18 ديسمبر، 2024 9:00 م

معلومات هامة عن الفيروسات وخاصة فيروس كورونا المستجد

معلومات هامة عن الفيروسات وخاصة فيروس كورونا المستجد

قبل كل شيء يجب فهم ان هذا المرض كغيره هو ليس عقوبة الهية ضد البشر بل على العكس من ذلك فلولا رعاية الله للبشر لأصبح انتشار هذا الوباء او غيره يهدد البشرية بأكملها. ولكن الأهم من ذلك هو ان ظهور مثل هذا النوع من الفيروسات او الأوبئة هو بسبب الانسان نفسه وليس الله. نحن في الطب نعلم ان فيروسات كورونا تنتقل عن طريق الحيوانات للإنسان وبالنسبة لكورونا المستجد ( 2019-nCov) لحد الان لانعرف من أي الحيوانات جاء. الا اننا نعلم بان البشر أصبحوا اكثر اختلاطا مع الحيوانات بكافة أنواعها واكثر تعديا على بيئاتها وأماكن تواجدها بل وحتى استخدامها للغذاء دون مراعاة لأنواعها وما فيها من امراض. اضف الى ذلك عوامل أخرى مثل سهولة التنقل والسفر Globalization يسهل انتشار الامراض بسرعة فائقة. كما وان التغيرات المناخية مثل ال Global Warming الاحتباس الحراري يساعد كثيرا على نجاة الفيروسات والبكتريا لفترات أطول في مختلف مناطق العالم.
ما هو الفيروس وكيف يعمل في الجسم؟
الفيروسات عبارة عن مادة وراثية من نوع ال DNA او ال RNA تكون محاطة بغلاف ومادة بروتينية ذات مجسات او مستلمات Receptors . تحتاج الفيروسات الى خلية حية حيوانية او نباتية لكي تعيش وتتكاثر. وليس جميع الفيروسات والبكتريا مرضية وعدائية لغيرها بل هناك العديد منها ومن البكتريا تساعد الانسان للعيش بشكل طبيعي وتحميه من البكتريا الضارة كتلك البكتريا التي تعيش في الأمعاء لتساعد على الهضم والبكتريا التي تحول الحليب الى لبن او جبن والتي تحلل التربة الى مواد عضوية وهكذا. تحيط الفيروسات بنا من كل جانب وفي كل مكان في الهواء وفي أيدينا وفي السطوح وفي الماء وفي كل يوم يتنفس كل واحد منا مئة مليون فيروس تكون جمعيها غير ضارة ولكن البعض منها يسبب امراض كالبرد والتهاب الأمعاء. عندما يهاجم الفيروس الخلية يحولها الى مصنع لانتاج نسخ منه فكل واحد يستطيع جعل الخلية تنتج الالاف النسخ منه. وعندما نصاب بالتهاب فيروسي يكون كل ملي لتر واحد من دمنا فيه عدة ملايين من الفيروس.

عندما يدخل الفروس الى الجسم فأنه يحاول خداع الخلية حيث ان في الخلية الجسمية يوجد مجسات حساسة تشبه الى حد ما القفل والمفتاح تستخدمها الخلية لسحب المواد الغذائية لداخلها عندما تلتصق بهذه المجسات. اذا ان الفيروس يرتبط بواسطة هذه المجسات مع جدار الخلية بعملية تشبه ال Camouflaging أي (التمويه) فتظن الخلية انه مادة غذائية فتجره الى داخلها. وما ان يصير الفيروس داخل الخلية حتى يسيطر على الخلية فيحولها الى مصنع لصناعة نسخ طبق الأصل منه حتى تنفجر الخلية بالألاف النسخ التي تصيب الخلايا الأخرى وهلم جرى. ومن رعاية الله للإنسان فقد جعل غالبية هذه الفيروسات يتم قتلها من قبل مناعة الجسم بواسطة اجسام مضادة وبواسطة الحمى نفسها وبواسطة خلايا متخصصة لاحتواء الخلايا المصابة وعزلها وتهيئتها للافتراس من قبل المفترسات وهي خلايا تشبه بعملها ال Scavengers التي تبتلع الفطائس وتنضف البيئة منها. ان الابداع في خلق الله هو دراسة علم المناعة العجيب والمدهش الذي لا يسع الانسان الا ان يقف عاجزا ومندهشا امام شيء عجيب مما خلق الله سبحانه لم نتوصل في الطب الا لجزء يسير من عظمته والباقي غير مفهوم لنا لحد الان.

