تلمسنا بإستيعاب درس المرحلة السابقة، وسياسة التهميش والأقصاء والتأزيم التي اوصلنتا الى الإنهيار والفرقة والتشظي والخصومة ثم الفشل، بسبب المزاجية وشراء الذمم والانفرادية والشخصنة والنرجسية. الدولة تولد من رحم المعاناة لأجل التحرر، وتأمل الأمن والأستقرار بعقلية قادتها، لا تبنى بالوعود والاماني وسياسات الغلبة والتخبط واللف والدوران، لأن مصداقية المشروع من وضوح معالمه بالتخطيط والإستراتيجية.
ذهول وإعياء خلفت لنا الطبقة السياسية، متغافلين مصرين على طمس شعب كامل في بؤر الإرهاب والفساد وصراع على السلطة.
لا شبيه لساستنا في السودان وأفغانسان ومصر وجيبوتي، في تشكيل الحكومة خلال ثلاثة ايام، ولم نعد نصدق سوى ان الطبقة السياسية تزوجت السلطة زواج الكاثوليكي وطلاقت الروابط والهموم الاجتماعية، حتى جعلتنا المفاجئات لا نستغرب كل شيء في سياسة التوافقية والإرضائية، التي لم تفرق بين هَمْ المواطن وإلتهامه؟! وتعمل بالأسم بلا مسمى؟!
حالة من الإنقسام وسوء التفكير تزج عواطف الناس بتصورات سياسية غريبة، تقاسم وتصارع بين الأحزاب ثم بين الكتل ثم داخل الأحزاب، واليوم يراد لكل محافظة حصة من الوزرات، والأدهى ان تتحول الدولة الى حصة عشائر، وعشيرة الجميلات لا تقبل ان يكون للجبور ثلاثة مناصب وواحد لها؟!
ابتلينا بالأستحداث حسب المقاس، وخرجنا من طور وأطار تقاليد العالم، التي تُعرف المسؤول خادم يعود طبيعاَ مواطناً، فور انتهاء المسؤولية يأخذ اطفاله ويرتاح من همومها.
امثلة الحياة تنطبق على واقعنا، وهنالك ارامل وعواقر وأيتام واطفال وطفيليات للسياسة، كما حدث عند صاحبنا ابو غايب حينما تزوج متأخراً، وتوفت زوجته قبل ان تنجب طفلاً ، فتسارع لزواج الثانية، التي انتظرت عام بلا ولادة لتتركه اعتقاداٌ بأنه مصاب بالعقم، فتزوج الثانية ما دفع الأولى الى العودة في اليوم الثاني، ولكن الحال تكرر ولم تنجب الأخرى فإجتمعت الأثنان عليه لتركه، فتزوج الثالثة، مما دعاهن للعودة لأن عمر صاحبنا شارف على الموت، وقبلن ان يكن ضراير تحت سقف واحد كي لا يتزوج الرابعة. ابو غايب لم يفكر بالزواج بالخامسة بعد فشل اربعة تجارب، وإرتضى عيش عيش الفوضى والصراخ وتقاسم امواله امام عينه في وقت ضعفه.
وبالصدفة ذهب ابو غايب الى احد المستشفيات، فوجد نفسه ليس عاقراً، والصدفة وسوء الاختيار هي من جعلته بلا اطفال، وأصبح في وقت لا يستطيع الإنجاب حتى بالمقويات المستوردة؟!
رئيس الجمهورية منصب تشريفي يسود ولا يحكم، نوابه ثلاثة خصوم ( المالكي النجيفي علاوي)، لا شغل لهم سوى شرب القهوة والشاي والعلاقات الشكلية والحفاظ على ذويهم، كيف له ان يجلس على الكرسي، وبين يديه مشاكل جمة وخلافات وصراعات استنزفت ثروات وأبناء العراق، معطلة عجلة تقدمه لسنوات؟! كيف يجلسون على طاولة واحدة وهم ارامل وعواقر وايتام سلطة؟! معصوم ارتضى زواج ثلاثة دفعة واحدة بلا إنجاب؟! متخالفين في كل شيء سوى انهم بلاشعر رأس، تقطعه الثكالى حين النياح على مصيبة العراق؟!