23 ديسمبر، 2024 5:31 م

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
                                  كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
                                  يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ
                                  علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
انها كلمات احمد شوقي الذي تغنى بها بحب ووصف المعلم  , لكن المعلم الذي وصفه امير الشعراء يختلف تماما عن المعلم الذي يعيش بيننا هذه الايام !!!!  انني لاأعلم لماذا يسير قلمي بيه للكتابة عن المعلم والقطاع التربوي في كل مرة اكتب فيها  ؟ ربما  لانه يمثل  الجزء الاعظم من الحياة والذي يتحمل مسؤولية بناء  المجتمعات من البداية حتى صقل الشخصية لكل انسان ؟ او لان هذا القطاع اختلف عمله تماما عن ماكان عليه في ايام الزمن الجميل ؟؟  اعتقد انني قد قسيت جدا بوصف معلم  في زمن الحصار  في مقالة سابقة حملت عنـــــــــــــــــــــوان ( أيام الأبتدائية ) فصورت بدقة ماعشته انا شخصيا مع اقراني  في تلك الفترة المأسوية في تاريخ العراق فحاولت رسم الحالة التي مرت بنا وماحملت معها من تراكمات وكنت متوقعا ان الأمر قد انتهى برحيل تلك الفترة السوداء  ولكنني اكتشفت انني كنت مخطأ نوعا ما !  فاليوم نحن نعيش مأساة اكبر مع الاسف الشديد فظهور حالات هنا وهناك لاتبشر بخير فقطاع التربية في العراق تشعرني بلانزعاج عند سماعها او مشاهدتها وفي النهاية ان  هذا القطاع  يسير كما يسير غيره من القطاعات الاخرى نحو النفق الذي ربما فقد بصيص رؤياه الوحيدة … , قبل ايام سمعت خبر بأحدى الفضائيات المتخصصة عن تستر احد مدراء المدارس الابتدائية عن معلمين لايلتزمون بلدوام الرسمي مقابل  دفع مبلغ معين من المال !  مماساهمت هذه الحالة  لظهور ظاهرة عراقية جديدة وهي ظاهرة ” المعلم الفضائي ” فبعد ان اقتصر ظهور هذه الظاهرة  على القطاعات الامنية والتي وقفت عاجزة عن حلها هاهي اليوم تتنقل وبائيا  نحوقطاعات اخرى والحمد لله والشكر على كل حال !!  لنتجه شمالا نحو كركوك تلك المحافظة العراقية التي تضم بين ازقتها وشوارعها عدد كبير من الاطياف العراقية لتشكل باقة ورد عذبة خالصة حيث بينت احدى الفضائيات مؤخرا من خلال برنامج اجتماعي يهتم بلواقع الانساني والخدمي فيها ان هنالك حادثة مؤسفة وقعت في  هذه المحافظة لتضم الى موسوعة الحوادث في العراق , حيث قام احد المعلمين  بظرب طالب اخفق في مسالة ما , فكان عقاب المعلم هذه المرة بظربة شديدة سببت للطالب بـــ( شلل رعاشي ) خطر جدا !! لاعلم مالذي يمكن قوله في مثل هذه الحالات ولكنني اوجه عبارة  الى ذلك المعلم الذي ارتكب تلك الجريمة النكراء ( من تضن نفسك ) !! ومن اعطى لك قانونية استخدام هذه القوة المفرطة في معاقبة اجيال العراق القادم !! هل لانه لم يتمكن من حل مسألة معينة ؟ او  لنسيانه تحضير واجبه البيتي ؟ او  لاعاقته سير الدرس  او لمشاغبة ما ؟ ان أي سبب كان  لايعطيك الحق في تقديم العوق لهذا الطالب المسكين !!  الذي لم يرتكب شيئأ غير ان  امكانيتة العقلية او الذهنية لم توفق في اجابة حضرتك الموقر !!!!!!!!!!!    ان هذا النوع من المعلمين تناسى مهمتة الاصلية بان الدولة تنفق عليه الاموال من خلال راتبه الوظيفي  لكي يعلم ويمارس مهمته ك(معلم)   للاجيال وليس كمعذبا لها !! ان ثقافة المعلمين تحتاج الى وقفة معينة من قبل القائمين على هذا القطاع ونحن لانحمل احدهم المسؤولية كون ان تلك الحالات تنتج عن ثقافات شخصية( وكل اناء بمافيه ينضح )  فلابد ان يسعى السادة المشرفين على عمل المعلمين  والكادر التدرسي في العراق الذين لابد ان يفتتحوا دورات تدريبية  وتثقيفية لتتسع  مهمة  توعية المعلم الذي فقد وعيه ! وتعريف الحدود القانونية للمعلم التي لابد ان لايتخطاها  وان يعلم ان التعليم حب وعطاء وليس كره وانتقام ليستطيع تقديم الجيل المثالي وان يتعلم بأتقان مسألة فصل مشاكله  ومايعانيه  في حياته الشخصية عن الوقت الذهبي المقدس الذي يتم فيه تقديم الدروس والمواعظ للاجيال المتعاقبة وعلى مر السنين…