هناك خلايا في الجسم تدعى ال Cytotoxic T Cells والتي تسير في الدم والجسم باحثة عن الخلايا التي تمت السيطرة عليه من قبل الفيروس وحالما تجدها تتمكن التعرف عليها من خلال متحسسات خارجية على جدارها تتحسس لوجود اثار من ال Peptides يخلفها الفيروس فتقوم بقتل هذه الخلايا لكي يتوقف انتاج الفيروسات. الا ان بعض الفيروسات تلجأ الى حيل اخرى تشبه محو الاثار لكي لاتستدل خلايا المناعة على وجودها. وبالمقابل فان الجسم يلجأ الى ارسال خلايا اكثر دقة للتحسس بوجود الفيروس حتى مع محاولته الاختفاء وتدعى هذه الخلايا بالخلايا القاتله التي تقوم بالهجوم وقتل الخلايا الموبؤة بالفيروس. اذ تقتل هذه الخلايا بطريقة عجيبة تسمى (الموت المبرمج) او ال Apoptosis حيث ان الخلايا القاتله تحتوي على ما يشبه ال Drills او الثاقبات التي تقوم بعمل فتحات في جدار الخلية المصابة ثم تزرق في داخلها مواد قاتله تقوم بعمل الموت المبرمج هذا. كما وان هناك اجهزة انذار عجيبة موجود داخل الخلايا ففي حال اصابة احدها بالفيروس تبدأ بأطلاق صفارات انذار كيمياوية تسمى Interferon تعمل على ارسال تحذيرات بما يشبه الشفرات الى الخلايا المجاورة غير المصابة تحذرها من الخطر الموجود فيها وهو الفيروس فتقوم الخلايا المجاورة بافراز مواد تعمل عمل (فنار السفن) او (مهبط الطائرات) لترشد اليها الخلايا القاتله والتي تقوم بدورها بشكل ادق واسرع بعد ذلك. كما وتنتج خلايا خاصة اجسام مضادة للقضاء على الفيروسات بمعدل أربعة الالاف جسم مضاد في الثانية لكل خلية واحدة. تقوم هذه الاجسام بربط نفسها بالفيروسات معتبرة إياها عناصر احتلال او جنود محتلة مما يسهل ابتلاعها بواسطة الخلايا البالعة. وكنا لوقت قريب في الطب نعتقد ان الاجسام المضادة مثل IgG تقوم بعملها فقط خارج الخلية الا انه اكتشفنا حديثا ان هذه الاجسام تدخل داخل الخلية المصابة كذلك وبواسطة مايشبه حلقة المقطورة التي ترتبط بالسيارة تسمى TRIM21 تقوم الاجسام المضادة بربط الفيروس وسحبه الى أجهزة خاصة تسمى Proteasome في الخلية نفسها تعمل عمل ال Recycling system حيث تقوم بتحليل الفيروس وإعادة استخدام بعض اجزائه والتخلص من الأجزاء الأخرى. علما بان حجم الاجسام ألمضادة هو اقل الف مرة من حجم الفيروس! ول يحتاج كل فيروس الا لجسمين مضادين لسحبه للتكسير. واننا في الطب نعمل اليوم على دراسات على ال TRIM21 لامكانية استخدامها في علاج الامراض الفيروسية في المستقبل القريب ربما.

