8 أبريل، 2024 3:52 م
Search
Close this search box.

معركة بدر ودور الإمام علي فيها

Facebook
Twitter
LinkedIn

الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ذاع صيته من يوم معركة بدر كفارس لا يجارى وشجاع لا يهاب الموت وحامي ذمار لا مثيل له حيث برز على لسان اعداء الإسلام من الكفار والمشركين في معركة بدر فالتاريخ يقول :- بعد انتهاء المعركة ما مر احد بواحد من جرحى هذا المعركة في الميدان وسأله من قاتلك ؟؟ إلاّ واجاب الجريحُ الذي سأله :- ( قاتلي الإمام علي بن ابي طالب ) 0

ولقد كانت الغالبية العظمى من الفتلى والجرحى وخاصة على مستوى القيادة من بني امية وعندما بدأت المعركة كان للإمام علي دورا بارزا في ادارة المعركة وفي قتل الكفار والمشركين وفي مقدمتهم كفارومشركوا بني امية وكان ابرزهم :-

1- عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، جرحه عبيدة بن الحارث، وذفف عليه علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبدالمطلب 0

2- شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، تشارك في قتله الإمام علي وعمه حمزة بن عبدالمطلب.

3- الوليد بن عتبة، قتله علي بن أبي طالب.

4- حنظلة بن أبي سفيان بن حرب، قتله زيد بن حارثة، مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وهؤلاء الكفارالأربعة هم الذين قصدهم اللعين بن اللعين يزيد بن معاوية بقوله بعد قتل الحسين عليه السلام (نلت من الغريم ديوني) حقد دفين جاهلي انتقل إليه من ابيه فهو يثأر لقتلى الجاهلية من الكفار والمشركين الذين القى بهم رسول الله (ص) بعد معركة بدر في بئر كالكلاب النافقة لأنهم بكفرهم ونجاستهم وجيفتهم حتى الكلاب اطهر منهم ولولا قتل الإمام علي لهؤلاء الجيف القذرة لما وصل يزيد الى عرش الملوكية الدنيوية0

أُعيدُ واصقل قائلا :- وقد بقي حقد قتلهم يغلي في صدور الأمويين حتى ترجمه يزيد علنا بعد قتله للإمام الحسين بن علي ((ع) (لقد نلت من الغريم ديوني )0

اكرر واعيد أيضا تصوروا يا ناس ياهل الإنصاف والعدل لقد حكم يزيد الناس ومن قبله ابوه هو وبنو امية من بعدهم بنتائج معركة بدر التي تمثلت بالنصرالإسلامي في هذه المعركة وكان سيف الإمام علي في مقدمة السيوف التي ساهمت في تحقيق ذلك النصروحسم المعركة لصالح المسلمين غير ان الحقد من اجل بني امية الذين قتلهم الإمام علي (ع) على الكفر والشرك على اهل بين النبوة لم يغادر صدر يزيد 0

ولولا ذوالفقار وساعد حامله الإمام علي لكان بنو امية وفي مقدمتهم يزيد وابوه معاوية كلابا سائبة تعيش بين اكوام القمامة والقاذورات والنجاسات وخير توصيف لحالهم وحال العرب المزرية المقطوبة بالبؤس والشقاء والذل والمهانة والتبعية والعبودية والخوف والرعب من امبراطورية الروم البيزنطيين والإمبراطورية الفارسية من مهاجمتهم واحتلال اراضيهم جميعا في عهد الجاهلية الأولى هو وصف فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها امام ابي بكر ورهطه الضال بعد ان اخذ الخلافة من الإمام علي وحجب عنها حقها في فدك فقالت :- {{ فَبَلَّغَ ( اي رسولُ اللّه ) بالرِّسالة صادِعاً بالنَّذارة مائلا عَلى مَدْرَجَةِ المُشْركيْن ضارباً ثَبَجَهُمْ آخِذاً بأَكْظامِهمْ داعِياً إلى سَبِيْل رَبِّه بِالحِكْمَةِ وَالْمَوْعظَةِ الْحَسَنَةِ يَكْسِرُ الاَصْنامَ وينْكُثُ الهامَ حتّى انْهَزَمَ الجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُر حَتى تَفَرّى الليلُ عَنْ صُبْحِهِ وَاَسْفَرَ الحَقُ عَنْ محْظِهِ وَنَطَقَ زَعيمُ الدين وَخَرستْ شَقاشقُ الشَّياطين وأطاحَ وَشِيظُ النَّفاقِ وانَّحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْر والشِّقاقِ وَفُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الاخْلاص في نفَر مِنَ البيض الْخِماص وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَة مِنَ النّار مُذْقَةَ الشّارب وَنُهْزَة الطامِع وقَبْسَةِ العِجْلان وموطئ الأَقْدامِ تَشْرَبُونَ الطَرقَ .. وَتَقْتاتُونَ القِدَّ وَالوَرق أذِلَّةً خاسِئينَ تَخافُونَ اَنْ يَتخَطَّفَكُم النّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ فَأَنْقَذكُمُ اللّه تَعالى بِمُحَمَّد بَعْدَ اللُّتَيّا وَالَّتي بَعْدَ أن مُنِيَ بِبُهْم الرجال وَذُؤبانِ الْعَرَب وَمَرَدة أهْلِ الْكِتاب كُلَّما أوْقَدُوا ناراً لِلْحَرب أطْفأَها اللّه أوْ نجَمَ قَرْنُ الشَّيْطانِ أوْ فَغرَتْ فاغِرَةً مِنَ الْمُشركيْن قَذَفَ أخاهُ في لَهواتِها فَلا يَنْكَفِئُ حَتّى يَطَأ صِماخَها بَأخْمصِهِ }}0

وفي كل عام عندما يحتفل النواصب الذي يطلقون على انفسهم اهل السنة والجماعة (سنة عمر سنة الكفر والضلال) وجماعة عهد الجاهلية الأولى يقومون فيه باحياء ذكرى هذه المعركة في اطار الدعاية الإعلامية لأنفسهم امام العرب والعالم0

بيد انهم يتحاشون ذكرالإمام علي (ع) حسدا منهم له وخوفا على سمعة النكرات الثلاثة ابي بكر وعمر وعثمان فليس لهم أي دور في كافة غزوات النبي وحروبه سوى الـتآمر عليه لقتله والتآمر على دينه لمحقه إلاّ أنه يحضر رغم محاولاتهم في طمس ذكره ودوره المتميز فيها يحضرالإمام علي ابن ابي طالب عليه السلام بقوة ويفرض نفسه عليهم رغم انوفهم وأُنوف اعدائه من السائرين على الخط الأيديوجاهلي التخريفي التراجعي نحو الجاهلية الاولى بالضد من المشروع الآيديولوجي النهضوي الذي جاء به النبي محمد (ص) وأعدَّ ابن عمه ليحمله من بعده بما يحمل من تجديد في الوعي وتنوير ثقافي وتصحيح فكري ليحل محل ترهات الجاهلية والتخلف والتخريف والتطرف الوثني والعنصرية القبلية التي كانت سائدة في المجتمع العربي في ايام الجاهلية والتي غيرتها سيوف المسلمين يتقدمهم سيف الإمام علي (ع) لتحل محلها الافكارالنهضوية والثقافة الحداثوية والمعرفة العصرية والحضارة التقدمية العلمية0

غير انه لم يكن هناك أي دور لأبي بكر وعمر وعثمان في اية معركة او غزوة قام بها النبي محمد (ص) فلم يكونوا سوى ثلاثة اصفارعلى الشمال لذلك عمد المناصرون لهم الى مدحهم بما ليس فيهم قديما من المآثر والمكارم وفي الوقت الحالي عمدوا الى حذف أي لوم لهم او نقد أوتقريع لهم في كتب التاريخ ووضعوا مكانه ما يرفع منزلة الواحد منهم والسمو بمقامه ظلما وعدوانا وزورا وبهتانا لم يشهد له تاريخ الإنسانية مثيلا وفي المقابل عمدوا الى تصغير منزلة الامام علي والحط من مقامه بشتى الوسائل والطرق بالاخبار الكاذبة والانباء المزيفة حتى لم يسلم منهم هيئته وهيكله الخلقي الذي خلقه به الله من صباحة الوجه والقد الممشوق والعضل المفتول والساعد القوي وفوق ذلك كله فهو نور إلهي وهل هناك اجمل واكثر سطوعا من النور الألهي فقد قال سلمان الفارسي (رض) : ( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: كنت انا وعلي نورا بين يدي الله قبل ان يخلق الله ادم بأربعة عشر الف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين رُكِّبا في ادم فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب، فنور الحق معنا نازل حيثما نزلنا ) 0

