23 ديسمبر، 2024 11:53 ص

معركة الموصل سترسم ملامح المرحلة القادمة

معركة الموصل سترسم ملامح المرحلة القادمة

بعد احتلال الموصل من قبل  تنظيم داعش الارهابي بتاريخ 9-6-2014 وما تبعه من انهيار مخيف للمؤسسة العسكرية العراقية وتمدد هذا التنظيم بشكل سريع وغريب واستطاع السيطرة على معظم الاراض التي يسكنها العرب السنة في الانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك بطريقة دراماتيكية تعكس حقيقة النية المبيتة لاحداث تحول كبير في بناء العملية السياسية في العراق
ولا ينكر ان السياسة التي اتبعتها الحكومة السابقة والتي امتدت فترة حكمها الى ثمان سنوات كانت تمثل احدى اسباب ما حدث بالاضافة الى غياب الرؤية السياسية لقادة المكون السني واليأس المطبق الذي وصل اليه اهالي تلك المناطق في امكانية الاستمرار في العيش تحت ظل الدولة العراقية لما عانوه طيلة السنوات التي اعقبت سقوط بغداد عام 2003وعوامل خارجية وداخلية وارادة دولية واقليمية استثمرت العوامل الداخلية من اجل احداث حالة من الفوضى والارتباك لتمرير مشاريع يمكن ان تمنحهم موطئ قدم داخل المشهد السياسي الداخلي للعراق كل هذا اوصل العراق الى ما حدث في ذالك اليوم المشؤم يوم احتلال ثلث مساحة العراق من قبل تنظيم  متطرف كانت نتيجته خسائر فادحة في الارواح والاموال والبنى التحتية والخسائر لا تزال مستمرة 
وبعد تشكيل حكومة العبادي التي ولدت من رحم تغيير واضح في الخريطة السياسية ضربت فيها كل التوقعات حين تولى معصوم رئاسة الجمهورية والجبوري رئاسة البرلمان وابعد المالكي الذي حصل على المرتبة الاولى في الانتخابات 
ان نقطة التحول بدات من ذلك التاريخ الذي اعقبتها تغيرات سريعة وغير متوقعة 
ومسيرة التغيير هي الاخرى تعرضت الى معوقات وحواجز ومطبات تسببت بحدوث تغييرات وتحولات تكتيكية وانية لكن بقي اتجاه البوصلة ثابت ويتجه نحو الهدف الذي رسم له 
 
تحرير الفلوجة فتحت الباب الاخير نحو التحول
ان ما حدث في معركة الفلوجة لا يجب ان يدرس على انه انجاز عسكري فحسب 
ان الانجازات السياسية التي تحققت في معركة الفلوجة ربما تفوق الانجازات العسكرية فالتوقيت الذي اختير لهذه المعرك وسرعة الانجاز واستمرار الانتصارات دون توقف اعطت للسيد العبادي فرص لا تكرر في اعادة قبضة  الدولة على زمام الاموروتوجيه دفة الاحداث بما يمكن ان يصحح مسار العملية السياسية بالرغم من ان العبادي لا يزال ضعيف على مستوى التحالفات السياسية لرصينة ولا يزال غير بارع في بناء تحالف سياسيى عابر للمسميات التي بنيت عليه الخارطة السياسية السابقة ويجعله متردد في احداث قفزات نوعية تجعل منه محور ومركز لالتقاء المشاريع المؤمنة بضرورة التغيير 
معركة الموصل ستحسم الجدل حول مستقبل العراق
ان الدولة العراقية متمثلة بالسطة التنفيذية (حيدرالعبادي) والسلطة التشريعية (سليم الجبوري) والسلطة القضائية  (مدحت المحمود) امام تحدي كبير يمكن له ان يرسم مستقبل جديد للدولة العراقية 
فحسم معركة الموصل سيعطي للعبادي فرصة لبناء جيش عراقي حقيقي يفرض هيبة الدولة ويحيد كل المسميات الاخرئ
وعلى مدحت المحمود ان يحسم معركة البرلمان باسرع وقت والنتيجة اصبحت واضحة بانها لصالح سليم الجبوري قانونيا 
والاخير اقصد سليم الجبوري عليه ان يحسم معركة التغييرات الوزارية وجمع البرلمان للتصويت على الوزارة الجديدة
وبهذه الطريقة ستكتمل اركان الدولة العراقية الجديدة وكل ما سيعقب هذا السيناريو سيكون قابل للحل مهما كان معقدا 
هذا السيناريو بالمجمل يرتبط بشكل مباشر بمعركة الموصل والنتائج التي ستترتب على هذه المعركة والتي ستحضى برعاية ومراقبة ومتابعة اقليمية ودولية ستجعل منها معركة القرن