10 أبريل، 2024 2:49 ص
Search
Close this search box.

معركة الموصل ، نصر بطعم الهزيمة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

اليوم أو غدا ستنتهي معركة الموصل، في ساحليها الايس والايمن ، ويكون تنظيم داعش قد إنتهت (كإسطورة ) الى الابد، نعم أسطورة في القتل والخراب والدمار والوحشية التي لاتضاهيها أية وحشية في التاريخ على الاطلاق،ولكن ما خلفته المعركة ،إن كان بفعل تنظيم داعش الاجرامي، بالتفجيرات والمتفجرات والانتحاريين والمفخخات وغيرها،أو على يد طيران التحالف الدولي والعراقي، والصواريخ الغبية والمدفعية العشوائية والدبابات العراقية ، يفوق وحشية داعش واجرامه بكثير ، إذ لايمكن تقدير عدد الشهداء(عوائل بأكملها مازالت تحت الانقاض)،أو تدمير العمارات والابنية والبيوت على ساكنيها ، وتدمير جميع، أكرر جميع الأبنية والمباني الحكومية وجوامعها ومساجدها وكنائسها ومدارسها في الايسر والايمن ،معركة الايمن لم تبق حجرة على حجر لم يدمر ، بإختصار شديد الساحل الايمن، وخاصة الموصل القديمة قلب الموصل، عبارة عن (تراب في تراب فقط) ، لايوجد بناء في كل الاحياء ،التي قاتل فيها الجيش والشرطة من بيت الى بيت مع داعش، والجثث المطمورة تحت انقاض البيوت تزكم الانوف وتنذر بكارثة وبائية كبيرة في المدينة ، فأين يكمن طعم النصر ، وأهل الموصل بين قتيل وجريح ومطمور تحت الانقاض ومهجر ونازح وجائع مشرد ،هل هزيمة وطرد تنظيم داعش من المدينة، يقابلها ثمن كهذا الذي نراه في خراب ودمار الموصل ،لا أعتقد مدينة كالموصل ،في التاريخ تعرضت الى الابادة الجماعية قتلا وتهجيرا ودمار وخرابا كالموصل،نعم أهل الموصل فرحون جداااا بإندحار وهزيمة داعش، لانهم وحدهم من عاش وذاق طعم الاذلال والقتل والذبح والاعتقال على يد داعش، وقد قدمت بظرف سنتين ونصف من سيطرة داعش ، أكثر من عشرين الف شهيد ذبحهم داعش نحرا بسكين الظلم والوحشية بإسم (دولة على منهاج النبوة) ولا أعلم أية نبوة بائسة تقبل ذبح المسلم البريء (لانه شرطي أو جندي) ، المهم نعم الناس فرحون لانهم تخلصوا من أبشع فترة ظالمة وأشرس وأوحش تنظيم عرفه التاريخ وهو داعش، ولكن هناك غصة كبيرة في حلق أهل الموصل ، أن مدينتهم دمرت بالكامل على قتلة ومجرمين لم يراع حرمة الطفل والمرأة والشيخ المريض،نعم نصرعظيم هو التخلص من داعش، ولكنه نصر بطعم الهزيمة الانسانية ، لان من هزم داعش ،لم يستطع الحفاظ على أرواح الناس والعوائل وهي تهرب ،من بطش داعش ،أو على الابنية الحكومية ،والجوامع والبيوت ، إن لم يشارك في هذا التدمير،مرغما كي يقضي على عناصر داعش، نعم نسبة التدمير عالية لايمكن تقديرها أبدا ، ولكن السؤال الملح، من سيعيد بناء هذه البنى التحتية ، ومن يعيد بناء بيوت المواطنين ، ومن يخلي جثث الاف المواطنين وهي تحت الانقاض لحد الان ، أين الامم المتحدة ومنظماتها ا لاغاثية ، أين ضمير العالم المتحضر كذبا ، من يراه من هول ما حل بالموصل واهلها، ولماذا هذا التجاهل والاهمال في مواجهة ما خلفته معركة الموصل ، مازال الفارون من داعش يبحثون عن مأوى ، وهم في هياكل في الايسر بلا طعام واغذية ومستلزمات صحية ، وبلا رواتب ، والاهمال الحكومي والتقصير، يرتقي الى جريمة تقترفها الحكومة المحلية والمركزية، والاحزاب المتنفذة الحاكمة، ونحن نرى الجيش والشرطة والمواطن الموصلي، يعيدون صنع التاريخ ،في القضاء على تنظيم داعش وهزيمته ودحره الى الابد ،نعم الموصل تعيد كتابة التاريخ وصناعته بدم ابنائها وشهدائها وبطولة جيش العراق ، نيابة عن العالم كله ، نعم فإنهاء دولة الخرافة على يد أبناء العراق في الموصل ،لهو مجد عراقي يضاف الى أمجاده، الموصل بكل تأكيد تبني حضارة جديدة تضاف الى حضارات العراق الاشورية والبابلية والسومرية والاكدية ، إن الموصل ليست بانية الحضارات بل صانعتها وكاتبة تاريخها، وهكذا فدحر داعش ودولة