أ بعد هذا الحديث النبوي الشريف؟؟ هل يعقل الناس ان يكون الإمام علي (بطينا) أي صاحب كرش او هل يعقلون ان يكون (انزعا) أي اصلعا فهذا واضح هو امر متعمد من قبل اعداء الله ورسوله (ص) لتشويه صور الإمام علي الجميلة التي خلقه الله بها في تجسيم كريم احسن وافضل ما يكون عليه (التقويم الحسن وهو مشبَّع بهالة من النورالإلهي ) 0

غير انني اذكرأنني قرأت هذه الحديث في كتاب العقد الفريد لإبن عبد ربه الاندلسي ولكن على صورة اخرى ونصها اعتمادا على ذاكرتي قال رسول الله (ص):- (كنت وعلي نورا بين يدي الله يسبِّح الله فلما خلق آدم وضعنا في صلبه فأخذنا ننتقل بين اصلاب الرجال وارحام النساء وافترقنا في صلب عبد المطلب فيَّ النبوة وفي علي الإمامة ) ومن المهم بالذكر هنا ان النواصب إذا روى احد فقهائهم اوعلمائهم او مثقفيهم او مفكريهم أي حديث بحق اهل البيت (ع) يقولون عنه تشيع ويتهمونه بمختلف التهم منها الزندقة والشرك والكفر0

وتجد إلإشارهنا الى ان أي حديث يرويه الشيعة بحق اهل البيت عليهم السلام فإن النواصب ( أخزاهم الله أجمعين أكتعين أبتعين أبصعين إلى يوم الدين ) وهذه العبارة موجودة في كتبهم كلما يتحدثون عن الشيعة يبدأون هجومهم علي الشيعة بها ويكثرون من استخدام توصيف (الروافض) وانا والله افرح بهذا التوصيف لأنهم يكفونني مؤونة تعريف الناس بنفسي كوني رافضي (ارفض وارفض وارفض) الى الموت حكم ابي بكر وعمر وعثمان ولو سألني الله يوم القيامة لماذا ترفض حكومة هؤلاء ؟؟ لقلت له يارب لأنهم خالفوأ أمرك عندما جعلت الإمام علي نفس نبيك محمد في آية المباهلة وهذه بيعة من لدنك لعلي بن ابي طالب في تولي حكم امة الإسلام في حياة وبعد ممات نبيك محمد (ص) وقد ربطت يا رب سبحانك بينها وبين ولادة عيسى في حجتك على النصارى بأن عيسى ليس ابنك على حد ما يزعمون ، وإنما هو عبد من عبيدك ونبي من انبيائك خلقته كما خلقت غيره ، وبما ان حجة الله هذه على النصارى من ان عيسى ليس ابنه ولكن عبد من عبيده باقية في الدنيا الى يوم القيامة فيخاصم الله على اساسها النصارى فإن منزلة الإمام علي بن ابي طالب نفس رسول وخليفته في قيادة امة الإسلام في حياته ومن بعده ابضا باقية الى يوم القيامة فيحكم الله بين الإمام علي وبين ابي بكر وعمر وعثمان وهو خير الحاكمين 0

أمّا الاحاديث التي يرويها الشيعة بحق اهل البيت كلها في نظر النواصب احاديث مكذوبة وموضوعة وان رواتها كذّابون يضعون الأحاديث ويلفقونها وينسبونها الى النبي واذا واجههم احد بالحجة الدامغة البالغة بان هذا الحديث مروي في كتب السنة قالوا هذا السني تشيع لا يتنازلون عن باطلهم لا بل عن دخول النارانتصارا لأبي بكر وعمر وعثمان ودفاعا عنهم ويختلقون لهم من المكانات والمنازل ما يفوق ما موجود في عالم الخيال لا بل يتصاغرعالم الكذب امام اكاذيبهم في مدح الثلاثة والثناء عليهم 0

