21 مايو، 2024 2:32 ص
Search
Close this search box.

معركة الانبار ونهاية النفوذ الايراني

Facebook
Twitter
LinkedIn

هناك ثلاث احداث  متتالية تكشف طبيعة السيناريو القادم وتعطي للمدقق والمحلل صورة شبه كاملة لما سيجري خلال الايام القادمة
 فأول حدث هو دخول القوات التركية على مشارف الموصل وجاء هذا الدخول العسكري مباشرة بعد زيارة اردوغان ومسعود بارزاني للسعودية والإمارات والذي يعطيك انطباعا بان هناك مشروع  بدء تنفيذه بأيدي تركية كردية ثم جاء بعد هذه الخطوة
  خطوة سياسية بالغة الاهمية وهي اعلان قيام التحالف الاسلامي الذي أُطر كل الخطوات والاحداث القادمة والتي سوف تعطيها خطوط تنتمي كلها لخارطة استراتيجية التحالف الاسلامي
 والآن جاءت الخطوة الاخرى وليس الاخيرة وهي تحرير الانبار والتي تعتبر اول خطوة عسكرية للتحالف على الميدان العراقي بالانبار و ستكون اول خط تماس والساتر الأمامي بين قوات التحالف الاسلامي والحشد الطائفي الايراني
 فتحرير الانبار قد أعطى لقوات التحالف الاسلامي ارض لأول المناورات العسكرية والسياسية
 فموقع الانبار الاستراتيجي سيجعل قوات التحالف على بعد كليومترات قليلة من بغداد وبالتالي من ايران تحديدا
فمعركة اليمن المغوله بالتعقيدات والمطاولة والتي لاتظهر اي انفراج او انتصار كامل لقوات التحالف الاسلامي على ارض اليمن حُولت بوصلتها لمناورة خطيرة يمكن لقوات التحالف الاسلامي ضرب ايران بالقلب  بدلا من ضربها في تعز اوصنعاء فبغداد بالنسبة لايران اهم من طهران نفسها لانها رئتها التي تنفس فيها على كل طرق نفوذها وأجندتها في منطقة الشرق الاوسط
فكيف اذاكانت بغداد على بعد اميال من دبابات التحالف الاسلامي إضافةً لطائراته الانبار ستكون في الايام القادمة مصدر تهديد لكل ايران وليس بغداد
فبوادر نتائج معركة الانبار اصبحت واضحة للعيان أولها انها حجمت وأقصت تدخلات مليشيات الحشد وهذه ستكون البداية لابعاد الحشد عن كل ميادين المعركة والثانية انه افقد الحشد مبرر وحجة قصف الانبار بذريعة وجود داعش فيها حيث كان الحشد يستخدم عنوان داعش لتصفية حساباته الطائفية ولتغيير الخارطة السكانية للأنبار
 فايران ومن خلال داعش أرادت ان تشرذم المجتمع السني بين نازح ومهجر وخارج من البلد حتى تفرغ الاراضي لهم لملئها بسكان جدد يتناسبون مع مزاج وعقيدة ايران
 حيث ايران تهدف من خلال الفوضى في الانبار  ان تصل لحدود السعودية والأردن لكن الامر انعكس جذريا وأصبح التحالف الاسلامي قريبا من قلب ايران وهي بغداد
فالتشخيص الحقيقي لمعركة الانبار هو ان التحالف للإسلامي باشر مهامة بشكل غير مباشر عن طريق إعطاء زخم للجيش العراقي على حساب الحشد المليشياوي بعد الترتيب المسبق مع قيادات الجيش العراقي ووزير الدفاع والخطوة المباشرة ستكون بطلب من العشائر الانبارية  للتحالف بالتدخل رسميا لحمايتهم من الحشد وداعش
فسيكون التحالف الاسلامي هنا بمقابل ايران وجه لوجه فقبل عدة  أشهر رفضت القيادات الشيعية تسليح العشائر الانبارية لكن اليوم ستكون العشائر هي اللاعب الأساس وسيطلب منها التسليح والنجدة بعدما كانت هي من تطلب التسليح والنجدة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب