23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

معركة الفلوجة متعة عراقية

معركة الفلوجة متعة عراقية

يحق لنا الإفتخار بقواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي وحشد عشائر الأنبار، والقادة الميدانيين وسياسين ساندوا المعركة، ونبارك لشعب معظمه حشد للمعركة، إلاّ ما ندر او إندرج في خانة الدواعش والمتخاذلين، والمراهنين على فشل العمليات العسكرية لتمرير مبتغياتهم البائسة، ومن واجب التاريخ أن يُسطر بحروفه المضاءة؛ تلك البطولات التي لم يشابه تضحيتها شعب تطوع لرد شرف تحت وطأة الغرباء.
إرتفع آذان النصر بمساحد الفلوجة، وتعالت أصوات الغيث والخلاص من الإرهاب: “اليوم يوم المرحمة اليوم تُصان الحرمة”.وضعت القوات العراقية ومن خلفها شعب كبير، حجم سنوات من الهوان والذل والتعذيب وقهر الإنسانية والأخلاق، وتعاملت بمسؤولية إعادة الشرف التاريخي، وتحدي المصاعب والمكائد والتهويل الإعلامي، ووقوف أصوات داخلية وخارجية بذرائع المدنيين لإيقاف العمليات العسكرية؛ فما كان رد القوات العراقية؛ إلاّ الإستعجال بحسم المعركة، التي لم تتأخر أكثر من ثلاثة أيام داخل مركز الفلوجة.
تحمل الفلوجة بموقعها القريب من بغداد، والمُطل على عدة محافظات، ومن بُعد تأسيس الجماعات المسلحة المتطرفة، وقد أسست لها الدكتاتورية عشرات الجوامع والمنشآة الحيوية والأهمية الإستراتيجية، وإعتبارها أكبر قضاء من الناحية الإقتصادية؛ ثم كانت مركز عمليات القاعدة والجيش الإسلامي المتطرف، والمجلس العسكري وصولاً الى داعش، التي إعتبرت الفلوجة عاصمتها.لم يتوقع أحد أن تكون المعركة خاطفة، وقد أبهرت الصديق وفاجأت العدو، وراهن المتفرجون والطامعون والمنتظرون لفشل تجربة العراق الديموقراطية وتلاحم حشوده الوطنية، فكان شعباً عجيباً في أصراره وصبره وصموده؛ شعب هب شيب وشباب ونساء ورجال؛ مهاجمون في جبهات القتال وملايين شباب يغزون مواقع التواصل الإجتماعي؛ لإيصال رسالة إنسانية؛ مفداها أننا شعب سلام وحربنا للسلام، وها نحن نفتح الصدور عرات أمام وابل الرصاص؛ لإنقاذ الأطفال والنساء الهاربين من بطش داعش.
إن الفلوجة مدينة عراقية إغتصبها الغرباء، وكشفت القوات العراقية حجم البشاعة والخسة والنذالة والإنحراف التي يمارسها داعش بحق أهلها، وما أن هدأت أصوات الرصاص؛ حتى أُخرست الأصوات النشار التي تراهن على وهم داعش، وذلك التهويل لأنفاقه ومصداته وترسانته، ولم يظهر إلاّ عدو جبان يحتمي بالمaدنيين ويقاتل عن بُعد بالمتفجرات وتفخيخ المنازل، وتبخرت سياراته المفخخة وإنتحاريه؛ بمهنية القوات العراقية.
إنزاح ألم السنين، وإنجلت الغمة وعادت الثقة بين أبناء الشعب الواحد، وهرب آلاف المقاتلين بأحدث أسلحتهم، وفتح باب النصر قدرة القوات على إستعادة الموصل بوقت قريب.من معركة الفلوجة دروس كبيرة وإختبار لكل القدرات العراقية؛ حيث إستطاع الحشد الشعبي إستعادة ألاف الكيلومترات، وساند الحشد العشائري أخوته في الحشد الشعبي، وللشرطة الإتحادية دور كبير في إسترجاع أجزاء مهمة من مركز المدينة، ومعهم عمليات بغداد وجهاز مكافحة الإرهاب ومساعدة الأهالي، وخلفهم شعب يدعو بالنصر، ويُوصل المؤنة طازجة الى الخطوط الأمامية، وقُطِع رأس الإرهاب وغداً ستكون معركتنا في الموصل، وسينحسر الإرهاب من العراق والعالم، وسيعود الى سابق تأسيه في الصحاري والجحور، وهذه المرة لن يجد له مأوى في العراق، وسيعود الى دول حاضنة ومراهنة على وجوده، وما كانت المعركة إلاّ متعة عراقية، وإعداد الى منازلات عنوانها النصر للعراقيين والإنسانية.