17 نوفمبر، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

معركة الموصل وتهديد الميليشيات الايرانية  

معركة الموصل وتهديد الميليشيات الايرانية  

تقترب معركة الموصل ، وتتصاعد التصريحات وتهديدات الميليشيات الايرانية، التي تتغطى بمسمى الحشد الشعبي ،بإصرارها على المشاركة في المعركة المرتقبة ،لأهداف وغايات واجندة إيرانية واضحة، بل بتوجيه ودعم وإشراف ايراني ،من الحرس الثوري وقاسم سليماني شخصيا، فلماذا هذا الاصرار الايراني،وماهي أهدافه ونتائجه وتداعياته على معركة الموصل، وأهل الموصل، ابتداء التهديدات الوقحة ،التي اطلقها رئيس ميليشيا بدر هادي العامري وقيس الخزعلي زعيم ميليشيات عصائب الباطل، هي تهديدات للرافضين دخول الحشد الشعبي الطائفي، الذي يقوده العامري والخزعلي ،وهم أهل نينوى وعشائرها ، ومجلس محافظة نينوى، ونواب ووزراء نينوى في الحكومة والبرلمان، وكل صوت عراقي شريف،يدرك الاهداف الانتقامية والطائفية التي يتوعد بها الخزعلي والعامري اهل نينوى، لذلك فإصرار هذه الميليشيات هو له ما يبرره بالنسبة لهم ، من ناحية تنفيذ مشروع ايران الفارسي ، وهو مشروع انتقامي طائفي لحقد متوارث ، يجب ان تدفعه نينوى واهلها، كما دفعته من قبل صلاح الدين والانبار، والان الفلوجة وغدا الموصل ،للمواقف البطولية والوطنية في حرب القادسية الثانية ،التي تجرع خميني المقبور كأس السم الزعاف بيده ،على يد رجال العراق الميامين، هذا اولا ، وثانيا ، أن إصرار العامري والخزعلي وكلابهم المسعورة، وصراخهم وتوعدهم (بالسحق بالاقدام والقتل ) ،لكل من يرفض دخول الحشد في معركة الموصل ، هو رسالة واضحة تخويفية، لمن هم معهم في( العملية السياسية) العرجاء الفاشلة، ممن يشاركونهم، 
الفساد والفشل وقتل الشعب وتهجيره وحرق بيوته، والدليل أننا لم نشاهد او نسمع ،ولو ردا خجولا على تصريحات وتهديدات الخزعلي والعامري، وهذا يؤكد أن الرسالة وصلت لهم وعليهم السكوت ،ويكشف ايضا النفوذ الكبير والترهيب وسطوة الميليشيات على الطرف الضعيف المهمل والمهمش في العملية السياسية وهو (المكون السني)، ويفضح ضعف العبادي وتواطؤه معها وخوفه من سطوتها، وارضاء لضغوط ايرانية واضحة عليه، وبهذا تكون الضغوطات الايرانية والقرار الايراني ،هو السائد والنفذ في العراق والذي تستند عليه الميليشيات ،في تهديداته للبرلمانيين والوزراء والحكومة ،عندما تتعارض مصالحها معهم ،وشاهدنا كيف رفض هادي العامري رئيس ميليشيا بدر قرار حيدر العبادي اعفاء المفتشين العامين قبل ايام، وهكذا تأتي تصريحات ميليشيا بدر والعصائب وابو مهدي المهندس لمن يرفض المشاركة في معركة الموصل ، تماشيا وتنفيذا لقرار ايراني وضغط ايراني واصرار ايراني في المشاركة ، ولكن ما هي تداعيات المشاركة ونتائجها ، نعتقد ان دخول الميليشيات بهذا النفس الطائفي الكريه ، والاصرار الوقح ، يحمل نتائج كارثية ، ان الميليشيات ستنتقم شر انتقام من اهل الموصل ، اقسى مما حصل في تكريت وبيجي والبوعجيل والصقلاوية والمقدادية والفلوجة ، وهذا ليس متوقعا ،بل مؤكدا ، والسبب هو اعلان اهل الموصل واصرارهم على رفض مشاركة الحشد  الطائفي ،في معاركها مع تنظيم داعش ،وفرحتها بهروب جيش المالكي الجبان مع قادته الخونة ،وتسليم الموصل لتنظيم داعش ،الذي طرده بالهورنات وعددهم يزيد على ال500عنصر يستقلون بيك آب ، لهذا تريد الميليشيات أن تثأر لهزيمة جيش المالكي ،من اهل نينوى ،وليس من داعش، الذي فشلت في مواجهته في كل مكان، لولا طيران التحالف الامريكي، ومعركة الفلوجة مثال قريب ،لفشل هذه الميليشيات التي (تهمبل فقط ).
 امام بقوتها الفارغة الا على المواطنين الابرياء وحرق وتفجير دورهم بشجاعة الجبان، والتي فشلت من دخولها ،منذ اكثر من سنتين ،رغم الحصار الشديد والبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية الثقيلة ،التي تسقط يوميا وعلى مدار الساعة فوق اهلها الابرياء،ولكن معركة الموصل سيكون لها تداعيات كبرى ،اذا ما دخلت هذه الميليشياتن ستحصل مجزرة انتقامية لاهل نينوى، لاسيما وان جل هذه الميليشيات التحق بها وجاء لينتقم ممن كان يسكن في نينوى ممن هجرته داعش وهؤلاء يهددون من الانتقام من اهل نينوى وليس من داعش، وكان يسكنون في تلعفر وسهل نينوى والرشيدية والكبة وشريخان والكوكجلي وبازوايا وقرى ونواحي نينوى ، ممن تضرروا وفقدوا ممتلكاتهم ودورهم واموالهم ، ونحن لاننكر تضررهم وتهجيرهم، ونشاطرهم الالم ونتمنى معاونتهم في استرداد ما فقدوه ، ونحن مثلهم تهجرنا وفقدنا ما فقدوا ومعهم الان نازحون، نعاني ما يعانون، ولكن الانتقام باسم الطائفية واستهداف الابرياء بعد التحرير أمر نتوقعه ونتخوف منه ، لانه سيكون شرارة الحرب الطائفية، والنعرات الطائفية التي ستعيش معنا طول الزمان ، والمطلوب التفريق بين داعش واهل نينوى الذين تضرروا وتبرأوا منه ،إن مشاركة الميليشيات فرصة لاشعال حرب طائفية لايريدها اهل الموصل تؤسس لحرب طويلة ،وهذا سبب رفض الموصل ، ولكن نرى ان اهداف الميليشيات تتعدى هذا بكثير فالميليشيات لاتريد تحرير نينوى الا للسيطرة عليها واخضاعها لولي الفقيه ،وتشيعها من خلال اعادة المهجرين من اهل تلعفر وحواليها وسهل نينوى واطراف الموصل ، وتوطين الالاف من الايرانيين معهم ممن دخلوا في حشود الزيارة المليونية بدون تاشيرات وجلهم افغان وباكستانيين وايرانيين ، ضمن برامج واجندة ايرانية معلنة، كما حصل في جرف الصخر وقرى واقضية ديالى وآمرلي والانبار وبيجي وتكريت ، هناك تطهير طائفي باجندة ايرانية وتنفيذ ميليشاوي وتواطؤ حكومي عراقي، وهذا ما يفسر اصرار ايران وميليشياتها مشاركة الحشد الشعبي الميليشياوي في معركة الموصل .
 وتهديدات قادة الميليشيات ،بالقتل لكل من يرفض، ماذا بقي من (هيبة العبادي وحكومته) اذا زعيم ميليشيا يهدد المسؤولين بالقتل اذا رفضوا المشاركة ، اليس هذا ابشع صورة للارهاب الذي تمارسه الميليشيات وقادة الميليشيات ضد من يعارضهم في العملية السياسية وخارجها ، كيف يكون شكل ارهاب اذا لم يكن تصريح العامري والخزعلي والمهندس معناه ، نحن في دولة ميليشيات ، ولايوجد من يستطيع ردع هذه الميليشيات ، لان ايران ورائها وتقودها ، فلا البرلمان الهزيل ولا العبادي الاضعف الفاشل من يستطيع ردعها وايقافها عند حدها، وهو من شرعها وطبل وزمر لها ارضاء لاسياده في طهران ، ولذا ستشارك الميليشيات رغم انف العبادي وسليم الجبوري الذي اعلن من مخمور رغم انفه مشاركة الحشد الشعبي في المعركةخوفا من ان يعتقل في طريق عودته الى بغداد ، نعم سيشارك الحشد الشعبي وميليشياته بقوة ايران وضغط وتهديد سليماني، وستخضع امريكا وتوافق مرغمة لضغوط ايران كشرط لتنفيذ اجندتها ومصالحها في العراق وفي تحرير الموصل وتخادم الطرفين ، لاسيما وان ادارة اوباما ،لايهمها كم سيقتل، من اهل الموصل وابرياء الموصل على يد الميليشيات ،وكم جامع ومسجد سيفجر وكم بيت وعمارة ستفجروتحرق ، وكم وكم وكم ،تماما وربما اكثر مما حصل من ابادة جماعية في الصقلاوية واطراف الفلوجة وداخلها، معركة الموصل تحمل في تداعياتها الكثير المشؤوم ، 
لان الاطراف التي ستشارك في دخولها، كل منها يحمل اجندته، التي تخص طائفته وقوميته ومذهبه ،وبرنامج حزبه واهدافه السياسية المستقبلية، وهذا هو سر تخوف اهل الموصل ،من مشاركة قوات وميليشيات غير رسمية ، هدفها الانتقام الطائفي لا أكثر ،  ولكن يبقة تهديد العامري والخزعلي ايذانا بحرب طائفية على اهل الموصل ، وتحديا وقحا لمن رفض واعترض وطالب بعدم مشاركة الحشد الشعبي لهذه الاسباب، وهي تخوفات منطقية ، هدفها حماية كل طوائف واقليات نينوى بعد التحرير ،واشاعة التعايش والسلم الاجتماعي ، وتوحيد الجهود لاعادة ما دمره اشرار داعش من خسائروسرقة ممتلكات المهجرين من مسيحيين وغيزيديين وتركمان شيعة وسنة وغيرهم ممن تضرر منهم ، نحن نحتاج واقع صحي وتعايش اجتماعي بلا عقد طائفية ، وحل المشاكل بطرق سلمية طبيعية ، تتولاها العشائر ،بعهود ووثائق وتعهدات رسمية، لفرض الامن والاستقرار في المناطق ،التي تعرضت للاستباحة، من قبل تنيظم داعش الاجرامي،وهو زائل لامحالة ، والميليشيات ايضا ستزول يوما قريبا، وتبقى الاقليات والعشائر متصاهرة متعايشة باخوة وسلام، وهذا ما لايريده ارباب ايران واتباع ولي السفيه ،هم يريدون احراق العراق من اقصاه الى اقصاه ،طائفيا وعرقيا وقوميا، ألم تؤجج ايران وتصب الزيت على النار في كردستان العراق، وتعمل على تفريق الاحزاب الحاكمة ونجحت ، لاحداث اقتتال واحتراب عسكري فيما بينها، لزعزعة امن واستقرار كردستنان ، وهكذا هي لا تريد العراق الا محترقا طائفيا وفي حروب طائفية وقومية وعرقية …لهذا كله تصر على مشاركة ميليشياتها، في معركة الموصل ،لتنفيذ اجندتها الجهنمية في الموصل ،وتؤسس لها موطيء قدم هناك ،هذا هو سر اصرار مشاركة حشدها الميليشياوي في معركة الموصل المرتقبة ….. 

أحدث المقالات