20 ديسمبر، 2024 2:45 ص

معركة بدر: الوهابيون يطلبون ثأر أشياعهم!

معركة بدر: الوهابيون يطلبون ثأر أشياعهم!

يوم الفرقان غزوة تقابل فيها معسكر الحق ضد معسكر الباطل، فئة قليلة غلبت فئة كبيرة، ثلاثمائة وثلاثة عشر مقاتلاً، من أوائل المسلمين المجاهدين، يواجهون طغيان شيوخ قريش، فالنبوة والرسالة، والإله الواحد الأحد، ومكارم الأخلاق، وكرامة البشر، في مقابل الجاهلية، والأوثان والأصنام، وسطوة الظلم، وإستعباد الناس، لكن ختام المعركة الأولى للمسلمين، كان مسكاً وفرحاً وبشرى للمؤمنين، لأن نبي الأمة (صلواته تعالى عليه وعلى آله) كان يبشرهم بأن حزب الله هم الغالبون.
مسيرة معركة عظيمة بكل تفاصيلها، ولحظات قادها العلي الأعلى مع ملائكته، نصرة لنبيه الكريم ودينه، فأيده بجنود لم تُرَ، فألقى بقلوب أعدائه الرعب، لذلك عندما نادى أبو جهل النبي: (إخرج لنا أكفاءنا من قومنا)، برز إليهم حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، فواجهوا أشياع قريش، عتبة بن ربيعة، وأخوه شيبة، وإبنه الوليد، فما إن إنجلت الغبرة، حتى جاء نصر الله وهم صاغرون، فلبئس مثوى المتكبرين. 
(قوموا الى جنة عرضها السماوات والأرض)، إنه حديث النبي (صلواته تعالى عليه وعلى أله) لتشجيع المسلمين على قتال المشركين، وكان له الأثر الكبير في نفوسهم ومعنوياتهم، ويبشرهم بالنصر قبل بدء القتال، ويذكر لهم مكان قتل، كل واحد من صناديد قريش وذؤبانها، حتى أنه يردد قوله عليهم:( هذا جبريل أخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب)، فقويت شوكة المسلمين، وتحقق أول نصر للإسلام والمسلمين، فشق الدين الجديد لنفسه طريقاً جديداً لمدى الحياة.
اليوم يعيش أبناء علي بن أبي طالب ذات المعركة، فيحارب الإيمان والتسامح كله، ضد الصعاليك الجدد، من أحفاد آكلة الأكباد وأبي سفيان، حيث الكفر والتعصب الأعمى، فعندما إلتقى الجمعان، كأني بهم يطالبون بثارات بدر الكبرى، لقتل أشياعهم المشركين، لكن سرايا الجهاد، وقوافل أصحاب العقيدة والولاء، زحفوا غير آبهين بهؤلاء الشراذم، دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات، تلبية لنداء سليل الدوحة العلوية، صاحب لواء فتوى الجهاد الكفائي، السيد علي السيستاني (دامت بركاته).
معركة بدر جديدة تزف مقاتليها، نحو ركب الشهداء والصالحين، لتعلن دماءهم وأرواحهم، أنها ستلتقي بالباريء راضية مرضية، مستبشرة ببيعها الذي بايعته لخالقها، ووطنها، ومرجعيتها، حيث لم يعرف الخوف طريقاً بقلوبهم، بل إن أعراس الشهادة في تواصل دائم، فكتبوا ملحمة من ملاحم التأريخ، وإن كانت الملائكة قد حضرت مع البدريين الأوائل، فقد حضرت ثورة الحسين، ووفاء العباس، والمختار، وشيبة بن مظاهر الأسدي، وجنون عابس، مع حشدنا المقدس ليهتفوا: هيهات منا الذلة.
معسكر الحق والفضيلة بقيادة المرجعية الرشيدة، وحشدها الكفائي يخوض الآن حرباً، ضد معسكر الباطل والرذيلة لعصابات داعش، إنما إمتداد لمعركة بدر( الفرقان الأكبر)، ليشاهد العالم بأُم عينيه، أن الحشد يكتب للأجيال حقيقة النصر الرباني، وبالمقابل ما يحدث لحزب الشيطان، الذي يمرر الأكاذيب لأنهم فئة مهزومة، كزيف لحاهم القذرة وكأشياع بدر الأولى، أما الحشد فقد بات كالبحر اللُجي ّ، سماوي مقدس دائم الحضرة والحضور، لأنه دائما ما يهتف: لبيك يا حسين. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات