أزمة الآنبار لم تكن أزمة داخلية بأسبابها المعلنة , كما يدعي تجار السياسة غبران داعش من الساسة العراقيين ,وانما حلقة من حلقات لمشروع كبير والمسمى بالربيع العربي المرسوم بدوائر المخابرات والمدفوع التكلفة بالدولار الخليجي , وعلى قياسات أمراء الفتن ومشايخ القتل والذبح وتقطيع القلوب وأكل الآكباد, دول مانحة الآرهاب, دول فصل الخريف الدائم, المعنية زورا بنشر الديمقراطية في بلدان أمنة بلغة السلاح والموت وعن طريق منظمات وشبكات الآرهاب ومجرمي العالم, في الوقت نفسه تحرم أنظمة التوريث العائلي شعوبها من المشاركة في اختيار الحاكم .
الآنبار الحلقة العراقية من المخطط المذكور منذ كان النظام السوري شريكا لتلك الآنظمة في التأمرعلى العراق وزعزعت أمنه وتعطيل عمليته السياسية, لم يتوقع رأس النظام سوف تكون الآنبار منطلقا لمشروع اسقاطه , فالموقع الجغرافي للمدينة أعطاها أهمية في المشروع التأمري للآنطلاق بأتجاهين , العراقي السوري , حدودها مع مملكة الآرهاب والفكر الظلامي ,ومملكة الآردن مملكة التأمر والعيش على معانات الشعوب , نظام مقايضة الآرهاب مقابل النفط , هذان النظامان لاعبان أساسيان في تنفيذ مشروع حروب المنطقة وتقسيمها .
صناع الآزمات والحروب دعاة نشر الديمقراطية لم يهمهم حياة الشعوب وأمنها بقدر ما تهمهم مصالحهم وأمن أنظمة القمع الفاسدة السائرة في ركبها , اسرائيل ودول الخليج في مقدمة الآهتمام والحرص , لم تترك مهمة تغيير الآنظمة الدكتاتورية العفنة للقوى الوطنية والشعبية للشعوب العربية بل أعتمدت دول القرار على قوى الظلام والقتل والتكفير ودعم مالي خليجي لحرف الثورات الشعبية عن مسارها الحقيقي الداعي لقيام انظمة وطنية ديمقراطية .
مشروع حقق أهدافه ويجب أن يتوقف عند هذا الحد, بالنسبة لآسرائيل وأمنها ,تم تدمير ثالث جيش عربي كان يمثل خطرا عليها بدعمه للمقاومة الفلسطنية وحزب الله , تدمير ركائز اقتصاد الدولة السورية وتقسيم مجتمعها على أسس عرقية ومذهبية ونشر ثقافة التعصب والتطرف , وانهاء محور الممانعة أو المقاومة فالوضع الجديد في حالة الآفتراض ببقاء نظام الآسد أم لم يبقى لا يسمح لها أن تكون قائدة المحور وقلعة الصمود العربي كما يدعي النظام وأصدقائه .
لاعبي الآزمة الكبار لهم غاياتهم وأهدافهم , ايران دخلت الآزمة من خلال دعمها للنظام السوري نالت مبتغاها اطمئنت على نظامها السياسي وبرانامجها النووي وأمنها الآقليمي وما تبقى لها من أهداف عقائدية ومقدسات يمكن توفير الحماية وعدم المماس من خلال ضمانات دولية من البديل اذا رحل الآسد , روسيا الاتحادية اللآعب الآساس العائد من بعد غياب قصري ,وظفت الآزمة من أجل أعادت هيبتها واعادت توازن القوى وذهب القطب الواحد الى ما لا رجعة له, وتحدد محيطها الآمني وألاقتصادي, واكتفت الولايات المتحدة من جانبها بتدمير أسلحة النظام الكيمياوية على اساس انجازا للمجتمع الدولي وانصياع النظام لمقررات الآرادة الدولية, كونها راعية المصالح الكونية .
وما تبقى من غايات المشروع من نصيب دول الدفع وبالتحديد السعودية صاحبة الطموح العقائدي بوهبنة المنطقة بفرض واقع طائفي على طبيعة الآنظمة البديلة وخلق الآزمات في دول جرى فيها تغييرا للآنظمة مثل العراق واليمن( ولآيران نفوذ قوي في كلا البلدين ) وبدعمها للآرهاب من أجل تحقيق أهدافها الخاصة وتصدير أزمتها الداخلية الناتجة من صراع أجنحة العائلة على السلطة , جناح سعود الفيصل المدعوم من جناح بندر ابن سلطان وبقية اجنحة العائلة لتأسيس مملكة الآحفاد وانهاء حكم الآبناء لما تبقى من أبناء عبدالعزيز , مصلحة السعودية أن لا يعقد المؤتمر لآنهاء الآزمة في سوريا والمنطقة والبحث عن حلول سياسية ,سوف يكتشف أمرها عند مناقشة ظاهرة الارهاب ومصادرالتمويل ويصبح موقفها محرج للغاية وأحراج أصدقائها أيضا, لطالما هددت روسيا بأدلة دامغة تدين النظام السعودي بدعمة للارهاب العالمي وكذلك تكون قرارات المؤتمر غير ملزمة لها, وكذلك يران ترغب أن لا تحضر لنفس الغاية ويبقى كلاهما يمارس ضغطه على أطرف النزاع بحرية ويستمر الحس الطائفي في المنطقة ليوسع كلاهما النفوذ.
من حق الدول التي انكوت بنار الآرهاب والعراق احدى هذة الدول تطالب أن يكون مؤتمر جنيف 2 مؤتمرا ومرجعية لنهاية الآرهاب في المنطقة والعالم وتعريفه وتشخيصه ومعاقبة الآنظمة الداعمة له , والعمل على تجفيف منابعه .
ومعركة تحرير الآنبار بداية سير قطار جنيف 2 على الآرض العراقية والتي تحكمت فيها عوامل خارجية وداخلية في تأخير حدوثها والتي كان البدء بها مطلب وطني في القضاء على الآرهاب وفضح الجهات الداعمة من داخل الوطن وخارجه والخلاص من قوى التكفير من داعش والقاعدة المرتبطين بدول الخليج فكريا وعقائديا وماديا, وبقاء وجود شبكات الآرهاب على أرض العراق يمثل الخطر الآكبر على مقرارات المؤتمر.
لا شك في قرار الحكومة العراقية ونيتها الصادقة في الحفاظ على أمن الشعب العراقي ومصالح الوطن والقيام بواجبها الوطني في هذا الوقت بالتحديد , ولكن عوامل كثيرة كتفت القرار الوطني الشجاع في محاربة الآرهاب , وضعف القرار الوطني يأتي من رفض بعض أطراف العملية السياسية والذي انكشف أمرهم للشعب العراقي كذراع سياسي لداعش هدفه تعطيل القرارات المهمة , وجغرافية جبهة الآرهاب الصحراوية المترامية الآطراف والممتدة الى داخل دول المانحة للآرهاب مثل السعودية والآردن تحتاج الى جهد طيران وتسليح خاص يعالج الآهداف من بعد بدلا من أرسال الآرتال العسكرية في أرض تظاريسها تخدم القتال الفردي والعمليات الخاصة .
لقد تكاملت جوانب نجاح القرار العراقي الشجاع بالدعم الشعبي والدولي وما صدر من مجلس الآمن والآتحاد الآوربي وجامعة الدولة العربية وروسيا الآتحادية والولايات المتحدة من بيانات شجب ودعم للعراق لمحاربة فلول الظلام وأسكات أصوات الفتنة وعملية التسليح الفوري للجيش لآنجاح المعركة وفشل فيتو غبران داعش ودول الخليج من الحصول على أحدث الآسلحة بذريعة جيش يمثل مكون وخطرا على استقرار المنطقة , ومطالبة الشرفاء والوطنين من عشائر الآنبار وأهلها الغيارى ومجلسها المنتخب لجيش الوطن بطرد فلول الشر ودعاة الموت والفكر التكفيري أعداء الآنسانية خارج حدود الوطن , الوقوف الى جانب الدولة العراقية وسورها الحصين واجب وطني,و بصلابة قراراتها لم يبقى لداعش الموت وشيوخ الآرهاب وقاطعي الرؤس مكان في عراق السلام , نريد دولة تحضر جنيف دولة تمثل وطن وشعب, دولة لها هيبه وسيادة وقراراها الوطني الشجاع.