23 ديسمبر، 2024 11:33 م

معهد التاريخ ورموزه نار على علم

معهد التاريخ ورموزه نار على علم

إن الشعوب العريقة تكتسب أصالتها من المخاضات الفكرية التي تمرّ بها عبر مراحل زمنية مختلفة ؛ وما يبدو في ظاهر الأمر أنه انحطاط أو تراجع ؛ فهذا يعدو أمرا طبيعيا ً في عالم الإنسانية لأن الشعوب لا تموت ولأن تجديد الفكر لإنساني وتعزيز الأثر الحضاري للشعوب يتطلب تقبل الصدمات التي تحدثها الأزمات المترتبة على سوء التطبيق للفكر في مرحلة زمنية معينة تنعكس آثارها السلبية على المجتمع عامة.
      إن ما يمر به العراق اليوم من أزمات في ظاهرها صراعات سياسية ؛ أو أطماع فردية أو عِرقية بغية الحصول على منافع آنية أو مستديمة ؛ على الرغم من وجود الرموز الوطنية الساعية إلى الخير بقلوب بيضاء كتب عليها ضمير العراق ؛ وإنما هي تعبير عن عدم نضوج الفكر الحي الداعي إلى غيرة حقيقية على معنى الانتماء الوطني وتعبير عن عدم وضوح الرؤية الفكرية لما يجري في العراق وذلك لأن المسميات السياسية والاجتماعية أريد لها أن تبقى في أطار ما وضع من مخططات إقليمية أو دولية غايتها المشتركة أن لا يحب العراقي عراقه .
والسؤال هنا واليوم لماذا اختير معهد التاريخ العربي والتراث العلمي لإثارة أكاذيب عليه ؟ 1- هل القضية شخصية مع المشهداني، 2- هل مع أولاده، 3- هل مع الطلبة، 4- أم ضد العلم والعلماء.
الجواب: 1- إذا كانت ضد شخص الدكتور محمد المشهداني، فالدكتور رمز وطني وعلامة كبير يشار له بالبنان تخرج على يده آلاف الطلاب ونهلوا من علمه الوافر، وهو رمز المؤرخين العرب ولا حاجة لأصحاب الفكر الظلامي والحاقد أن يتكلموا عنه بهذه الطريقة الوقحة التي لا معنى لها، فقد افني حياته وعينيه لخدمة العلم ومعهد التاريخ العربي.
2- -لعمري- لم أجد من أولاد المشهداني والإخوان والزملاء الذين معي سوى المعاملة الحسنة الذي يسودها المحبة والإخوة، علما أنهم يأتون قليلا إلى المعهد لاصطحاب والدهم ولم اسمع أن احدهم لديه منصب أو وظيفة بالمعهد.
3- وإذا كان لديكم مشاكل مع طلبة العلم في المعهد – حقيق بي – أن أقول أنكم أناس سذج وأكلت راس تصطادون في المياه العكرة في سبيل تحقيق ما ترومون إليه، فطلبة المعهد رجالا ونساءً صدقوا ما عاهدوا أنفسهم عليه في طلب العلم والمعرفة والالتزام والاحترام حتى باتوا عائلة واحدة وأبناء بررة للمعهد غايتهم رفع المستوى العلمي بالبلاد.
4- وإذ كان المقصود العلماء وأساطين العلم في معهد التاريخ فهم أغنياء عن التعريف، وأسمائهم ساطعة في سماء التاريخ العربي والإسلامي، لا يؤثر عليهم ما قصدتم من تجريح للمعهد.
ولان المعهد ورموزه لا ينزلوا إلى المستوى الضحل والطريقة التي كتبتم بها، وبحكم موقعي كوني رئيس منظمة مجتمع مدني رقيبة على التعليم أجيبكم أنا:
إن الشخصيات التي وجهتم لها الشكوى المزعومة والتي غايتها أن تثير الشبهات على معادلة شهادة المعهد، هم ارفع من أن يصدقوا بهذا الكلام الرخيص والادعاءات الكاذبة، وهم ناس محترمون ذات باع طويل بالسياسة ويقودون بلدا ديمقراطيا أنقذوه من الوقوع في الهاوية، فلا تطلى مثل هذه الحيل الظلامية الشخصية والحاقدة عليهم.
اتق الله واستغفره بما ارتكبت به من كلام وتب وارجع إلى الحق فان الاعتراف بالخطأ فضيلة. 

مدير عام المركز الوطني للبحوث والدراسات التعليمية واللاعنفية