ولا يفوتني هنا ان اذكر ان الله في آية المباهلة قد جعل من الإمام وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم المعصومين هم خير البشرية وان على البشرية ان تسمع لهم وتطيع وتأخذ منهم امور دينها ودنياها ولكن الذين يدَّعون انهم امة محمد قتلوهم اجمعين فهل يرضى الله ونبيه (ص)عن الذين نكَّلوا بهم واخذوا حقوقهم منهم ثم قتلوهم وفي مقدمتهم ابي بكر وعمر وعثمان وعائشة التي منعت دفن الحسن في بيت امه فاطمة وامرت مروان بن الحكم ورهطه بضرب نعشه بالسهام فضربوه باكثر من سبعين سهما لا شك أن النبي (ع) لن يقبل وسيحذفهم من قائمة الصحابة ويسأل الله ان ينتقم منهم لما ارتكبوا من جرائم بحق اهل بيته (ع)، ولو كانت فاطمة عليها السلام تعرف أن أباه (ص) يقبل بأذيتها وزوجها وأبنائها من قبل ابي بكر وعمر وعثمان وبني امية وبني العباس لما هددت ابا بكر وعمر قائلة :- سأشكوكما الى أبي 0

وكذلك يارب لكونهم خالفوا بيعت نبيك محمد له في غدير خم فعندما صعد النبي (ص) على مرتفع واخذ بيد الإمام علي (ع) وخاطب المسلمين الموجودين وهم يومئذ اكثر من ثمانين الف مسلم من بينهم (ابا بكر وعمر وعثمان) قائلا :- الستُ اولى منكم بأنفسكم وأعادها عليهم ثلاث مرات وكان ردهم جميعا :- بلى يا رسول الله فقال لهم بعد ان رفع يد الأمام علي حتى بان بياض ابطه :- من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم انصر من نصره واخذل من خذله ووالي من والاه وعادي من عاداه وادر الحق معه حيثما دار ، علما ان بعض المغرضين والحاقدين يرويها بلفظ الغائب :- فعلي مولاه يريد من هذا ان الإمام علي غير حاضر انظروا الى مدى وصل حقدهم على رجال كان ولم يزل صاحب فضل كبيرعلى العرب والمسلمين في تحريرهم من العبودية الجاهلية ورفع شأنهم وعلاء كلمتهم بين امم الارض 0

فالدين الإسلامي نظام نهضوي يحمل نسقا دينيا لعبادة الله سبحانه وفق قوانين العبادة الإلهية التي يحملها والى جانب ذلك فيه بُعد اجتماعي وفق قوانين يحملها للتعامل بين الناس فالدين بالاساس هو يهدف الى تنظيم الحياة البشرية في كل مجالاتها وانشطتها لتحقيق التوزان البشري العام الذي ينفع جميع اهل كوكب الارض دون تمايز او اجحاف بحق الفرد او المجموعة 0

من هنا لا يوجد شك برأيي ان الثلاثة ابو بكر وعمر وعثمان وبطانتهم كانوا يعملون ليلا ونهارا على تدمير المشروع النهضوي الحداثوي للنبي محمد (ص) عبر بناء ايديولوجية عروبية قوميا واسلامية دينيا ايديلوجية شاملة تقود الأمتين نحو القوة والوحدة والتنمية فاستمرار العمل على وفق مضامين المشروع النهضوي النبوي والنهوض بالأمة نحو التنمية الإقتصادية والبشرية والصناعية والزراعية والعسكرية مقرون بتولي الإمام علي الخلافة وإلاّ ما الفائدة من مليون باب علمها النبي للإمام علي إذا بقية حبيسة اعماقه وتابع لغيره يمنعه من اطلاق العنان لعلومه إلاّ بعد ان يستشيره ويأخذ الضوء الأخضر منه لممارساته العلمية والتكنلوجية ، فيوسف عليه السلام لو لم يعطه فرعون مصر الحرية المطلقة في تولي الجانب الزراعي حسب رغبة يوسف عليه السلام حين قال لفرعون (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) لما استطاع يوسف ان ينقذ مصر من ازمتها الإقتصادية التي عصفت بها سبع سنوات 0

من هنا ومن مصلحة الأمة الملحة كان المفروض ان يتولى الخلافة الإمام علي لأنه يحمل مليون باب من العلوم التي تؤهله لحل جميع المعضلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ستواجه الأمة الإسلامية عبر مسيرها على طريقها النهضوي نحو الأعلى 0

