تعيش مدينة الموصل ،بعد هروب جيش المالكي وقادته منها، تاركا أسلحته ودباباته وطائراته ومدفعيته وهمراته والياته في مشهد الانسحاب العار الفوضوي أمام مسلحي الدولة الإسلامية والذي وصفهم محافظ نينوى (وقال إن عددهم لا يتعدى أربعة آلاف مسلح) ،وضعا مأساويا حقيقيا ،وهي الآن بكل المقاييس مدينة منكوبة ،وذلك بسبب هجرة وتهجير أكثر من نصف مليون مواطن منها إلى إقليم كردستان أو المحافظات الجنوبية ،وانقطاع الماء و الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يوميا ،و قيام طائرات المالكي الإيرانية-السورية بقصف وحشي للبنى التحتية للمدينة كالمدارس والجوامع والأسواق ومحطات الكهرباء ومشاريع الماء الرئيسية والمدارس وطوابير المواطنين الذين يتسلمون رواتبهم التقاعدية وغيرها ،وقتل المئات من المواطنين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب كما حصل في مجزرتي شاطئ دجلة حيث تم استشهاد أكثر من عشرين شابا يسبحون في النهر ،ومكاتب صيارفة في البورصة وجوامع العياضية ومستشفى الموصل ،ورواتب عمال بلدية الموصل ،عدا قطع رواتب عشرات الآلاف من موظفي وعمال المدينة ومنذ شهرين ،أليست هذه حرب حقيقية يدفع ثمنها أهل نينوى ،يشنها المالكي وطائراته على المدينة وأهلها منذ شهرين ،بحجة محاربة المسلحين فيها ،وهنا يسأل المواطن ،لماذا ادفع ثمن جريمة لم ارتكبها وهي جريمة هروب قادة المالكي وجيشه من المدينة وهم الأولى بالعقاب ،وليس أهل المدينة الذي يعاقبون جماعيا بحرب قذرة هي حرب الجبناء وهي قصف المدنيين ومشاريعه الطاقة والماء وقع أرزاقهم ،لا لسبب سوى ،فرحتهم بهروب جيشه المنهار الجبان وقادة جيشه الجبناء ومن اصدر لهم أمر الانسحاب والهروب من المدينة ،أليس من يهرب من المعركة جريمة يرتكبها ويعاقب عليها بالإعدام ، إذن وهنا بيت القصيد ،لماذا لم يحاسب المالكي قادته ويحيلهم إلى القضاء العسكري لينالوا جزاء هروبهم من المعركة ،أم أن الأمر فيه (إن)،نعم الأمر مريب وينطوي على مؤامرة حاكتها له اطلاعات في الحرس الثوري الإيراني ونفذها في نينوى ،ليحيل نينوى إلى (تراب) كما يصرح في مجالسه الخاصة الآن ،لقد صرح المالكي نفسه بعد يومين من هروب جيشه وقادته (إن محافظ نينوى اثيل النجيفي ) قاد مؤامرة بالتنسيق مع المسلحين من الدولة الإسلامية ضد جيشه ،في حين أعلن محافظ نينوى أن المالكي هو من اصدر أوامر إلى قادته للانسحاب فيما اسماها بال(الخطة رقم ب) ،والتي تشير إلى الانسحاب والهروب وتسليم المدينة للمسلحين ،وفعلا تم تنفيذ الخطة (ب)،من قبل علي غيدان ومهدي الغروي وقائد الفرقة الثالثة الاتحادية وهكذا سلمت المدينة (وانسحب جيشه كما يزعم في الخطة ب)،فما هي الخطة (ب)،هي خطة انسحاب لإيقاع(العدو كما تزعم الخطة في فخ الدخول للمدينة )،وبعدها يمكن تدمير المدينة لهذا السبب فيما بعد ،وتم ذلك فعلا عندما صرح (أبو الوليد قائد عمليات الجزيرة) الذي حشد آلاف من الميليشيات والقوات للهجوم على الموصل من مطار تلعفر فجر يوم الخميس ،ولكن فشل الهجوم المزعوم وهرب أبو الوليد بجلده إلى سنجار وسلم نفسه للبشمركة كما سلم قادته من قبل ،بعد أن قدم ضحايا لا يعلمها إلا الله في معركة مطار تلعفر وما أدراك ما معركة تلعفر ،حيث لم يستطع جيشه وميلشياته أن تخرج شبرا واحدا من المطار رغم الإسناد الجوي والمدفعي