23 ديسمبر، 2024 2:14 م

معركة الطف تاريخ بشرية

معركة الطف تاريخ بشرية

أن معركة كربلاء  ..  لم تكن معركة ( حرب ) عابرة جرت أحداثها بين معسكرين أنتصر فيها جيش وخسر جيش أخر وسجّلها التاريخ في لحظة ما فأصبحت بين دفّتية نستذكرها  بين فترة وأخرى نستذكر ذلك الانتصارلطرف أو الهزيمة للطرف الثاني .
 
أن معركة كربلاء ..   كانت  تمثّل ( معركة ) مباديء وقيم وأخلاق بين معسكرين بل معركة كربلاء هي أمتداد حقيقي وتثبيت لتلك المباديء ( المباديء التي سنّها انبياء  الله ورسله الكرام ) والقيم والاخلاق الاسلامية  التي لم يكن الامام الحسين (عليه السلام ) يقبل ان يتنازل عنها وأن كانت باهضة الثمن ومكلفة بل كان الامام الحسين (عليه السلام ) وهو على يقين ( بنوع )تلك الاثمان  التي قدّمها قربانا كي تصان تلك المباديء الاسلامية السامية .
 
أن معركة  كربلاء  ..   أكّدت أن الامام الحسين (عليه السلام ) اثبت وبكل جداره أنه صاحب رسالة أنسانية عمّت بمفاهيمها كل أنسان مهما كان الاختلاف في الدين والمذهب  والقومية ومن خلال تتبع التاريخ الذي زخر بمئات الشواهد التي نطقها أو مثّلها اشخاصا لم ينتموا الى الامام الحسين ( عليه السلام ) لكنهم غرفوا من مناهل كربلاء حتى أرتوت افكارهم فحولوها الى مواقف من خلالها استطاعوا أن يغيّروا  وجهه تاريخ شعوبهم فكانت هذه القيادات محطّ أحترام وتقدير .
 
أن معركة كربلاء  ..   ومع الفارق الكبير  والشاسع جدا بين المعسكرين من ناحية ( الكمّ) فالمعسكر المنتصر (وقتيا) كان يمثّل كمّا هائلا يمتد ملء البصر فهو معسكر يتمتع بالجيش الجرّار صاحب عدة وعدد لكنه لم يستطع ان يمتد انتصاره لفترة طويلة صحيح الجيش انتصر في فترة ما انتصر في تلك المعركة لكنه فقد الاستمرارية استمرارية الانتصار وأن يحتفظ بها لفترة طويلة  ونقول صحيح ان جبهة الامام الحسين ( عليه السلام ) خسرت في تلك اللحظة التاريخة حسب المقاييس العسكرية لكنها ومع قلة العدة والعدد كان جانب الامام الحسين عليه السلام يتضمن ويحمل بين ثناياه  الانتصار أنتصار الاستمرارية لانه وبعد فترة ظهر أن المقاييس أنقلبت فأصبح  المنتصر خاسرا والخاسر منتصرا , لذا فالمقاييس العسكرية المتعارفة  في حسم المعارك يمكن أن تكون خاطئة ويمكن أن تأتي بنتيجة معكوسة حسب ما بيناه .