وليس ناس جهلة واميين وذوي افكار سطحية وادراكات ضيقة وعقول صغيرة فكم مرّة كان الثلاثة يلجأون الى الإمام علي لحل معضلات لهم لم يتمكنوا من حلها رغم بساطتها لأنهم ليس لديهم ولا واحد بالمليون من العلم يمكنهم من خلاله ادارك المشكلة المطروحة عليه حتي بادر الى حلها ومن الأمثلة على ذلك :- جيء لأبي بكر برجل قٌطع شيء من لسانه اثناء شجارلكي يحدد لهم الضررالذي لحقه وديته فلم يستطع ، فقال لهم :- اذهبوا الى ابي الحسن ، فذهبوا الى الإمام وبعد البحث عنه وجدوه في الصحراء يعبد ربه وبعد ان طرحوا المشكلة عليه تبسم عليه السلام ومد يده الى الرمل واخذ قبضة منه وقلب يهده بشكل عامودي نحو الخنصر وسمح للرمل ان يسيل منها وقال لهم :- إن حل هذه المعضلة عندي اسهل من إنهيال هذا الرمل من يدي ثم اردف قوله بالحل فقال لهم :- تطلبون من الرجل ان يتكلم فأي حرف من حروف اللغة العربية لم يستطع ان ينطقه بشكل صحيح تُعْطى له ديته 0

وهنا يطرح تسائل نفسه على المنصفين واهل العدل والإحسان من اهل الأرض من هو اولى بقيادة الأمة ابو بكر الذي يعجز عن حلة مشكلة تافهة مثل المشكلة اعلاه ام الإمام علي الذي حلها بكل بساطة ؟؟

ام عمر وهو المشهور ومعروف عنه قوله :- ( لولا علي لهلك عمر) هذه ادلة تاريخية على طريقة من فمك ادينك بأن ابا بكر وعمر يعترفان بأنهما غير مؤهلين للقيادة ولا للحكم لذلك هلكت امة الإسلام وتهالكت ، لكن أكثر من مليار ضال اضلوهم هم وابعدوهم عن الإسلام الحقيقي الذي يحمله الإمام علي لطمعهم في الدنيا في المصالح والنفوذ حتى وصلوا الى تكفير الشيعة والإمام وهم اكفر من إبليس وادلة كفرهم موجودة في كتبهم 0

اعود الى بيعة الغديرفقد دخل شيخا الكفر والضلال ابو بكر وعمر على الإمام علي وهو في خيمته وهنأآه بهذه المنزلة :- بخ بخ لك يا بن ابي طالب فقد اصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ولكنهما غدرا به بعد وفان النبي (ص) وكان غدرهما وبالا على امة الاسلام وهي الى اليوم تعاني منه في التخلف والجهل وفي سيطرة الإستعمارالبريطاني والامريكي على اراضيها ونهب ثرواتها واستغلال شعوبها لا بل يستهين بها فيقتطع وطنا بالكامل ويقتل شعبها بالملايين ويهجرهم بالملايين ويخصص هذه الارض لغيرهم دون خوف او وجل من حكامها الذين هم ادوات طوع يده يشترون ودّه ورضاه فيتهافتون كتهافت الفراش في النار لتنفيذ اوامره ويتسابقون على خدمة اسرائيل والتطبيع معه عدوا الى التاريخ الاسلامي وافرأهة جيدا ستجدون سبب مصائب الامة وضعفها وانهيارها هم الثلاثة ابا بكر وعمر وعثمان بأخذهم الخلافة من صاحبها الشرعي الإمام علي 0

اعود لأقول من ان الأمام علي بن ابي طالب امة جيو- ستراتيجية ببعدها الإنساني المنفتح نحو المستقبل نحو الأفضل لتوفيره لكل الشرائح الإنسانية من امم وشعوب وهذا جسده عليه السلام بقوله :- ( الناس صنفان إمّا أخ ٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) وجيو- سياسية تمتلك وعن جدارة كل مقومات العمل السياسي والإداري والدبلوماسي والإقتصادي والعسكري على مستوى قيادة امة او دولة وبكفاء عالية وذلك بشخصيته الفذة كما كان جده ابراهيم ومركز إشعاع روحي وعلمي وصرح ديني وثقافي لا ينضب معينه لمن يريد ان ياخذ الإسلام الحقيقي من منبعه الصافي الذي كان يحمله رسول الله (ص) 0

