23 ديسمبر، 2024 2:23 م

معهرة الأستقالات ومدعرة تعليق المناصب

معهرة الأستقالات ومدعرة تعليق المناصب

كنا نسمع دائما بمصطلح العهر السياسي ، ولم يكن أكثرنا يدرك معناه الحقيقي بسبب تقاليدنا وعاداتنا الأصيلة التي تستنكف تداول مثل هكذا مصطلحات تخدش الحياء العام .. لكننا حقيقة بدأنا ندرك معاني وغايات ذلك نتيجة أعمال ومواقف متكررة ضمن هذا السياق لجهة سياسية استفردت وبأمتياز بتكرار سيناريوهات محددة جعلنا نشاهد تلاصقا عجيبا بينها وبين ذلك المصطلح .
 
فهي ليست المرّة الأولى التي تستغل فيها متحدون وكتل اخرى قريبة منها ومن لف لفها ، دماء ناخبيهم من أهل العراق المظلومين وتسخرها سياسيا لأغراض دنيئة انكشفت للجميع بشكل جلي اسبابها واهدافها .. وهي ليست المرة الأولى التي يقدم أعضائها استقالات (غير محسومة) النهايات ، أو تعليق مناصب بعضهم بطريقة تمكن المسؤول من العودة الى منصبه ساعة يشاء وأين ما يشاء .. مع العلم ان الطرف السياسي الآخر أصبح يعلم وبكل دهاء طول فترة التعليق بدقة عجيبة ومتى العودة منه ، ولسان حاله يقول اتركوهم .. فدرب الجلب عالكصاب .
 
ان كان بعضنا يعطي الحق للمالكي ان ينسى تاريخه ويفقد توازنه واخلاقه نتيجة تأثير ذلك الكرسي (الطاووسي) المطلق الصلاحيات عليه والذي منحه صلاحيات وأموال قارونية لم يكن يحلم بها حتى ضمن خياله المحدود .. إلا اننا لا يمكن ان نعطي العذر لكتل سياسية من  المتاجرين في دماء ابنائهم بسبب أن كراسيهم ما زالت (ستولات) صغيرة لا تشبه كرسي الزعيم من قريب أو بعيد .. اللهم إلا كراسي رؤساء كتلهم من المليارديرات الذين يتميزوا بالتلوّن وبعدد كبير من الوجوه والأقنعة وثياب الذل .. وذلك هو أس العهر والدعارة السياسية التي لم يشهدها حتى أجدادنا من مريدي مبغى بغداد العام الكائن في منطقة الميدان في الثلاثينات من القرن الماضي .