قال الحسين بن علي عليه السلام:” النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ”.
الحسين بن علي عليهما السلام, هو حفيد سيد المرسلين, صلوات ربي عليه وآله, وهو خامس أهل الكساء, وهناك أحاديث كثيرة بحقه, ومن تلك الأحاديث, قال سيد المرسلين محمد (ص) وآله:” حسين منّي وأنا من حسين أحَبَ الله من أحَبَ حُسَيناً، حسين سبط من الأسباط”.
هل يحق لمن ينطق الشهادتين, أن يُقاتل من يرتبط حُبَه بِحُب الخالق؟؛ وقد كان رسول الباري, عليه أفضل الصلاة وأتَم التسليم, يُقَبَلُ الحسين عليه السلام مِراراً ويقول:” أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة ، أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة ، أنت الحجّة ابن الحجّة أبو الحجج تسعة من صلبك ، وتاسعهم قائمهم”.
بعد مبايعة الإمام الحسن عليه السلام بالكوفة, جَهَّزَ جيشاً لحرب معاوية, بعد إعلانه الخلافة الأموية في الشام, وكانت النتيجة الاتفاق على وثيقة, جاء في أحَدِ بنودها, “أن يكون الامر, للحسن(عليه السلام) من بعده, فإن حدث به حادث, فلأخيه الحسين (عليه السلام), وليس لمعاوية أن يعهد الى أحد”, صدق صلى الله عليه وآله وسلم, حيث قال:” إنّ ابني هذا سيد، وانّ الله عز وجل يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”.
بعد استشهاد الإمام الحسن عليه السلام, على يد زوجته جعدة بنت الأشعث, التي وعدها معاوية, بالزواج من ابنه يزيد, إن هي قامت بذلك, ليولي ابنه يزيد خليفة, ناقضاً المعاهدة التي عقدها, مع الإمام الحسن عليه السلام, ففعلت تلك المرأة فعلتها, وكانت النتيجة انها ماتت من الجنون, حيث نقض معاوية اتفاقه, ولم يزوجها يزيداً.
بعد موت معاوية بن أبي سفيان, أرسل ابنه يزيد, للحسين عليه السلام, أن يبايع وإن لم يفعل, فيقتل ولو كان معلقاً بأستار الكعبة, ليخرج الحسين عليه السلام, من مكة المُكرمة قاصداً الكوفة, بعد أن جاءته الكتب, “أن اقدم علينا, يا ابن أمير المؤمنين, فإن الناس ينتظرونك، ولا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل والسلام عليك» (الأسرار الحسينية / 281”.
كان الحسين عليه السلام, قد أرسل ثقته وابن عمه, مسلم بن عقيل, الذي خذله القوم, فاستشهد على يد أعوان يزيد, بعد قتال شديد, وسُجن بعض قادة الموالين للحسين (ع), أرسل والي الكوفة الأموي, زياد ابن أبيه, جيشاً بقيادة الحر بن يزيد التميمي, ليمنع الحسين عليه السلام, من دخول الكوفة, فسايره إلى أن نَزل ارض كربلاء.
حوصر ابن بنت الرسول, عليه الصلاة والسلام, ولكن الناس طُبعَ على قلوبهم, فحاربوا طاعة ليزيد, الذي أغدق عليهم بوعوده, التي لم يفي بها, كعادة أبيه في نقض الاتفاق.
ما أشبه اليوم بالأمس, حيث يبايع الفاسق والفاسد, ويحارب المُصلح والحكيم, من اجل حفنة من المال, او وعود بجاه أو وظيفة.