الإسلام الخالي من أي كدر من اكدار الجاهلية وأمراضها التي نقلها ابو بكر وعمر وعثمان لأنهم اناس غير مؤهلين لتولي سلطة في دولة فتية محاطة بالأعداء من كل جانب فهؤلاء الثلاثة ليس لأي منهم أي تجربة في الحكم بدليل قول سعد بن عبادة لهم في سقيفة بني ساعدة (كنتم تابعين غير متبوعين) أي انكم اناس كنتم مغمورين ومن عامة الناس ما لكم والتصدي للحكم ، علاوة على ذلك لا يحمل الواحد منهم أي فكرة صحيحة عن كيفية توجيه نظام الحكم والتنظيم السياسي العام في الدولة وكل امور الإدارة والسياسة والدبلوماسية التي كان يحملها الرسول (ص) وقد علمها للإمام علي الذي قال عن اعداد رسول الله (ص) له ليحكم دولة امة الإسلام من بعده (علَّمني رسول الف باب من العلم يفتح لي من كل باب الفُ باب ) 0

استحلفكم يا أيها الناس بالله كيف كان سيكون حال امة في التطورالتكنلوجي والتقدم العلمي يحكمها رجل يحمل مليون باب من العلم لو سمح له الجهلة الأميون ابو بكر وعمر وعثمان في أن يأخذ دوره الذي اعده له الله في آية المباهلة (نفس رسول) أي يحكم الأمة في حياة النبي (ص) ومن بعده وفي هذه المنزلة أمر من الله في ان يلتفوا حول الإمام علي ويسلموه مقاليد حكم دولة الإسلام وليس لهم ان يجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ويسلبوا الحكم منه ناهيك عن امر سول الله (ص) لهم في غدير خم قال لهم :- لإلقاء الحجة عليهم (الست اولى منكم بانفسكم قالوا :- بلى يا رسول الله فقال :- من كنت مولاه فهذا علي مولاه ،، كما ذكرت ذلك اعلاه 0

وسأورد هنا مثلا واحدا للدلالة على الكنوزالعلمية التي كان يحملها الإمام علي بن ابي طالب والتي حرم ابو بكر وعمر وعثمان امة الاسلام من الريادة فيها وحرموا الإنسانية من التمتع بها والتي لم يصل إليها العلم اليوم لحد الآن :- فقد ضرب (ع) الماء ذات يوم بعصاه وهو يسير في طريق مع البعض من اصحابه وقال :- (ٍ والله لوشئت لأخرجت نورا من هذا الماء ) عند التمعن في كلام الإمام هذا نجده انه يقول بإخراج نور من الماء0

وليس بواسطة الماء كما تستغل بعض الدول مياه الشلالات في تشغيل مكائن الكهرباء واكرر الأمام يقول من نفس الماء وليس بالاستعانة به لتوليد الكهرباء من مصدرغيره فاليتصور المرء الى أي مدى عميق وبعيد قد وصل الإمام من العلم والقدرة على انتاج واختراع وإبداع نهايك عن اكتشاف المكنون من الظواهر الطبيعية وما تحمل من تقنيات وعلوم تفيد العرب والمسلمين وتفيد الإنسانية وهم سيكونون رواد المنافع والفوائد والمتفضلين عل على كافة الناس مدى العصور ولينظر الإنسان لو اتيح للإمام ان يمارس علومه ويصنع للعرب وللمسلمين نور متطورا ومتقدما قبل الف واربعة عام 0

