8 سبتمبر، 2024 3:14 ص
Search
Close this search box.

معركة الموصل … صفحات بين العد والمد ؟!! 

معركة الموصل … صفحات بين العد والمد ؟!! 

يمكن وصف ما حققته القوات الامنية ، وبمساندة فاعلة من متطوعي الحشد الشعبي ، في معارك تحرير الفلوجة ، بانه انتصار حقيقي ، وانه بداية المواجهة المسلحة مع التنظيم ، لانها تعد المعقل الرئيسي للتنظيم ، واول مدينة تسقط بايدي التنظيم الارهابي في كانون ٢٠١٤ ، لذلك عملية تحرير الموصل لن تكون سهلة ، وذلك لان الموصل اكبر من الفلوجة بخمسة أضعاف ، اذ سكانها ما يقارب مليون ونصف المليون ، مقارنة بسكان الفلوجة والذي لا يتجاوز ثلاثمائه الف ، كما ان الحواضن في الموصل كانت عاملاً مساعداً في ارتكاز وانتشار الدواعش في المدينة . الفلوجة لأتقل أهمية عن الرمادي او بقية مدن الانبار ، ولا تقل أهمية عن الموصل ، الا ان عملية تحرير الفلوجة هي مفتاح تحرير الموصل ، كونها تعد  نقاط الارتكاز والمعقل الرئيسي لمؤيديه وحواضنه ، كما تعد الرابط بين الموصل شمالاً والرقة غرباً ، وممر آمن للدعم اللوجستي والبشري لداعش ، لذلك فان عملية تحرير الفلوجة أعطت زخماً كبيراً بس عملية الاستعداد لتحرير الموصل ، ولكن مع كل ذلك ،فان معركة الموصل لن تكون سهلة ، ولن تكون بالشكل الذي تكون عليه معركة الفلوجة ،سواءً من القوات الامنية والحشد الشعبي ، او من تنظيم داعش ، والذي سيسعى الى تغيير خارطة المواجهة مع القوات الامنية ،وقد يلجأ لأسلوب جديد في مواجهته المقبلة ، وذلك لانه خسر جميع المدن والمناطق في البلاد ، اذ من المرجح ان يلجأ الى حرب العصابات ، وحرب المدن لتنفيذ هجمات خاطفة ، ومن ثم الهروب والاختباء في أماكن نائية ومعزولة . 
ان تنظيم داعش بدا في نهايته ويسير نحو إنهاء وجوده كلياً سواء في الساحة العراقية او السورية ، ولكن يبقى التساؤل الملفت هو ما بعد داعش كيف ستكون الظروف خصوصاً في المناطق التي كانت ساقطة بايديهم ، الامر الذي يجعل كل الاحتمالات مفتوحة من ظهور مبدأ الثأر والصراع الداخلي لان بعض مسلحي داعش هم من هذه العشائر ، مما ولّد حالة من العداء بين السكان والعشائر في تلك المناطق وبين المسلحين من نفس المناطق تلك ، كما ان الفترة الأخيرة شهدت تراجعا للتنظيم وفقدانه لبعض مواقع سيطرته، إذ خسر سدا استراتيجيا يقع على نهر الفرات شمال سورية وبخسارة داعش للفلوجة ، يكون التنظيم تلقى هزيمة كبيرة تجعل القوات العراقية “أكثر شجاعة وقوة”، ناهيك عن الخسائر التي تكبدها داعش، تؤكد تراجع قوته العسكرية، فقد خسر اكثر من ٦٠ ٪‏ من الأراضي التي بسط عليها السيطرة في العراق ، وهذا لا يعني نهاية هذا التنظيم الذي أوجدته القوة الإقليمية والدولية لإيجاد حالة التوازن في المنطقة امام تنامي قوة ايران العسكرية والنووية ، وإيجاد خطوط منع عن سوريا والعراق ولبنان نهائياً ، وهذا ما يكشف سر المخطط الكبير التي من اجلها وجد داعش على ارض العراق ، كما انه سيبقى مسوغاً واضحاً في اعادة انتشار الجيش الامريكي في العراق وتدخلها في المنطقة ، وهذا ما يرغب به ساسة البيت الأبيض ، لان اصل خروجهم من العراق كان ليس بإرادتهم ، واستخدامه كاداة وقت يشاء الغرب والدول الإقليمية ، وربما يعاد نشره في الدول الشمالية (ليبيا ، وتونس وبلاد المغرب العربي ) ، ويكون هو راس الحربة في صراع إقليمي تدخل فيه المذهبية السياسية كمادة للصراع . 

أحدث المقالات