” سلامٌ على نوح في العالمين”(صافات-89-)
أما بعد: لاتستطيع أن تبوح بكل مافي داخلك ؛ لأنهم إما يسرقونكَ ، أو يجادلونك، أو يهمشونك، ظنا منهم أنك ستضع حدا لضحكهم على ذقون المغفلين، فبُح بنفسك لنفسك، وبح للحقيقة،وبتعبير آخر هم يجادلونك من باب العقل، ويسرقونكَ من شباكِ العقل، وهذه طامةٌ كبرى لايشفع لك فيها ، قول أبي العلاء المعري:
ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشيا |
|
تجاهلتُ حتى ظُن أني جاهلُ |
ولا يشفع لك فيها قولُ المتنبي:
وهكذا كُنتُ في أهلي وفي وطني |
|
إن النفيسَ غريبٌ حيثما كانا |
ولا يشفعُ لكَ قولُ دعبل:
إني لأفتحُ عيني حين افتحُها |
|
على كثيرٍ ولكن لاارى منهم أحدا
|
ولا يشفعُ لك قول الشاعر:
إن يحسدوكَ على عُلاكَ فإنما |
|
مُتسافلُ الدرجاتِ يحسدُ من علا |
ولا يشفعُ لك قولُ الجواهري:
وفاتتْ أناسٌ قُدرةٌ فتمسكنوا |
|
ولم يُخلقوا أُسدا ، فعاشوا ثعالبا
|
ولم يشفع لك قولُ الأصمعي:” فرسان الشعر أقلُ من فرسان الحرب“00 ولم يشفع لك قول، خلف الأحمر: “00 إذا قال لك الصيرفي هذا الدرهم زائف، فليس بنافعك قولُ غيره انهُ جيد” 00، وليس بنافعِك قول ( أبي إسحاق الموصلي): ” 00 إن من الأشياء أشياءً تحيطُ بها المعرفة، ولا تؤديها الصفة)00 واسمع تعليقي على هذا الموضوع العملاق الفظيع!: السرقة في الأدب والمعنى سلعة تدويرية دُكان المتعلمين ، والجهلاء، والفاسدين والمصلحين ! كلهم يأخذ بضاعته منها ، ولكن طبيعة المأخذ وصياغته ، وفلسفته ،هي من تحدد السارق من المسروق، وإياك أن تحتكم في سرقات الكلام بين جاهل وجاهل، وبين جاهل ومتعلم، وبين متعلم ومتعلم ، فكلُّ هؤلاء مكملون في درس السرقات الأدبية، وعليهم دائما أن يعيدوا سنة أخرى؛ لأنهم ينطبق عليهم قوله تعالى: ” قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا“(الكهف-103-) ” الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهميحسبون أنهم يحسنون صنعا”(الكهف-104-) ، واغلبُ هؤلاء لايعلم أن السرقة موضوع طلاسمي معقدٌ ، ومتشعب ، وهو احد المعايير التي يفرق بها بين الحق والباطل في شبهة يتساوى فيها جهل الجهلاء مع جهل المتعلمين 00 وأنصحك –ان قبلتها مني- وكنت من أرباب الإفصاح غير العادي في ( مملكة الكلمات) ، وأردت ان تعرف من سرقك ليجادلك، ومن جادلك ليسرقك ، ان تلجأ الى ( حكماء المعنى) من تجاوز في تبحره مرحلة الكلمة معناها التي نجترها منذ قرون ، وفتح جوهرة( معنى المعنى) من علم لاتتداوله أرقىالأكاديميات المألوفة ، ( لأنه علم الموهبة الرباني) ستجد من هو (عوّامٌ في بحر كشف سرقات الأدب والمعنى) ( ومن هو فرخ البط العوام في هذا العلم الأمي والعبقري، والضلالي) في آن واحد00 السرقةُ أخطبوط، او شبكةٌ عنكبوتية يتعاون فيها الإنسان مع خصمه على نفسه ولا يعلم ، لأن عقل الضحية فيها لايشتغل تماما ؛ لأنه مكبل بعدة مخالب(لااريد البوح بها لبحثية الموضوع)!ومن هنا كانت جدليات الأدب ، والدين ، والتاريخ ، والسياسة ، تمتلك السطوة في تسيير العقل بدلا من ان يكون العقل هو المسير لها وهذا مكمن آخر ( يجعل الولدان شيبا)، ولا يمكنك الخوض في عالم السرقات ، مالم تلم بعدة تعريفات اصطلاحية تنشط عندك العقل ، وتصحح كماً هائلا من البديهيات التي اخترقتْ عقلك الباطن ، وبدت كأنها قواعد يجب ، تقديسها والتصديق بها ، وهذا لايسعفك به كل من عرفتهم ، ومن لم تعرفهم00 فقوله تعالى :”قال رب إن قومي كذبوني” (شعراء-117-)وجدتها تعني:سرقوني ، وقوله تعالى :” وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا الا أساطير الأولين” (الأنفال-31-)(قد سمعنا) تعني تحديدا عندي: قد سرقنا ، فهم يجادلون القرآن ، فيسرقونه ، وأنى لهم بمثله في مثله!00 ومضى على (مااسميه علم السرقات) زمن طويل ، ولم ينتبه نابغة أسطوري إلى أن ( الترجمة) من لغة إلىأخرى هي سرقة شرعية ، دعوني اسميها ( سرقة الضيف) ، ولذلك قالوا:” من تعلم لغة قومٍ امن مكرهم” ، فهنالك دائرة من الحرية تسمح للمترجم ان يضع المعنى مكان المعنى ، وهذا مانحْذَر منه في ترجمة القرآن من لغته الكونية الرائعة إلى لغة امتداداتها البينية ضيقة بما يسمح لها ان تسرق المعنى القرآني فتتعاطى معنى آخر دخيلا
“قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون” الأنعام – 98-
رحيم الشاهر- 10-9-2024م
* كل مكونات هذا المقال، وأفكاره ومصطلحاته لغريم واحد هو رحيم الشاهر ، فلا تبخسوا الناس أشياءهم
قال تعالى:”وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا”- الإسراء- 53
قالَ تعالى:(بلسانٍ عربيٍ مبينْ)/ الشعراء :195
قال المتنبي:
أمُنسِيَ السكونَ وحضرموتا |
|
ووالدتي وكندةَ والسُبيعا |
في سلسلة() : مقالات لكنها (قوافي )!
بقلم – رحيم الشاهر- عضو اتحاد أدباء ادباء() المهجر
(كُلُّ الأبواب تُفتحُ أمام الكلام اللطيف) ( مثلٌ شائع) ()
من فضل ربي مااقولُ وأكتبُ** وبفضل ربي للعجائبِ أُندَبُ!( بيت الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ، ورافعة النثر الجديد(مقولة الشاهر)
الكتابة كرامتي من الله تعالى، فكيف لااجود بنفعها؟!(مقولة الشاهر)