23 ديسمبر، 2024 8:36 ص

معيدي مع سبق الاصرار

معيدي مع سبق الاصرار

تقفزمن علياءها تصفعها كف الريح تهوي مسرعة والصخور تزفها تلك هي روحي تنزف لما حل بنا منذ وصول البعث البربري المقبور وماخلفه من تركة لم تنتهي بزوال العفالقة ياسادة ياكرام قبل ان ابدء بكتابة هذا المقال احترت من اين ابدء من الدولة ام من (المعيدي) الذي استشرى ب مفاصل الدولة!  تارة نري معيدي   وهو مسوؤل حكومي رفيع المستوى واخر واخر وزير مدير مستشفى وبرلماني ومحافظ وهكذا تستمر قوافلهم!
 كل يوم افكر بان اعود الى بلاد المهجر من حيث اتيت لاجدد غربة عشرون عاما وتوصلت الى قرار نهائي بالرجوع ولاخير ببلد يحكمه (معدان) وقد تذكرت (نكته) عراقية ولا ادري وقتها اكنت اضحك على حالنا ام على سطوة المعدان فينا (النكته) تقول.  ان مريض ذهب الى دكتور معيدي المريض دكتور: (بطني هواي تطلع كله احتمال فانيلتك كصيره)  ان الامثال الشعبية والطرف ألتي ترتبط ارتباط جذري بالمعيدي ايضا لها اسباب ومسببات وتاريخ و لم تاتي جزافا فمهما حمل من شهادات لبس افخر الثياب وتعطر بارقى العطور مهمآ التفت حوله المصفحات والحمايات فكان مديرا او وزيرا او مهندسا او طبيبا غنيا او فقيرا يبقى هو هو مع سبق الاصرار ..  
عندما كنت صغيرا كنت استمع الى جدي وهو يردد قولا لم يفارقه حتى فارق الحياة انما المعدان (بول ونجس) ولاادري لماذا اصر جدي على هذا القول هل لان المعدان يختلفون عنا من حيث الشكل اوقد يكون لهم انسجة بشرية مختلفة حتى يصفهم بهذا الوصف وعندما كبرت عرفت الاسباب خصوصا عند قيام (دولة المعدان) وانا بالتحديد لي قصص كثيرة مع موجه من المعدان سواء اكان في الدولة او تقاعد منها او ينتظر ..
وقد يلاحظ البعض عندما يصل المعيدي الى موقع قيادي يصبح (  حجي دولة  ) اول الامور التي يلتفت اليها .كثرة السيارات.كثرة الحمايات.  ويصبح بعدها من (حجي دولة الى حجي متولي) فيتزوج على زوجته ألتي اكل الدهر عليها وشرب فهو الان مسؤول وصاحب مليارات لهذا يفترض بان يتزوج الاخرى متصورا ان المجتمع يكشفه بسبب الزوجة الاولى متناسيا انها ضحت وصبرت عاشت الحياة بحلوها ومرها معه ولكن قدرها اصبح    زوجها مسوؤل مهمآ حاول المعيدي بان يتطبع باطباع المجتمع المدني المتحضر لسوء حظه ينكشف من ابسط الامور ..حتى لوتقمص وحمل من شهادات وتزوج مرة اخرى وتطقم ولبس ربطة العنق وجلس على كرسي المسؤولية هو هو معيدي مع سبق الاصرار
كنت عند احد الاصدقاء وصادف انه اتصل هاتفيا بمدير المادة (140) التابعة للامانة العامة لمجلس الوزراء وهو يشكو له بان معاملته فقدت داخل الدائرة ولم يجدها موظفو الامانة فرد عليه المدير قائلا (سوده بوجهم شلون ضيعوها) سوي غيرها طاحظهم!  ان كان هذا مديرا عاما للمادة في جميع محافظات الفرات الاوسط (140)   فمابالكم بالمعيدي   الاكبر
الكل يتفق معي بان ظاهرة (المعدان) احتلت الحيز الاكبر من المناصب وان عملنا احصائية دقيقة عن طريق منظمات المجتمع المدني سنجد الوزير البرلماني المحافظ مدير مستشفى    كلهم معدان من الدرجة الاولى باختلاف مناصبهم!  والسؤال هو هل المناصب نركض وراء المعدان ام المعدان هي التي تركض وراء المناصب ؟