18 ديسمبر، 2024 10:52 م

معول التاريخ يحفر الجغرافية ليولد مكرودويلات او فدراليات جديدة

معول التاريخ يحفر الجغرافية ليولد مكرودويلات او فدراليات جديدة

100 عام مضت ومعول اتفاقية سايكس_بيكو يحفر في اخاديد وتخوم ارض العرب ، وكانت هذه الاتفاقية بمثابة النار التي ظل الاناء من فوقها يغلي مكثفا الاحداث بين صراع مع دولة تم حفرها في قلب ارض العرب لتتوسع على حساب اراضيهم ،او صراع مستتر بين الاتراك والعرب بشان الاسكندرونة ، او التنازع مع الفرس بشان الاحواز او نقر الكرد البطيئ على طبول حرب مؤجلة في سوريا والعراق، او منطقة الحياد التي سويت بين العراق والسعودية ، او اية مكامن للخلاف قد تكون سببا جديدا لصراع مجنون محسوب ، وبعد كل هذه السنين ، يعود سايكس امريكي وربما بيكو روسي لينخروا في جيوب التاريخ وليوجدوا جغرافبا جديدة ، بعد ان خلقوا جغرافية دولة جنوب السودان ، وقبلها حتى في اوربا حين قاموا بتقسيم يوغسلافيا ، ومنها الى مكروفدراليات للدويلات المستقلة عن الاتحاد اليوغسلافي او حتى الحقد على وحدة جيكوسلوفاكيا ،
ان الولايات المتحدة وفي ضوء افكار عرابها المستنير كيسينجر تاخذ يوميا دور الامبراطورية البريطانية في اللعب بمصير العالم ، وهذه المرة لم يقتصر الامر على دول كما في سايكس-بيكو وانما على دويلات ، قد لا يحمل بعضها حتى على شروط الدويلة ،كما هو الحال في قضية كردستان العراق . او دولة العلويين في سوريا ،ان تقسيم الشرق العربي لم يعد ايضا يقتصر على على الدول المقسمة قبل 100عام انما يمتد الى دول اخرى مثل اليمن اوحتى السعودية ، وهذه المرة على اساس طائفي ، والمقصود من وراء كل هذه الجولة الدؤوبة هو توليد حروب طائفية بين دول لا بين طوائف في الدولة الواحدة ، وقد تعلم ايران بنوايا امريكا ، وربما لا تاسف على ذلك بل ستظل تدافع عن الشيعة وتدخل هي الاخرى في مرحلة ثالثة في صراع داخلي مع الاقليات الايرانية وبفعل الراعي الامريكي ، وقد تتنكر الويلابات المتحدة كما يفعل ترامب البوم وتدريجيا عن الحلف الاطلسي تاركة تركيا هى الاخرى للتقسيم وهنا ستظهر الدولة الكردية الكبرى التي هي بدورها تعد العدة للحرب مع الاتراك اوالعرب للوصول الى المياه التجارية ، ونتيجة لكل ما تقدم فان الشرق الاوسط الجديد الذي بشر به جورج بوش الابن والذي كانت بداياته في العراق شر وسط الشعوب ، عليها ان تتقدم على فحواه وان تاخذ قياداتها بمغادرة الغباء الاستراتيجي الذي لفها منذ ثلاثينات القرن الماضي وظلت تاركة شعوبها تئن من الحرمان والجوع ، راكبة موج التقدم لذاتها ، متمتعة باموال هذه الشعوب ، بل وحولتها الكثير من هذه الزعامات الى رصاص يثقب الصدور ، وان تشجيع امريكا للربيع العربي ، راكبة الموجة الاسلامية ، انما ارادت به ان يكون مقدمة لصراع يتجاوز حدود الشباب مع زعماء دولهم ، الى صراع بين الاخوان المسلمين وفروعهم مع الاسلاميين الشيعة وامتداداتهم ، وكانت لغاية هذه اللحظة النتائج كارثية وعادت بالمنافع المجزية لشركات امريكا والغرب المنتجة للسلاح والعتاد ، فهل فهم العرب والمسلمين اللعبة ، والناظر الغربي يقف متفرجا من اعالي جبال الالب على حروب المسلمين الطاحنة ابتدا من افغانستان مرورا بالعراق واليمن وسوريا وقوفا في ليبيا لا بل حتى المغرب على يد القاعدة تنظيم الساحل ، عاشت الايادي المسلمة المتابطة للسلاح ،وعاش كل من يبعد اسرائيل عن فوهات هذا السلاح ويوجهه الى صدور اؤلئك المسلمين .. والحليم تكفيه الاشارة…