خرافته ،هي إنعطافة نحو تاريخ جديد وعصر جديد ، خال من التطرف والطائفية ،وعابر لها ، ومحارب لها ، قاتل اهل الموصل تظيم داعش لوحده ، وتحمل وحده بطش داعش واجرامه ، لكي يعود لنا إخوة أعزاء وأشقاء، طردهم داعش من المدينة تحت خزعبلات ، نعم لابد أن يعود كل من هجره وطرده داعش، من المدينة ،الى بيته معززا مكرما ، لامًنَّة من أحد ،ولكم حقا من حقوقه ، على إنه هو أهل الدار ، نعم لابد ان يعود المسيحيين كلهم ،لأنهم هم أصل الحضارة وبناة العراق في كل العصور، ويجب أن يعود الاخوة الايزيدية الى ديارهم، فهم أكثر من ظلم وأذل وطعن بشرفه (شرف كل العراقيين)، ويعود الاكراد والتركمان والشبك وو كل من نزح وتهجر، ولا قيمة للموصل ولا طعم للنصر ،إلا بعودة هؤلاء جميعا،لا طعم للحياة بلا هؤلاء ، ولايبنى العراق إلا بهؤلاء ،نعم النصر منقوص وفاه بلا ملح،بلا عودة المهجرين والنازحين الى الموصل ، نعم الاعمار سيعود لكل ما دمره الاشرار، سيعمره الاخيار من اهل نينوى ،ولكن تبقى المسئولية التاريخية والاخلاقية على الحكومة والامم المتحدة ،ودول التادحالف التي شاركت في التدمير وإحتلال العراق ،وكانت سببا بظهور تنظيم داعش والميليشيات التي تعيث فسادا وقتلا بالعراقيين منذ عام 2003 وليومنا هذا ،اليوم تتجه أنظار العالم كله الى الموصل بوصفها رمز عراقيا وعربيا تعرض الى إبادة جماعية ، ووقف بوجه الارهاب الذي صنعته أمريكا وأيران وإسرائيل بأيديها لتقسيم وتدمير المنطقة، ثم انقلبت عليها ، وأصبحت عبئا عليها وعلى مستقبلها ومستقبل مشاريعها الاستراتيجية في المدى الطويل ، لا بل أصبح تنظيم داعش والميليشيات يؤرق العالم كله ويهدد امنه واستقراره، وهكذا ستشرب هذه الدول من نفس الكأس المر، الذي شربه العراقيون بسببها ، إنتهت حقبة داعش في العراق ،نعم ولكن من انهاها هم من تجرع سمها ، سيسجل التاريخ أن من دحر وهزم تنظيم داعش هو من إكتوى بنارها، وسيجل التاريخ عارا على من أوجدها ومولها وسهل دخولها المدن التي سيطر عليها داعش وقتل اهلها ، بهذا تكون صفحة داعش إنطوت الى الابد على أبناء المدن التي حاربت ولفظت داعش ، ولا فضل لأحد غيرهم ، حيث تتجه المعركة الان الى أماكن أخرى ، ربما الى حرب عالمية ، وهو ما يفسره التحشيد الامريكي والاعمال العسكرية ، التي تقوم بها داخل العمق السوري،وعلى الحدود العراقية –السورية ، مما ينذر وسط تعقيدات وأزمات عربية –عربية ، وأزمات دولية بين أمريكا وحلفائها ، وبين إيران وتركيا ورسيا وقطر، وما إحتقان الاوضاع وفشل المساعي وتوترها، بين قطر والدول الخليجية، إلا نذر شؤم لإنطلاق حروب أخرى، في غنى عنها المنطقة ، بل ستدمرها وتقضي على آخر أحلامها ، وسيكون الرابح الاكبر هو إيران وإسرائيل، والخاسر الاكبر هي الدول الخليجية وسوريا ، نحن الان أمام خيارين لاثالث لهما ، إما حرب عالمية ثالثة وهي الاكثر إحتمالا ، أو الذهاب الى تفاهمات وتنازلات وتوافقات لتقسيم كعكة الهيمنة على الرق الاوسط بين روسيا وحلفائها وبين امريكا وحلفائها ، ومن ثمرة هذا الانتصار، هو الثمن الذي دفعه اهل الموصل، بهزيمتهم داعش في معركة الموصل ، إذن من أهم نتائج معركة الموصل ، هو الدمار الكامل والخراب الكامل وقتل الالاف من أبنائها ،والذين يقدرون الى الان اكثر من (50،000 ) شهيد، مقابل أن تهزم داعش، وتقطف دول التحالف وايران وروسيا ثمرة النصر ، فأي نصر هذا الذي يكون بطعم الهزيمة المرة ، أمام الدماء الطاهرة، لاطفال ونساء وشيوخ وشباب أهل الموصل ، بعد تدمير مدينتهم وخرابها ،وتركها كومة حجر في مهب الريح ، لعن الله على هكذا نصر، تزهق فيها الارواح البرئية ، وتدمر فيه المدن على أهلها ، ولعن الله على من كان السبب ،في كل هذا الخراب والدمار ،معركة الموصل نصر بطعم الهزيمة ،هكذا تتمجد الدماء العراقية في وحشية العدو …..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب