ليس من باب الصدفة او المغازلة لهذه الطرف القومي أو ذاك الطرف المذهبي وانما هي عملية تخطيط متكاملة عملت عليها دول في المنطقة من اجل تقسيم العراق امتدادا الى الدولة السورية واللبنانية بل حتى انها تمتد الى السعودية وقسم من الكويت كما كانت تلك المعلومات في جعبة وزير عربي حملها الى روسيا وعرضها على وزير الخارجية سيرغي لافروف حسبما أشارت اليه صحيفة الجمهورية اللبنانية على لسان دبلوماسي روسي وذلك من أجل اقناع الروس بتلك الفكرة او ترويجها على الاقل لكنه سمع جوابا منه بالقول أن التقسيم إذا بدأ في سوريا والعراق سيصل الى اليمن ولن تكون دول الجوار بمنأى عنه وعن تداعياته وهذا ما يدلل على ان الوزير حامل الخرائط هو من إحدى الدول الخليجية ولا نستبعد ذلك كونها تتحرك بأدواتها من داخل العراق لبعض دعاة إقامة الاقليم السني بين هلالين أي الدعوة الى الطائفية بقوة وعزل المناطق وفقا للمذهبية والقومية التي تتمثل بالمكون الكردي الذي هو الاخر ذهب مسرعا الى واشنطن بقيادة رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني من أجل ترسيخ وتثبيت قضية التقسيم واذا توقفنا هنا عند الجانب الكردي فانهم يطالبون بتقرير المصير منذ سنين طويلة ولكن تفعيلها في هذه الفترة يثير الكثير من التعقيد للمشهد السياسي في العراق خصوصا ونحن نمر بأزمة أمنية وتفاعل كبير يميل الى التمحور الطائفي بفعل اجندات عدد من الدول الخليجية التي دعمت وأججت بفعل فاعل الكثير من المواقف بالضد من الحكومة العراقية طيلة السنوات الماضية ومخابرات هذه الدول هي من دفعت باتجاه تلك الزيارات المكوكية لبعض السياسيين خصوصا من المنطقة الغربية
باتجاه الاردن والولايات المتحدة الامريكية وهذا الكلام بطبيعة الحال لا يشمل جميع من في الغربية وانما بعض ثوار الفنادق وقسم من السياسيين في بغداد .
ما يدعم هذا التوجه الخطير ان الولايات المتحدة طرحت ذلك بشكل هاديء عبر دبلوماسيتها على روسيا من اجل تقاسم النفوذ بين الامريكان والروس كما فعلتها في السابق بداية القرن العشرين كل من بريطانيا وفرنسا حيث كان رد موسكو على الطروحات الامريكية واضحا كما بينته جريدة الجمهورية اللبنانية على لسان الدبلوماسي الروسي بالقول ((جواب موسكو جاء بارداً على اعتبار أنّ قيام كيانات مذهبية في الشرق الاوسط هو الوصفة السحرية لنموّ الارهاب وإزدياد المخاطر على الامن الروسي والاوروبي وحتى الاميركي.)) “النص من الجمهورية اللبنانية” .
وعليه نقول من خلال كل تلك التحركات حتى وان رفضت اميركا هذه الفكرة بالعلن فانها تعمل عليها بالسر وتريد الوصول اليها وهناك من سيساعدها على تلك المخططات خصوصا من يسيل لعابهم لتصدر الزعامات للاقاليم والدويلات الصغيرة وممن لا يعجبهم ان يحكمهم من غير طائفته وان كانوا هم الاكثرية في البلد وعندها سيفقد العراق قوته وثقله في المنطقة والعالم وبدل ان يكون المكون الشيعي كأكثرية حاكمة في دولة قوية باسم العراق كله سيكون مُحَجّم جغرافياً على مستوى الاقليم العربي وهذا ما تبحث عنه دول الخليج صغيرها وكبيرها ،، ولكن يبقى التخمين هل سيتحقق هذا المخطط ؟؟ ربما سيتأخر هذا السيناريو ولكن في النهاية في اعتقادي سيتم تنفيذه ولو عن قريب الى أن تهضم القوى السياسية بأكملها هذه الفكرة وعندها سيمتد تفتيت الدول حتى يصل دول عربية اخرى بفعل مخطط تقسيم الشرق الأوسط الذي لا يمكن ان نتجاهل دور إسرائيل في دخول الكثير من تفاصيله .