السؤال هو هل تعتبر الفيروسات كائنات حية؟ الفيروسات لا تعيش عندما تكون خارج الخلية بل تموت خلال أيام او ساعات الا اذا انتقلت للخلية الحية وهي لاتستطيع بمفردها التكاثر وليس لها أجهزة مصانع عضوية ولا تنتج طاقة فهي من الصعب تصنيفها ضمن الاحياء ولكنها ذات تأثير كبير وقد يكون خطير على باقي الاحياء. وكما هو معلوم ان من اهم الفيروسات القاتلة الذي ظهر في القرن الماضي والحالي هو فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي يسبب مرض (الايدز) والذي لازلنا في الطب لانعرف عنه الكثير رغم تقدم الدراسات والبحوث. كما ومن الامراض التي تعتبر قالته او ذات خطورة هو فيروس الحصبة والنكاف وداء الكلب ومرض (الايبولا) ومرض شلل الأطفال وانفلونزا الطيور والانفلونزا A ومرض التهاب السحايا ومرض التهاب الدماغ ومرض التهاب الكبد الفيروسي باء والف وسي وغيرها من الامراض الفيروسية.

تعتبر الالتهابات هي السبب الرئيسي للوفيات حول العالم حيث يموت في كل عام وحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ١٧ مليون انسان في السنة من جراء الامراض المعدية وبنسبة اكثر من ٩٠٪ منها بسبب الفيروسات. وان هناك حوالي ٣٠ مرضاً جديدا ظهر للوجود لم يكن سابقا معروفا خلال السنوات الاخيرة. وان معظم هذه الامراض ليس لها علاج ولا تطعيمات. ولهذه الأسباب وكذلك لانتشار البكتريا المقاومة للمضادات فأن العالم يقف على اعتاب كارثة تهدد البشرية لربما بالفناء من جراء عوامل بشرية وبيئية متعددة. ولايوجد بلد مهما كان تقدمه التكنولوجي في سلامة من هذه الكوارث. وحسب منظمة الصحة العالمية فأن نصف سكان العالم مهددون بانتشار الأوبئة المستوطنة كما وان التقارير الطبية تشير الى ان ملايين الناس الذين يموتون من جراء السرطان يكون سبب السرطان هو الالتهابات الفيروسية. ولايخفى على احد مدى تاثير هذه الامراض على معدلات النمو الاقتصادية بل وتدمير اقتصاديات بعض الدول بشكل مباشر وغير مباشر.

وكما ذكرنا أعلاه فأن سبب انتشار الأوبئة هو الانسان عندما يخترق نظام التوازن في الطبيعة ويتعدى على بيئة وحياة الحيوان دون مراعاة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الا فشى فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن في اسلافهم.

وقال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ.

اخيراً فأن تسجيل ١٢ حالة وفاة في ايران معناه يوجد على الأقل ٦٠٠ حالة إصابة بل واكثر مما يدل على ان ايران أصبحت واحدة من اكثر البلدان إصابة بعد الصين ولعل ذلك سيشكل خطرا كبيرا على العراق والبلدان المجاورة ان لم تتخذ إجراءات صارمة. وبما ان العراق سجل حالة إصابة فهذا يدل على وجود حالات غيرها وبسبب افتقاره للوعي الصحي والامكانيات الصحية وغياب الرقابة على اللحوم والمنتجات الحيوانية وطول الحدود مع ايران والفساد الحكومي المستشري فانه لاسامح لله مقبل على كارثة ان لم تتخذ إجراءات صارمة لغلق الحدود مع ايران وإيقاف التبادل التجاري خاصة في الغذاء علما بان إجراءات قياس درجة الحرارة ما هي الا ضحك على الذقون لان المرض قد يوجد في انسان ليس فيه اعراض ولا حرارة.
في الفيديو من موقع منظمة الصحة العالمية بالعربية ادناه كيفية حماية نفسك من فيروس كورونا:

https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019

وفي الفيديو ادناه معلومات أساسية حول فيروس كرونا المستجد من موقع منظمة الصحة العالمية:


نتمنى للجميع السلامة!