23 ديسمبر، 2024 11:31 ص

معهـرة توزيع الوزارات السيادية

معهـرة توزيع الوزارات السيادية

العراقيون قد حفظوا الدرس ، وتعلموا قراءة وجوه كالحة عفنة وجيوب منتفخة ذليلة ، كانت وما زالت تمثل (معظم) الطيف السياسي الذي ما فتأ يتقاسم كعكة العراق المغمسة بدماء الأبرياء الطاهرة المهدورة ، وتحت سمع ونظر الأدارة الأمريكية التي لم يصعب عليها حتى التنصت على مكالمات المستشارة الألمانية ميركل ، فمن هؤلاء لكي لا تستطيع (سماعهم) امريكا .

يعلم العراقيون أن اسامة النجيفي سيستقتل على وزارة الدفاع بعد اتفاقه المعروف مع كتلة سليم الجبوري الذي منح الجبوري رئاسة البرلمان  .. وكل المقربين وغير المقربين يعلمون ان للنجيفي اسمين لا ثالث لهما .. الأول خالد الحمداني المقرب جدا من أخيه اثيل النجيفي ، وهو من ضمن المهزومين الأذلاء مع اثيل من الموصل .. والثاني خالد العبيدي الذي رشحه اسامة النجيفي بضغط على علاوي في ولاية المالكي الثانية .. لكن دهاء علاوي كان قد كشف ما دار بين خالد العبيدي والمالكي في مكان سري في المنطقة الخضراء قام العبيدي فيه بتقديم ضمانات الولاء والطاعة للمالكي وبصم بالعشرة على اوراق بيضاء من اجل توزيره .. ومن المؤكد انه خلال الولاية الثالثة يعتبر العبيدي رجل المالكي القوي والأوفر حظا رغم تنحي المذكور عن هذه الولاية ، ذلك الذي لن يمنع حيدر العبادي من الرضوخ لبعض طلبات ابا اسراء كما يدلل على ذلك وقوف العبادي جتف بجتـف الى جنب المالكي خلال بيان التنحي .

اما الداخلية فتقرب البولوني وابو رغيف .. وهما من مليارديرات العهد الجديد .. بعد ان كانت ملكيتهم خلال النظام السابق لا تتجاوز السيارة البرازيلي ودش صيني من نوع سترونك ، نقول فتقربهم من المالكي وحزب الدعوة خلال الأشهر الأخيرة وخصوصا ضمن سياق العمليات العسكرية والأمنية التي تشهدها المحافظات السنية ستعطيهم افضلية كبيرة في توزير احدهم ، ولكي يعودوا الى ما تعودت عليه شخوصهم وجيوبهم وجيوب المنتفعين منهم .. ولأن ورقة عدنان الأسدي كانت قد احترقت من ضمن ما احترق في خروج بعض محافظاتنا العراقية من يد سلطة حزب الدعوة .

اما المالية والنفط والخارجية والتخطيط فلن تخرج عن اسماء من امثال باقر جبر الزبيدي .. وهو جوكر الوزارات ، وامكاناته الخارقة للطبيعة تجعله يصلح وزيرا للأسكان وللداخلية وللمالية ، وربما وزيرا للمرأة .. مع اسماء اخرى حجزت مكاناتها رغم انوف الجميع من أمثال الشهرستاني وبحر العلوم وزيباري وصلاح الجبوري (المقرب) حد الوله من السيد سليم الجبوري .

المتفرقة من باقي كراسي الوزارات من غير السيادية ، راح يلعب بها جولة آل الكربولي .. فرصيدهم من الدهاء والمكر والخبث والفساد سيتيح لهم توزيعها او التدخل في تقسيمها وفق رؤيتهم الكربولية ، وهم من القوة والتأثير في هذا المجال بحيث يستطيعون أن يرشو حتى الحبر الأعظم البابا فرنسيس .. اما رعاة وسماسرة تلك الأتفاقيات من الخط الثاني فمعظمهم من (تجار) السحت الحرام الذين ما فتأت بصماتهم تشوه العملية السياسية المشوهة اصلا في العراق .. ومعظم العراقيين يعرفونهم بالأسماء وبالوجوه ، ويعرفون حتى المواخير التي يتواجدون فيها في دول الجوار من الساعة العاشر مساءأ وحتى ساعات الفجر الأولى .