23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

معضلة عبد المهدي وبوصلة نبيل ياسين

معضلة عبد المهدي وبوصلة نبيل ياسين

ليس سهلا ابدا الخروج من مستنقع جر البلاد الى وحل الطائفية والعرق والقبيلة، كما ليس من السهل ايضا ان تقنع الاخر انك سوي ،بامكانك ان تنصهر مع المفاهيم والقيم المدينة وتقف على مدرج المركب الحضاري وفي قبالته مشهد قاتم يحمل على اجنحته دمار وفساد وضغينة تجاه الاخر في الداخل او في المحيط الاقليمي والعربي.
وربما سائل يسأل .. هل الامر بهذه السوداوية ؟ نعم بل اكثر من ذلك فما خلفته الحرب الطائفية لايمكن تجاهل اسئلته التي ستثيرها الاجيال، فضلا عن مخلفات تلك الحرب التي دامت 15 عاما رافقتها اعتى موجة لسراق عجز العالم عن توصيف خستهم ازاء هذا البلد، لذلك فان عهد رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي سيكون من اصعب المراحل التي ستتولى لو قدر لها النجاح عملية استئصال السرطانات التي سارت في جثة العراق .
الكثير من مرتزقة الديكتاتورية سوف لن تقبل بالتحولات الجديدة وستصنع العراقيل في طريق رئيس الوزراء ذلك ان هذه العقليات مجبولة على القوة والعنف والهيمنة والقتل والحروب .. هم غير مؤهلين للتحول اطلاقا وتلك عقبة اخرى ستضع المشكلات في طريق عبد المهدي الذي يصر على كابينة وزارية مستقلة تساعده على صناعة التحول التي سعى اليها، فضلا عن مستقلين اخرين لازاحة الجراثيم التي تسللت الى مؤسسات الدولة وفي صدارتها رئاسة الوزراء التي اكلت قاعدتها المياه المالحة التي رست فيها لعقد ونصف من الزمن.
ان اسعفتني الذاكرة ففي العام 2012 قدم المفكر العراقي الدكتور نبيل ياسين جملة من المقترحات لاعادة العراق الى حاضنته العربية وترسيخ التعاون مع العرب في جملة ومن المجالات التي ينشط فيها التعليم والاقتصاد والثقافة والاعلام، فضلا عن معطيات اخرى تنتشل العراق من تلك الاورام التي انتهت باحتلال داعش لثلث اراضي العراق، لكن المشكلة ان البيئة السياسية انذاك لن تتقبل شخصية وطنية غير خاضعة مثل ياسين ومثله المئات من المفكرين الذين استقروا في المهجر بسبب السياسات الخاطئة التي تستبعد الكبار وتقدم الى الواجهة انصاف المتعلمين.
شخصية عراقية وطنية فذة تمتلك الارادة الصلبة في المواقف ولها من الشرف والنزاهة مثل المفكر الدكتور نبيل ياسين جديرة فعلا باعادة علاقاتنا مع العرب والتاسيس الى عهد جديد اساسه التقارب والانفتاح ونبذ الخلاف والاختلاف شريطة ان تحضى بالدعم الحقيقي الذي يساعدها في تنمية العلاقات بما ينسجم وتحولات المنطقة البعيدة عن الحس العرقي والطائفي .
ادرك جيدا حجم العلاقة التي تجمع ياسين بعبد المهدي وهي علاقة اصيلة تمتد لعقود كما يدرك الصديق نبيل ياسين ان المرحلة الحساسة تحتاج الى طاقته العراقية لانقاذ بلده من نير الفسادين والمشوهين وهو مطالب مطالبة عراقية ان يقدم ترسانته الفكرية ليشارك في انقاذ العراق من وحل الدمار وهو المؤهل فعليا لاعادة رافدي العراق الى مجراه العربي والاقليمي والتي تؤسس لمركبنا الحضاري المرتقب.
فهل سيفعلها الدكتور نبيل ياسين؟