18 ديسمبر، 2024 8:45 م

معسول الكلام في خُبث المقام

معسول الكلام في خُبث المقام

قَولٌ للأديب طه حسين, ينطبق على الوضع العراقي, حيث قال:” أليس من العجب, أن يكون هذا الضوءُ الذي يَغمرنا, شَراً من الظُلمة التي خَرجنا منها!؟.
 يوجد بعضٌ من المتحدثين, يتكلمون بطريقة. تدل على المداهنة والتملُّق، وعدم الصراحة والصٍدق, لبَعضِ من امتهن السياسة, كي يعودَ إلى ما كان عليه العراق, زمن الطغيان والتَجَبر, ومصادرة الحريات, مستغلين التقدم العلمي, الذي كان ممنوعاً, يدخل ضمن طائلة القانون, ليعاقب عليه المواطن, إن استطاع حيازته, أو تحدث عما يَظهرُ فيه من إيجابيات الاطلاع, كالستالايت والأنترنيت ناهيك عن حرية الكلمة.
 خلط الحقائق بمساوي الأعمال, اتَّخَذ منها المتسلقين على العملية السياسية, ليُقارنوا بين ماضٍ مُظلمٍ, رَغمَ ما فيه من خُبْثٍ, ولؤم وتكميم أفواه, محاولين بذلك ركوب موجة غضب الناس, من الحاضر المرتبك بأحداثه, المؤثرِ على حالات الواقع الأمني والخدمي, جاعلين من ذلك جملاً, للوصول لهدفهم الحقيقي, بالعودة لما كان عليه العراق.
لو عُدنا بالذاكرة, إلى ما كان عليه العراق, إبان الحُكومات المتعاقبة, سَنَجِدُ ان السلبيات كانت في الأنظمة السابقة, مع ان الحكومات قد استلمت العراق, تحت ظِلِّ اقتصاد متين, وأجهزة أمنية متكاملة, ودوائر خدمية بكوادرها, لم يمسسها سوء, جراء الانقلابات السياسية, ليس هذا تبريراً لأخطاء الحاضر, ولكنها حقائق يجب تذكرها, والتذكير فيها.
جيلُ الطيبين, عبارة يطلقها كثيرٌ من رواد, مواقع التواصل الاجتماعي, كلمة فيها من معسول الكلام, بعد أن يستطعمه المُتلقي, تَظَهرُ سمومٌ تقتل الأمل, وتنتقص من الجيل الجديد, الذي لولا طيبته, وحسن تربيته والتزامه وتفانيه, إضافة للأمل الذي يعريه, لما جلس بعض الساسة المنافقون, على عروش لم يكونوا ليحلموا بها.
إن كل ما نراه, من تنظيرات حول ما مضى وما هو موجود, لا يتعدى عن كونه, دعوةٌ سلبية بهجمةٍ ممنهجة, من أجل خلق جيل جديد, فاقد للوعي, مرتبك الفكر لعبور المرحلة.
فهل من فِكرٍ سياسي حكيم, يُنقِذُ الجيل الجديد, الذي يمثلُ امتداداً لذلك الجيل الصابر, على كل ما مَرَّ به, من ويلات الحروب والفقر والفاقة والحصار؟