23 ديسمبر، 2024 9:22 ص

معركة الانبار وتصفية الحسابات

معركة الانبار وتصفية الحسابات

يبدو ان بلدنا العراق قد كتب على اهله الموت والقتل والقتال وان يقتلوا تحقيقا لمصالح الغير وما قادسية صدام ببعيدة حتى ينساها العراقيين.  هذه الحرب الذي انتجت من المعوقين والايتام والارامل في بلدنا وفقدان خيرت الشباب وتبديد خيرات البلد في معركة كانت لصنع امجاد القائد الضرورة  التي تغنى بها لعدة سنين من على شاشات التلفزيون والإذاعة في حينها , فالبطل في حينها يعتقد انه صنع النصر لنفسه وللعراق وهو متفاخرا به ولكنه على حساب أشلاء العراقيين وجماجمهم ودمائهم ودموع الإباء والامهات وصراخ الأطفال والارامل ,  والذي انتج عنه جيلا كاملا تربى بدون اب يرعاه لانشغاله في الحرب مدة عشر سنوات  او موته وهذه هي الخسارة الكبيرة التي اصابت بلدنا العراق والذي كانت اكبر نتاجاتها ان يتخرج الطالب من الصف السادس الابتدائي وهو لا يقرأ ولا يكتب  وبعد تسع سنوات رجع لنفس الاتفاقية التي رفضها .واتضح في ما بعد انها حربا لتصفية الحسابات بين دول الخليج ومحوره وايران , وان هذه الحرب لا ناقة للشعب العراقي  فيها ولا جمل….
الان وفي هذه الأيام. أيام الحرية والديمقراطية والحكومة المنتخبة من قبل الشعب، وفي دولة المؤسسات والبرلمان المنتخبين تطل علينا القناة العراقية قبل أيام وتصف الحرب الدائرة الان في المناطق الغربية من العراق على انها حرب (تصفية الحسابات) وليس معركة إرساء الديمقراطية او البناء او الامن او بناء الانسان العراقي الذي فقد وطينته وأصبح انتمائه قبليا او طائفيا لعدم قدرة الدولة وغياب القانون الذي يحميه، إذا فالقناة العراقية قد وضعت إصبع لإشارة الدقيقة عليها مشكورة،
ولكن هل هي تصفية حسابا لدول أخرى ام هو بين طوائف بعينها ام هو تصفية لحسابات بين أحزاب متصارعة ام هو تصفية حسابات بين شخصيات يدفعها طموحها للوصول الى السلطة على جماجم الأبرياء ودمائهم وصرخات الارمل والأيتام وتهديم البيوت وتهجير الناس من بيوتهم ام هو كل هذا؟؟؟ وليعود العراق لدائرة صناعة الابطال والامجاد على حساب الدماء والارامل والايتام مرة أخرى.
وحتى نعرف تماما ما لذي يحدث في عراقنا الجريح وأهله المساكين الذين يساقون لحروب ليست حروبهم ويدفعون ثمنها ليس من خيراتهم ودمائهم فقط وانما توريث الحقد لأجيالهم وإيقاف عجلة البناء فيه .
أولا ان اهلنا واولاد عمومتنا السنه  وعبر هذه السنين جروا الى ما يسمى بمقاتلة محور كبير الا وهو (الهلال الشيعي ) وافتعال عدوا وهميا لهم وذلك باستغلال الطافية  والضرب على وترها بين اهل هذا البلد وزجهم فيها   رغم ان الكل يعرف بانها حرب لا طائل منها ولن يكون أحدا فيها منتصرا ,وبدلا من التركيز  على بناء الانسان قبل الوطن وعلى مطالبهم الوطنية والمشروعة   بطرق سلمية بعيدة عن حسابات إقليمية او دولية او شخصيه  جرتهم هذه  العقول من اصحاب الاجندات وبقايا البعث والقاعدة في العراق الي ان