قبل عدة أسابيع؛ وقيادة القوات العراقية المشتركة تعمل جاهدة على وضع خطط عسكرية محكمة، لتطهير مدينة تكريت من التنظيم الإرهابي داعش، والذي سيطر عليها منذ تسعة أشهر بعد العاشر من حزيران، يأتي هذا التطور بعدما تمكنت القوات المسلحة وبدعم كبير من فصائل الحشد الشعبي من السيطرة على المناطق المحاذية لحدود تكريت .
تمثل مدينة تكريت موقعا استراتيجي مهما على أرض المعركة، فهي تقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة وعلى بعد 180 كليومتراً شمال مدينة بغداد و 330 كليومتراً جنوب الموصل، اذا تمكنت القوات العراقية من السيطرة على هذه المدينة ستؤمن العاصمة بغداد، وسوف تستطيع القوات من التقدم بشكل مريح الى الموصل، التي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم داعش وعاصمة دولتهم المزعومة .
إنطلقت العملية العسكرية التي أطلق عليها بعملية ” لبيك يا رسول الله ” والتي اشرف عليها بشكل مباشر القائد العام للقوات المسلحة، حيث أعلن العبادي من مدينة سامراء ساعة الصفر في ليلة الثاني من مارس، جرت بقيام طيران الجيش العراقي والمدفعية بدك وقصف معاقل وتجمعات تنظيم داعش، وأعقبها انطلاق العملية العسكرية في الساعة الثالثة ليلا بتوقيت بغداد، من أربعة محاور؛ المحور الاول أنطلق من قضاء الدور شرقي تكريت، والمحور الثاني انطلق من قضاء طوزخورماتو 85 كم شرق تكريت، والمحور الثالث كان من مدينة سامراء، والمحور الرابع من قاعدة سبايكر العسكرية، وبإشتراك أكثر من ثلاثين ألف مقاتل، من الجيش العراقي والشرطة الإتحادية والحشد الشعبي .
تميزت هذه العملية النوعية، بعدم مشاركة طيران التحالف الدولي، بعدما رفضت القيادة العراقية ذلك، بسبب قيام بعض الطائرات مجهولة الهوية بإلقاء مساعدات لتنظيم داعش، ولإختبار كفاءة وجاهزية المقاتل العراقي الذي ينوي بعد تحرير تكريت التوجه لمدينة الموصل لتطهيرها وإستعادتها من التنظيم الإرهابي، وأيضا ليبرهن للمجتمع الدولي بعدم حاجته لأي تدخل بري أجنبي، قد يرجع العراق لنقطة الصفر حيث ترفض أغلب الكتل السياسية هذا المخطط، والذي يحمل بطياته أسرار عديدة ومنها محاولة التدخل عسكريا في سوريا .
أربعة أيام من الهجوم العسكري الواسع، ودفاعات داعش انهارت بشكل مفاجئ وسريع، أمام الضربات العسكرية الموجعة والتي تزامنت مع تقدم كبير للقوات العراقية، الهالة الإعلامية التي صورها التنظيم كانت مجرد كذبة، أراد من خلالها زرع الرعب والقلق في قلب المقاتل العراقي، والذي تميز ببسالته وتدافعه من أجل نيل ىشرف الشهادة، ما هي إلا أيام وتعلن مدينة تكريت محررة بالكامل، والتي ستفرض معادلة جديدة، قد تغير بعض السياسات الغربية تجاه العراق، والإنتصار يعني لا حاجة لقوات أجنبية في العراق، اذن هي معركة وجود بالنسبة للقوات العراقية .