23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

معركة تحرير الموصل … أروع صورة للتلاحم الوطني

معركة تحرير الموصل … أروع صورة للتلاحم الوطني

دخلت معركة تحرير الموصل أسبوعها الرابع، بعد ان أُعلن عن أنطلاقها السيد رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي في السابع عشر من تشرين الاول عام 2016م، وقد شارك فيها الجيش العراقي والقوات المتجحفلة معه من الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب والحشد الشعبي والبيشمركة، ليؤكد للعالم ان العراقي تحت اي مسمى يتوحد لدحر هيمنة واحتلال اي جزء من أراضيه، جاعلا من تكاتفه الوطني وتلاحمه درعا لخوض اشرف معركة وهي تحرير الارض العراقية.
أندفعت قواتنا البطلة لأسترجاع وتطهير اخر معقل لتنظيم الدول الاسلامية “الدواعش” ، رغم كل المخاوف التي اثيرت من امكانيات الدواعش الاجرامية واساليبها في استخدام المواطنين الموصليين كدروع بشرية للقتال والمواجهة مع قواتنا الباسلة. ورغم كل ما ششنته وسائل الاعلام المضاد والتي يُراد من خلالها زعزعة امكانية مشاركة العديد من الجهات المساندة للجيش العراقي من فصائل الحشد الشعبي، الا ان العراقيين وقفوا وقفة رجل واحد، واندفعوا مشاركين ليسجلوا أروع صور التلاحم الوطني العراقي، حائزين على شرف المشاركة في دحر وأخراج هذا التنظيم من الأراضي العراقية.
قاتل العراقيون نيابة عن العالم كله في دحر فلول الدواعش، لاخراجها من أخر معقلا لها في موصل الحدباء، ليثبتوا للعالم ان العراق يتصدر صفحة التاريخ في مواجهة الارهاب والارهابيين، وانه يرفض تواجد الكيانات القزمة على أرضه وتحت أي مسمى.. اندفع يقاتل بابنائه النشامى أحفاد أحرار ثورة العشرين، ليكمل مسيرة ومآثر الأجداد عبر معارك عديدة سطرتها انتصاراته المتتالية.
أن دوافع معركة تحرير الموصل ضمن المشروع الوطني العراقي جاءت ضربة قصمت بها ظهر كافة المشاريع التآمرية التي سعت لاعادة الفتنة الطائفية، ومحاولات ترسيخ الفتنة العرقية من قبل دعاة التقسيم والأقلمة والانفصال لتحقيق المآرب والأطماع الجشعة لزعزعة الصف الوطني والحصول على مكاسب اقل ما يمكن ان يقال عنها انها دونية جشعة. ووقف العراقي بوجه كافة مفاصل التآمر التي أرادت ان تجعل من معركة تحرير الموصل ثغرة تفجر من خلالها أزمة سياسية جديدة ليتسع حجم الأزمات ، والخاسر الوحيد هو العراق والعراقيين.
ان الدماء التي اختلطت، كانت لكافة شرائح المجتمع العراقي، أكد فيها العراقي، أنه لا يمكن ان يساوم على استحقاقاته الوطنية وقيمه الانسانية والحضارية والدينية، فاندفعت الاف مؤلفة من الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الى جانب القوات المسلحة النظامية من جيش وشرطة اتحادية، وقوات مكافحة الارهاب.. اندفعت بعزم نحو هذه المعركة معتبرة اياها نقطة الفصل والخلاص لتطهير الارض والنفس والعقل وخطوة للتغيير والاصلاح ، ليس لأخراج داعش وحدها … بل كل القوى التي تآمرت على مستقبل العراق واهله، وتدنيس ارضه وسرقة ثرواته بحجة تقديم العون والمساعدة للعراقيين. انكشفت كل اللاعيب والاوجه المقنعة والمزيفة والتي ارادت ان تستغل الفرص لتبقى على الساحة العراقية ، لتمديد فترة تواجدها، فالولايات المتحدة وعبر تصريح هيلاري كلنتون اعلنت انها من اوجدت هذا القزم الذي خلقته لمقاومة الاتحاد السوفيتي وبموافقة ريغن والحزب الديمقراطي ومباركة الكونغرس الامريكي، وجدت الفرصة الان لانهاء المسرحية بقتل كافة ممثليها الذين انيطت لهم ادوار أجرامية لاشغال الاتحاد السوفيتي والعالم، وايجاد موطىء قدم لقواتها على اية أرض لها فيها مطامع.
العراق الان يتطلع الى مبادرة وطنية يُحشد لها كافة المثقفين والسياسيين من وطنيين بالعمل على الغاء اتفاقية سايكس بيكو الساعية الى تقسيم العراق والمنطقة بما يصب في خدمة امريكا والمتحالفين معها وفي مقدمتهم الموساد الاسرائيلي، وبريطانيا. وهناك معركة اخرى على الدولة العراقية والمجتمع العراقي برمته ان يخوضها، ضد من يسعى الى ترسيخ مفهوم السياسة العرقية والقومية بحجة الاضطهاد والرغبة بالاستقلال والعيش الكريم… بداية النزاع هي فتنة، قبل ان تتسع دائرتها، فالمطامع بدأت تكبر والرغبة باستقطاع المزيد من الاراضي بدات هي الاخرى تتوسع على حساب الدولة الواحدة.
ليبارك الله جيشنا الباسل، وقياداته العسكريه النزيه، وكل القوات المتجحفلة معه. الف مبروك للشعب العراقي انتصارات ابنائه الغيارى من الجيش العراقي بكافة صنوفهم وطوائفهم وقومياتهم ومسمياتهم، الذين اثبتوا للعالم … ان معركة تحرير الموصل هي معركة العراقيين وحدهم. معركة التلاحم الوطني ضد الاعداء، وليتغمد الله شهدائنا بفسيح جناته، وواسع رحمته.