عندما تحررت الرمادي وازيحت سيطرة عصابات دعاش الارهابي عنها بان بشكل جلي ضعف هذا التنظيم الاجرامي، وانهارت معنوياته وخارت قواه، واتضح انه نمر من ورق جرت المبالغة في قواه ومنعته لاهداف وغايات في مقدمتها منع القوات الوطنية من اداء مهماتها والنيل من روحها المعنوية.
لم يصمد كثيراً وكرت سبحة المدن الواحدة تلو الاخرى طاردة العصابات الاجرامية شر طردة حتى انهم في كثير من المعارك لم يستطيعوا ان يدفنوا قتلاهم، وفروا كالجرذان ليصطادهم صقور الجو ويجعلوا منهم طعماً لحيوانات البراري.
الواقع ان القوات العسكرية والامنية والحشود المساندة لها لم تعد مثلما كانت سابقا عندما احتل داعش الارهابي ست محافظات في مؤامرة علنية، اليوم هذه القوات اكثر انسجاماً وزادت خبرتها من معركة الى اخرى وتحققت لديها كفاءة مشهودة ومحمودة يشيد بها المحفل الدولي.
من هنا فان القوات فتحت ثلاث جبهات في آن واحد في الشرقاط وجزيرتي هيت والرمادي تخوض غمارها بكل كفاءة واقتدار وعزم على تحقيق النصر السريع واعادة الامن والاستقرار بطرد الارهاب من كل الجبهات من هنا نقول ان معركة الشرقاط كانت ايسر على صعيد انجاز صفحاتها بهمة عالية ووقت اقل ومشاركة اوسع محصنة باتفاق تاريخي بين القوات المسلحة والبيشمركة في الاجتماع الذي عقد برئاسة الرئيس بارزني ومساهمة الولايات المتحدة.
ان المشاركة الجمعية للقطعات العسكرية بتسمياتها وعناوينها قطعا هي اسهام نوعي في المعارك وتقليص كلفة الحرب وطي صفحاتها بوقت مناسب والاهم من ذلك كله هو الدلالة على وحدة القوات الوطنية العراقية بمختلف وفصائلها ونبذ الفرقة والتنافس غير المسوغ.
المواطنون تلقوا اخبار اليوم الاول من المعارك بتحرير عشر قرى بفرح غامر وانعشت الروح المعنوية مرة اخرى ليس للقوات المشاركة في القتال وانما للشعب كله عندما تحررت الشرقاط خلال ثلاثة ايام ، وزيادة الامل بقرب خلاصه من سيطرة الارهاب على الارض والتحصن فيها وعرقلة تنميتها واعادة اعمارها.
هذه الانتصارات التي بشرنا بها انعكست ايجاباً ايضا على اهلنا في الموصل الذين تحركوا على قدر استطاعتهم في ضرب الدواعش الارهابيين الذين اعماهم الاجرام ونفذوا حملة اعدامات جديدة في محاولة لاجهاض التحرك الشعبي ضدهم عندما تقترب المعارك من المدينة.
واخذوا يشيعون الشائعات في محاولة لايقاف ظاهرة الهروب التي تفشت بين قوات داعش الارهابية حيث تشير الانباء الى انه في بعض المناطق لم يتبق الا من غرر به من الاجانب الذي لا يعرف جغرافية المنطقة وحوصر فيها..
ان كل الدلائل تبين ان معركة الموصل ستتميز بسهولة نسبية على خلاف ما ادعت او قدرت بعض القوى انها ستطول وان الارهابيين مستميتون في الدفاع عنها فالهروب لا يدل مطلقاً على ان هناك ارادة للصمود والقتال، وانهم لمسوا فشل هذا الاسلام المتطرف في بناء نظام اداري يستحق الدفاع عنه، فكان طوال سيطرته على المدن يحكمها بالحديد والنار ولم يقدم الى اهلها أية خدمات او اضافة بناء بل انه دمر ما موجود واعاد الحياة الى القرون الوسطى.
ان داعش الارهابية بنت باسلوب ادارتها ونمت عوامل حتفها بنفسها فهي حركة على الضد من السير الحتمي للتاريخ نحو الحضارة والتقدم وهاهم اهلنا في المناطق يتعاونون مع القوات المسلحة ويثقون بقدراتها ويستجيبون الى طلباتها، حتى ان اغلبهم التزموا بما وجهوا من عدم النزوح والبقاء في منازلهم ان العراق يمتلك كل مقومات الانتصار في المعارك المقبلة مع الارهاب حتى بعد نهاية سيطرته على الارض وسنرى بعض الخواصر التي تركت كيف ستسقط الواحدة تلو الاخرى وصولاً الى النصر المظفر في الموصل وبقية مدن الانبار.