23 ديسمبر، 2024 2:52 م

الانتخابات تعد قاعدة الديمقراطية والوسيلة الاهم في المشاركة بالحياة السياسية واضفاء الشرعية على النظم السياسية الديمقراطية فسلامة الديمقراطية و نجاحها يتوقفان على سلامة العملية الانتخابية و نزاهتها و مصداقيتها ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية التي لم يعد يفصلنا عنها سوى اربعة اشهر وبضعة ايام كثر اللغط حول هذه الظاهرة وتسارعت وتيرة الاتهامات والشتائم بين القوائم التي رشحت نفسها للانتخابات وتسارعت وتيرة مذكرات القاء القبض ضد الخصوم لتواجه سيل الوثائق التي يكشفها الخصوم عن الفساد المستشري في اوصال الحكومة العراقية في خضم هذا كله يبقى السؤال الذي يجب على كل من يذهب لممارسة هذا الحق او الواجب حسب الاختلافات الفقهية ان يجيب عليه قبل ان يخطو اول خطوة باتجاه المركز الانتخابي ( ماهو معنى ان انتخب ؟) .
فالانتخابات بمعناها القانوني هي عملية اختيار شخص ما لوظيفة رسمية، أو قبول أو رفض مقترح أو قرار سياسي ما عن طريق التصويت، فهي هنا وسيلة من وسائل اتخاذ القرارات السياسية.. و قد تزامن انتشار ممارسة الانتخابات للتعيين في المناصب الرسمية مع ظهور الحكومات ذات التمثيل الشعبي في أوروبا وأمريكا الشمالية في القرن السابع عشر.. ويعني ذلك أن يختار الناخب أحد الأشخاص، أو أحد الخيارات، أو المقترحات المتاحة له فيما يتعلق بالأمور العامة للبلاد. و يعد وجود الخيارات سواء في المرشحين أو في القرارات ضرورة من ضرورات الانتخابات و بدونها لا يمكن تسمية إجراء ما إجراء انتخابي حقيقي، فلا تستقيم الانتخابات بوجود مرشح واحد.
 أن الهدف الأساسي من العملية الانتخابية هو الوصول إلى المشاركة السياسية التي تفضي للاستقرار السياسي والاجتماعي ولتهيئة ظروف ملائمة للنمو والتقدم، والقضاء على الاستفراد بالسلطة والحد من القرارات الفردية العشوائية التي لا يوافق عليها المجتمع. ويشترط في النظام البرلماني عموماً التأكيد على حقوق الأفراد وتجنب التعدي عليها من الدولة مهما كانت أكثريتها البرلمانية، لأن حقوق الفرد وحريته شرط أساسي لنجاح العملية البرلمانية التي تستند عليه، ولذلك ينص على هذه الحقوق في الدساتير ويمنع المساس بها.
والانتخابات، من ناحية أخرى، تزود السلطة السياسية بالمشروعية المطلوبة لأنها تضمن تمثيل السلطة السياسية للمجتمع بكافة طبقاته وطوائفه واتجاهاته عبر الأفراد الممثلين لهم ويشاركون في اتخاذ القرار. وعليه فالتمثيل الشعبي يسهل على السلطة السياسية مهمة اتخاذ القرارات المصيرية في المواقف التاريخية الحاسمة، لأن الأمة كلها، وليس فرداً أو أفراداً معينين، تتحمل مسؤوليتها، عبر التمثيل، أو التصويت في اتخاذ هذه القرارات.
انطلاقا من ذلك نعود الى سؤالنا الاساس ماهو معنى ان انتخب ؟ إنه سؤال مهم يجدر بنا  أن نجيب عنه بكل صدق وصراحة، هل سأنتخب العشيرة او الطائفة ؟ هل سأنتخب شخص يشتري ذمتي بالمال او بالوعد بمنصب ؟ هل انتخب من يشتري أمانتي يالفتات ؟
قبل الاجابة وقبل ان استغرق بالتفكير يجب ان اعرف بانني عندما اقبل ان احل شخصا محل نفسي من اجل ان يذهب الى قبة البرلمان ليرسم مستقبل اطفالي وعائلتي ووطني فانني بذلك قد منحته موافقتي المسبقة عن كل عمل سيقوم به بدون الحاجة الى ان يعود فيشاورني ، فاي مسؤولية تلك تاتي معلقة يوم القيامة بعنقي ! إن هذا الصوت الذي اعطيه  للمرشح هو شهادة امام الله وامام الناس على صدق ونزاهة وامانة ذلك الشخص فاين المهرب يوم القيامة ان كانت تلك الشهادة شهادة زور واي خيانة تلك للامانة التي اعطاني الدستور اياها بمنحها لمن لايستحق وهي علامة من علامات قرب يوم القيامة مصداقا لقول المصطفى عليه وعلى اله افضل الصلوات واتم التسليم ،”إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة” قيل: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: “إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة “.
ان الواجب ان امنح صوتي لمن ارضى دينه وخلقه من يقدم خدمة الناس والوطن على خدمة مصالحه وعشيرته ومذهبه وطائفته ، ان امنح صوتي لمن ينظر للعراقيين بعين المساواة بدون النظر الى الوانهم او منابتهم او دينهم من يتصف بالصدق والأمانة وحب الخير للعراق والعراقيين ، من يشهد له الناس بالخير والفضل وخدمة دينه وأهله وبلده، من همه إصلاح العباد والبلاد، من يحرص على وحدة البلد وينبذ الفرقة والاختلاف.
يجب ان اضع في اعتباري ان منح صوتي لمن هو غير مؤهل يعني اني اصبحت امام الله والتاريخ والمجتمع وامام اطفالي شريكا له في كل خطاء ارتكبه وفي كل دم سفكه وفي كل مال سحت اختلسه وفي كل حق اهدره وفي كل باطل سانده. اي انني ساتي رب العالمين يوم القيامه وفي عنقي دم مسفوك ومال مختلس وحق مضاع فاذا قلت يارب العالمين انا لم ارتكب كل هذا فيقال لي انت كنت للظالمين ظهيرا . فاي امانة واي وزر اكون قد طوقت نفسي به .