19 ديسمبر، 2024 12:22 ص

معك …لم ازل
اجل ما زلت معك رغم الخصام رغم الذي حدث بيننا ,لم تزل ذاك الذي اخترته وفضلته على الاخرين .
اعلم انه اختيار لا استطيع ان اقول انه خاطئ ,فقط اقول انه لم يحظى بمباركة الحظ السعيد .
انظر انني اختار الكلمات التي اقولها في السر والعلن واحرص ان تكون راقية كعواطفي التي دفعتني الى طريقك لتكون انت هو من اختار وهو من اريد.
اليك مددت يدي ومضينا في الحياة وكلمات اللوم تنوشنا ,بل هي كانت موجهة لي دونك لأنني بنظرهم غرة وصغيرة .
لم يكتفوا بهذا حين واجهتهم بالتحدي والاصرار على الاختيار فأبدلوا صفاتهم التي اطلقوها عليَّ سابقا قائلين هذه المرة صلفة وعنيدة .
اجل انا عنيدة ولست صلفة بل انا شجاعة لأني لا انصاع لثرثرة الاخرين التي تنسج حول الحقيقة ستائر الزيف وتجعل من الورود النضرة اشواكا وعطرها الفواح سموما قاتلة .
اجل انا عنيدة لأني اريد بناء بيت اول دعاماته الصدق والايمان بأن الحياة المشتركة تتطلب ان نكون معا في السراء والضراء وان نتحمل مسؤولية الحياة بأداء الواجب والتمتع بالحقوق وان لا يكون للأخرين وبخاصة من لا نطمئن لنواياهم تدخل باي شكل من الاشكال .
اجل انا عنيدة لأني ادرك ان بيت الحياة هو كالشجرة المثمرة الباسقة كلما طال بها الزمن رفعت هامتها للسماء علوا وكبرياء وازدادت خيرا وعطاء ومنحت ظلها وروحها واثمارها الطيبة فأصلها طيب وفرعها في السماء.
اجل انا عنيدة لأني اكره ان يكون لي بيت كبيت العنكبوت وفي ذلك الطامة الكبرى فقد عرفت ان العنكبوت الذي ينسج خيوطه على درجة عالية من الحرفية والاحتراف وتتشابك بما يذهل العقول كما الفتنة تقوم الانثى بعملها الشائن اذ تطرد الذكر خارج ذلك النسيج البغيض والامر لا يقف عند هذا بل هي ايضا بعد مضي فترة ستكون طريدة هذا البيت ايضا حين يخرج الصغار ويدفعون بها خارج البيت راغمه مرغمة .
سبحان الله … هكذا اخبرنا القرآن الكريم بآيات محكمات ووصف عظيم إذ قال :(ان اوهن البيوت لبيت العنكبوت).
اجل قالوا عني عنيدة …………وما الضير فيما قالوا….
… ذلك القول لم يفت في عضدي ولا اثر في مشاعري بل زادني عزيمة على مواصلة الطريق وانت معي في كل خطوة في كل لحظة في كل حلم وفي كل امنية .
ليس الطريق معبدا وليست الاماني سهلة التحقيق…نعم ادركت ذلك منذ البداية ولكننا معا وقفنا وسرنا ومضت الايام تتوالى بأحداثها وما ادرك الاخرون بغيتهم في ان لا نكون معا.
معك …لم ازل ,ولم انسى انك قلت ذات يوم ان مهرك الذي دفعته اليك (دمي) وادركت اشارتك تلك وعرفتها واخفيتها في نبض قلبي وفي دفقة دمي وصرت عندي الاعز الاعز .
اجل ان الذي قدمت اليَّ عظيما لا يمكنني ان انساه او اتناساه …كل لحظات العنف والخوف والتنكيل لم تؤثر فينا ولم نلتفت الى هول اضطراب العاصفة بل شددنا قبضتنا على الامل مستمسكين بالصبر والاناة حتى تكلل الجهد بالوصول سالمين الى جزر الاماني والامنيات.
قلت ابدا سنمضي معا ولن يفرقنا الزمان …
قلت ابدا سنمضي معا ولن يفرقنا الاخرون…
قلت سنمضي معا ولن يفرقنا حتى الموت …
هنا كان التحدي هنا كان الامتحان …
ترى هل سمع الموت كلمتنا فانبرى معترضا ومد سطوته لتنال منك الحياة …؟
ليؤكد غضبته لقول ما كان ينبغي ان يقال .
ربما أسأنا التعبير ربما خانتنا لغتنا البسيطة وربما كانت هفوتنا اننا لم نحسن الكلام.
ها انت اليوم طريح الفراش تعاني الالم بسبب الفشل الكلوي ولكني لن اتركك اجل لن اتركك تصارع الالم وتتحمل المعاناة القاسية لأني منحتك الذي ينقذك من الموت بأذن الله تعالى وتبرعت لك بكليتي لنعيش معا او نموت.
معك …لم ازل
سأظل ابدا
معك …لم ازل
…………………………..
هذه السطور كتبتها زوجة شابة تبرعت بإحدى كليتيها لتنقذ حياة زوجها الذي اختارته شريكا للحياة.
تحية وسلام لكل الاوفياء