط خلال أيام وليس أسابيع أو أشهر … !!!, وهذا كله يعتمد ليس على الاستعانة بالغرب أو الشرق أو بالدول العظمى .. بل يعتمد اعتماد كلي وأساسي على وعي وادراك وإرادة وشجاعة واقدام وتلاحم جميع أبناء العراق الأوفياء والمخلصين لتربة ووحدة وطنهم وشعبهم .. وعندها فقط سيركع جبابرة وطغاة العالم وسيأتي العالم بأسره وفي مقدمتهم أمريكا وروسيا والصين وأوربا ليس بأسلحتهم ودباباتهم وطائراتهم وأدواتهم وعملائهم واتباعهم سياسة ” فرّق تسد أو فرّس تسد ” !, لفرض شروطهم وتمرير أجندتهم وهيمنتهم وسيطرتهم واتباع سياسة الترغيب والترهيب وفرض سياسة الأمر الواقع .. !؟, كما هو حاصل منذ عام 2003 .. بل سيأتون زحفاً على أناملهم لنيل رضا العراقيين والاعتذار منهم وتعويضهم عن كل ما قاموا به من أعمال إجرامية ووحشية بحق العراق والعراقيين على مدى ما يزيد على قرن كامل !!!, ومن أجل الحصول على مكانة وفرصة عمل أو استثمار في ورشة إعادة بناء واعمار العراق العملاق .. فلنتفائل جميعاً بعراق سيد عصي على الأعداء , وبمستقبل زاهر ومشرق لأبناء شعبنا بإذن الله .