واللوجستي ،اليوم تتناقل الأخبار أن المالكي قرر الهجوم على الموصل ،وخصص (100 مليون دينار لهذه المعركة ،فمن أين له الجيش الذي سيقاتل و(يحرر الموصل)،وكيف يحررها وجيشه العرمرم ال(120الف مقاتل هرب منها بليلة ليلاء )،هنا سنشرح لكم كيف سيحرر المالكي الموصل وبالتفصيل الممل،تشير أيضا الأخبار أن المالكي هيأ 200 عنصر من النخبة الإيرانية المدربة في إيران ووصلت هذه إلى مطار السليمانية قبل يومين ،مهمتها الهجوم السريع الخاطف على المدينة مستندة على حشد آخر يسبقها من (الهاربين من الجيش والشرطة من أهالي القرى المجاورة للموصل ،مع ميليشيات تم تدريبها في قرى سهل نينوى يقودها ويشرف عليها عضو البرلمان حنين كدو تعود لحزب الدعوة والعصائب وبدر ،والآن هي تلملم نفسها في قرى ومعامل سهل نينوى أي قرى الشبك ،مستغلين سيطرة البشمركة على هذه المنطقة ،يضاف إلى هذا الحشد صحوات المالكي الجديدة التي عجز عن تأسيسها زهير الجلبي قبل أحداث 10/9 وهي الآن بإشراف الفريق المهزوم وفيق عبجل السامرائي والنائي السابق مشعان الجبوري(كما سربت بعض الفضائيات هذه المعلومات وصفحات التواصل الاجتماعي) وناقل الكفر ليس بكافر…؟،يضاف الى هذا الحشد الحملة التي اطلقها محافظ نينوى اثيل النجيفي لتاسيس (كتائب الشباب او كتائب الانبياء ا واو ) والتنسيق مع حكومة المالكي لتوفير الدعم اللوجستي لهذه الكتائب علما ان النجيقي قد صرح يوم امس ان(لاعودة مطلقا لجيش المالكي وشرطته الى نينوى واهل نينوى يرفضون جيشه وشرطته بشكل قاطع)،ثم ننهي الخطة المالكية لتحرير الموصل المزعوم تصريح لمسرور البرازاني مسئؤل امن الإقليم وابن مسعود بارزاني رئيس الإقليم حيث قال بالحرف الواحد(إن البشمركة ينتظرون معركة كبرى مع داعش)،إذن السيناريو الآن اتضح أن الموصل ذاهبة الى معركة يقودها المالكي وضحيتها أهل نينوى ،حيث صرح كذاب بغداد قاسم عطا بالحرف (إن كل من لم يخرج من أهل نينوى فهو مع داعش)،أي بمعنى أن أهل نينوى تحت نيران طائراتنا وصواريخها وجيشنا وميليشياتنا وهو تحريض واضح على نينوى وأهلها ،ويستحقون القتل (خسئ هذا العلج ألصفوي الكذاب)،والمالكي بهذا يريد ان يحول الموصل إلى (حلب ثانية ) ،بنفس سيناريو بشار الأسد حليفه في قتل الشعب العراقي والسوري،نحن نقول أن معركة المالكي في الموصل ستفشل حتما ونحذره منها ،لسبب بسيط ونقول إن جيشا تعداده أكثر من مئة ألف هرب بدون قتال لا يستطيع الآن أن يسترد شرفه العسكري الذي تركه خلفه وهرب ،بجيش وميليشيات لا تتعدى الآلاف العشرة ،يضاف إليها الانهيار التام في المعنويات والانكسار النفسي الشديد الذي يعاني منه جيشه ،وكما يحصل الآن بهروب متطوعي (الحشد الطائفي الكفائي)،وتحويلهم إلى حطب في معارك ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر والانبار واقضيتها وغيرها ،نعم معركة المالكي في الموصل قادمة وبإصرار على ارتكاب حماقات أخرى وتقديم قرابين لمعركة هو يعرفها خاسرة مقدما ولكن شهوة السلطة والانتقام معا هي من يجبر المالكي وزبانيته وقادته الفاشلين على ارتكاب مثل هكذا حماقات في الموصل وغيرها من المدن الثائرة ضده منذ سنتين ..معركة المالكي في الموصل هي آخر المعارك الخاسرة قبل أن يغادر السلطة الدكتاتورية الطائفية غير مأسوف عليه بعد أن يحرق البلاد بالحرب الأهلية الطائفية ….