يعيش العراق في اخر ايام العام الميلادي ( 2013 ) مناسبتين مهمتين هما ذكرى اعدام طاغية العراق , وذكرى انسحاب القوات الامريكية المحتلة الذي انجز نهاية عام ( 2011 ) , والى جنب هاتين المناسبتين يعيش حاليا حدثا مهما سوف يسجل في صفحات تاريخه , وهو تدمير القوات المسلحة العراقية لمعسكرات القاعدة الارهابية في غربي الانبار , وازالة وكر وقيادة الارهاب المسمى خيم المعتصمين في الانبار . هناك ترابط عضوي بين هذه المناسبات لانها جميعا في سبيل امن العراق , فاعدام الطاغية قضى على امال البعث بالعودة الى حكم العراق مرة , اذ يرى هذا الحزب الفاشستي انه بصدد العودة ثانية للحكم مادام قائده وامينه العام على قيد الحياة , ومن هنا فاعدام الطاغية نهاية عام ( 2006 ) يعد ركيزة اساسية في بناء امن العراق الجديد . كما لا يقل انسحاب قوات الاحتلال الاميريكي من العراق اهمية , فقد اتخذ الارهاب من الوجود الامريكي ذريعة للاستمرار في ارهابه وجرائمه بدعوى محاربة المحتل مع ان هذا الشعار ثبت زيفه , واثبث انسحاب قوات الاحتلال ان الارهاب وداعميه لهم اجندتهم الخاصة وهي بعيدة جدا عن مقاومة المحتل , والى جنب تمزق ستار مقاومة المحتل الذي كانت تتستر به القاعدة وتوابعها بخروج القوات الامريكية , فان الانسحاب وضع العراقيين امام مهمة التصدي لبناء قوتهم الذاتية والدفاع عن امن بلدهم بانفسهم واصبح القضاء على الارهاب وتجفيف منابعه مشروعا عراقيا خالصا .
واليوم يعيش العراق مرحلة جديدة ومتطورة في تصديه للارهاب وهي مرحلة الزحف باتجاه اوكار القاعدة ودكها وتدميرها , فانجزت القوات العراقية وبزمن قياسي اكثر من ( 90%) من مهمتها المقدسة في صحراء الانبار , وفي مدينة الرمادي مركز المحافظة باكتساح وكر الارهاب والفتنة الطائفية مخيمات من يسمون بالمعتصمين , وهم في حقيقتهم مجاميع من بقايا البعث ومجرمي القاعدة القادمين من وراء الحدود وبعض شيوخ الطائفية الذين عصبوا رؤسهم بعمامة الشيطان .
ان اي منجز امني او ديبلوماسي او اقتصادي يتحقق في العراق لا يخلوا من التشويش عليه سياسيا واعلاميا من ذوي الاجندات التي تتصور انها تتضرر منه فعلا او افتراضا , واليوم تتعرض عملية ثأر الشهيد محمد الى سيل من الاعلام المضاد يغذيه السياسيون ذوو المآرب الخاصة ورجال الدين الطائفيين من خريجي الحملة الايمانية التي كان يقودها القائد الضرورة ايام زمان . لقد ارتفعت اصوات منكرة تصف حملة القوات العراقية على اوكار الارهاب بانها حملة ضد المدنيين من ابناء الانبار , فيما وصفها خريجو الحملة الايمانية بانها حرب طائفية تستهدف ابناء السنة , ومع هؤلاء واولئك , وفي مسرحية هزلية كشفت قائمة متحدون عن واقعها وكشرت عن انيابها الارهابية باعلان انسحاب اعضائها من مجلس النواب تضامنا مع الارهابيين في معسكرات الصحراء او في مخيمات الاعتصام , وباعلانها هذا اعتقد انها سقطت في وحل الخيانة , اذ لايمكن ان يفسر موقفها هذا ولا يوصف بغير هذا الوصف مادامت تقف ضد المصالح العليا للشعب العراقي .
ومع الموقف المخزي لقائمة (متحدون) ورجال الدين الطائفيين المرتبطين بها ودعوتهم لما يسمونه بالجهاد ضد القوات العراقية – ولا نعرف مدركا شرعيا لهذه الفتاوى مدفوعة الثمن – يطفح هنا وهناك , كلام من بعض اهل الدار بان الحملة التي تقوم بها القوات المسلحة انما انطلقت من اجل اغراض انتخابية لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة , وكأن على العراقيين ان يتحملوا مزيدا من المفخخات , وعلى القائد العام ان لا يطلق مثل هذه العمليات مع حصول القوات المسلحة على اسلحة نوعية يمكنها التعامل مع التهديدات الارهابية لاننا قريبون من الانتخابات البرلمانية , وهنا لا نملك جوابا نرد به على هؤلاء الذين يتميزون غيظا سوى ان نقول لهم : نعم الدعاية الانتخابية التي تقضي على ارهابي هنا وهناك , وبئس الدعاية الانتخابية التي لا تتعدى شعارات جوفاء مل العراقيون سماعها . يا اخوة يوسف , ان المالكي لم يجبر احدا على التصويت له او لقائمته , فاذا كان ما يقوم به الجيش العراقي في انبل المعارك واقدسها في تاريخه دعاية انتخابية عندكم , فيكفيكم ان لا تصوتوا له , فله جمهوره ولكم جمهوركم ووفروا عليكم فلسفتكم لاننا لسنا في عصر الفلاسفة .