نور لم يصل العلم حتى هذه الساعة الى صناعته لأن علمه اقل من علم الإمام علي الذي يصنع نورا من الماء الذي يمكِّن الإنسان من وضع قدح الماء بالقرب منه ليستضيء به إذا احتاج الى ضياء وليشرب منه ويروي عطشه إذا شعر بالضمأ وحين تبحث عمَّن حرم الناس من هذه النعمة المتطورة تقنيا والمتقدمة علميا وهي واحدة من مليارات النعم او اكثر الموجودة في مليون باب من العلم التي يحملها الإمام (ع) تجدهم ابا بكر وفاروقه عمر وسعد بن عبادة وعثمان بن عفان وهذه جريمة واحدة من جرائمهم الكارثية التي حملت مختلف انواع الكوارث لأمة الإسلام فساهمت بشكل فاعل في تدهورها وتراجعها وتخلفها التي ارتكبوها فجعلوا امة الإسلام في حضيض الوجود الإنساني امة متخلفة جاهلة مستعمرة اراضيها مهانة شعوبها ومستعبدة 0

على حين لو أن هؤلاء الثلاثة او الاربعة نفذوا امر الله ورسوله في تسليم مقاليد قيادة دولة الإسلام لصاحبها الشرعي وهو الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام لكانت هي بالأمس واليوم وفي المستقبل التي تتربع على عرش القطبية العالمية وليس امريكا وتنفرد عن امريكا بأنه لا يستطيع اي طرف ان ينازعها هذه المنزلة او ينافسها عليها احتراما لها وخوفا وهلعا منها لأنها لا بد ان يكون لديها سلاح قوي تردع به من يعاديها 0

لقد ارتكب ابو بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم بنو امية وبنو العباس جريمة تاريخية شنيعة بحق امة العرب وامة الإسلام وبحق الإنسانية جمعاء حيث حرموا الأمتين والإنسانية من كنوز من العلوم والتكنلوجيا الى يوم القيامة لا تصل اليها عقول الناس كانت مكنونة في اعماق القائد الشرعي للأمتين وللإنسانية الإمام علي حيث اغتصبوا منه الخلاف ومن ثم قتلوه 0

وهو القائل بمرارة أسفا على ما يحمل من علوم بسبب تعمد ابوبكر وعمر وعثمان بخلق المشاكل والمطبات في طريقه لعرقلة جهده وتقويض فراغه الكافي ليتمكن من نشر علومه بين الناس وهو يعلم انهم يعدون العدة لقتله 0

 

فقد اوكل ابو بكر هذه المهمة الى خالد بن الوليد الذي تبرأ رسوله مما يفعل فقال (ص) :- اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد فتقدم خالد نحو الأمام لقتله وكان ذلك اثناء الصلاة في مسجد رسول الله (ص) فمسكه الإمام علي (ع) من رقبته مما يلي الحنك ورفعه عن الأرض ونتيجة قوة ضغط قبضة الإمام على رقبة خالد بال خالد على نفسه وسلح (خرَّا) في ملابسه ثم جلد الإمام به الأرض0

ومن بعد كل هذه المؤامرات والدسائس لقتله والتخلص منه كان إلإمام يحثهم على الإستفادة من علومه ولكنهم في مقابل ذلك بدلا من ان يوقِّروه ويفِّروا له الأجواء الملائمة ليستفيدوا هم والإنسانية من علومه كانت مكايدهم ضده مستمرة لذلك قال الإمام بكل ألم وحسرة :- ( هكذا يموت العلم بموت حامليه ) 0

ولو نظرنا الى اوربا كيف تقدمت وتطورت اليوم فقد كانت تهتم بالعلماء وتشجعهم وتوفِّر لهم كل الأسباب التي تساعدهم في طرح علومهم ومبتكراتهم وابداعاتهم واكتشافاتهم ، فتقدم لهم المال والمكان المطلوب والأجواء الملائمة والتفريغ الكافي فعلى سبيل المثال فقد وفرت الادارة الأمريكية للطبيب التونسي (المنصف السلاوي) ايام جائحة كورونا امولا طائلة وخصصت له مكانا مساحته (25) دونما لإجراء تجاربه وبحوثه في إبتكارعلاج لهذا المرض ، وبعد ان تمكن من ابتكار العلاج واستفادوا من علومه وقدراته وامتصوها بالكامل منه وبصورة كلية وتأكدوا منه من انه لم يبق في جعبته ذرة من العلم لم يأخذوها منه ، دبروا له مكيدة مفادها انه تحرش باحد الموظفين وليس موظفة لينشروا بين الناس أن هذ الطبيب شاذ جنسيا ثم اجبروه على الإستقالة من منصبه والقوا به في الشارع 0

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب