22 ديسمبر، 2024 1:47 م

لاتزال وسائل الاعلام العالمية تتابع وعن کثب موضوع دور الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في مجزرة عام 1988، والمطالبات الاممية المتزايدة بمحاکمته أمام المحکمة الجنائية الدولية، وإن الفضائيات والاذاعات العالمية الى جانب الصحف والمجلات تتابع هذا الموضوع وتسلط الاضواح عليه من جوانب مختلفة وبطبيعة الحال فإن المهم في هذا الامر هو إن النظام الايراني يتابع ذلك وحتى إن عدم حضور رئيسي شخصيا الى إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي وکذلك إعلان عدم حضوره لقمة المناخ، بسبب المطالبات الاممية بإعتقال رئيسي ومحاکمته.
التقرير المفصل الذي بثته “قناة الحرة” بشأن مطالبات اممية بمحاكمة إبراهيم رئيسي أمام المحكمة الجنائية الدولية، في برنامجها”الحرة تتحرى”، الى جانب التسجيل الرسمي من جانب الامم المتحدة لبيان 21 منظمة معنية بحقوق الإنسان والذي يدعو لإجراء تحقيق دولي والمساءلة بشأن مجزرة عام 1988، يأتي إستمرارا وإمتدادا للمطالب الاممية ضد هذا النظام عموما ورئيسي خصوصا، ولعل ماقد نقلته الحرة في تقريرها المفصل بشأن فتح ملف جرائم القتل الجماعية التي ارتكبها النظام الإيراني عام 1988 بحق المعارضين السياسيين، وتوضيح حجم الدور الذي لعبته لجنة الموت في هذه الجرائم المرتكبة تحت غطاء فتاوى الجمهورية الإسلامية، أعادت الى الاذهان مرة أخرى الدور الرئيسي والمباشر الذي لعبه رئيسي في تلك المجزرة بإعتباره عضوا في لجنة الموت. لکن أهم ماقد نقلته الحرة في بهذا الصدد کان تأکيد جيفري روبرتسون، والذي يعتبر مرجعا وعلما من أعلام القانون الدولي بخصوص أن:” رئيسي ليس محميا بأي نوع من الحصانة السيادية لان الجرائم ضد الانسانية خطيرة جدا لدرجة أن الحصانة الرئاسية لا تنطبق عليها ، سيكون لديه حماية دبلوماسية ولكن ذلك لن يحميه من أي اتهام بارتكاب إبادة جماعية او جريمة ضد الانسانية.”، وقطعا سيکون لهذا التصريح والذي هو بمثابة سند قانوني تأثيره وإنعکاسه على ابراهيم رئيسي الذي لابد وإنه سيمتنع عن حضور مٶتمرات وإجتماعات دولية ويتذرع بمخدتلف الحجج من أجل التغطية على ذلك لأنه يعلم بأن إعتقاله وتقديمه للمحکمة الجنائية الدولية سيکون واردا خصوصا وإن روبرتسون قد أضاف في تصريحه المذکور:” لقد كان هذا أمرا مروعا لآلاف السجناء الذين تم إعدامهم دون محاكمات عادلة. وإبراهيم رئيسي كان جزء من آلة القتل لقد تم إخفاء كل شيء عن الأمم المتحدة ولم يكن هناك أي خصاص أو عقاب.” وبحق فإن رئيسي لن يجد الامر سهلا بالنسبة له کي يتجاوز ويتجاهل هذه المطالبات الاممية ويغامر للسفر والمشارکة في مٶتمرات دولية، بل سيبقى بمثابة رئيسا محاصرا في عقر داره!