يجعلوا منهم مقاتلين واداة حرق بالنيابة وللأسف الشديد ,فهذه الحرب هي لم تكن يوما حربهم حتى يدفعوا هذا الثمن الغالي خصوصا بانهم يقاتلون في مدنهم وبين اهلهم وفي بلدهم  بمساعدة عناصر  مشكوك في امرها أتت من خارج العراق بحجة النصرة لأهل السنة والتي بات الكل يعرف بان هذه العناصر مثل ( داعش والقاعدة والنصرة) ما هم  الا عملاء واداة للتخريب والتدمير مرتبطة بأجندات خارجية بحته  تتخذ من الإسلام شعارا لها .وهذا يعني انهم يقتلون ابنائهم او ابناء وطنهم وتهديم البنية التحتية لمدنهم مضاف الى ذلك كله هو تعطيل عجلة البناء في مدنهم قبل الوطن وإعطاء الحجة لمن يريد ان يستغل كل هذه الأسباب  وهم كثر لمصالح شخصية او حزبية بحته ,فهو قتالا بالنيابة عن الغير ,ولا احد ينكر بان هذه المناطق  ومثلها في الوسط والجنوب كانت تقاتل المحتل الأمريكي وهي من عجلت بإخراجه من العراق وليس الشعرات الزائفة والاتفاقية الأمنية الهزيلة التي فتحت باب الرحمة للأمريكان واخرجتهم من مستنقع الموت الذي وقعوا فيه وليتركوا ورائهم في هذا البلد مشاكل جمة هم السبب وجودها . ولان هذه المقاومة كانت لا تحمل مشروع لما بعد الاحتلال لافتقارها للقيادة  الحقه و للأسف الشديد خرجت صفر اليدين في مرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي,ومن خلال هذا يتضح ان أهلنا في المنطقة الغربية عموما يفتقرون الى العناصر التالية أولا ؟النظرة السياسة الموحدة ثانيا القيادة الموحدة وذلك بان يكون او تكون لهم قيادة موحدة ومرجعية  يتفقون عليها كبار القوم وحكمائهم ليكون بيدهم الحل والعقد وادراك مصالح الوطن قبل شعبه ,والفهم الصحيح لما يجري من حولهم من احداث لا تسمح لهم بأسقاط العملية الأساسية بعد علم 2003برمتها  على الرغم مما يشوبها من أخطاء ولأسباب كثيره ومنها(ان كل دول الخليج لن يسمح لهم سيدهم بذلك ,وان التخوف من اسقاطها سيجعل الاكراد أيضا ضدهم وكذلك الشيعة)  وهذا ما يجعل معركتهم أوسع واكبر مما يستطيعون ادارتها . وهم أصلا لا يحتاجون الى زيادة الأعداء ,وبدلا من إبقاء الاخرين لا عدوا ولا صديق على اقل تقدير .ولهذا تجدهم في كل فتره يتخذون من فلانا او علان قائدا لهم  على الرغم من انه اما كان مع الحكومة والامريكان  واما شخصية  تسعى للحصول على الجاه والسلطة على اكتافهم ناهيك عن الارتباطات الأخرى, ولهذا نرى انهم يخطؤون في كل مرة تارة بجرهم الى القتال  في مناطقهم   وإعطاء الحجة لقتلهم وتارة بافتعال أشياء لا تنم عن الحكمة والعقل السياسي مثل ما فعل السيد طه الدليمي بفتح السد واغراق أهلهم في أبو غريب والمناطق الأخرى  وتدمير الأراضي والبساتين فيها  .او السيد علي السليمان من صديق ومطالبا للسيد المالكي بان يأتي بجيشه لضرب الإرهاب الذي اضرر بهم في الرمادي والغربية كما يقول سابقا  ليتحول وبقدرة قادر الى قائدا ومناضلا ومقاتلا لهذه الجيوش التي سبق وان طلبها من المالكي , لماذا في كل مره يضعون أهلهم بين المطرقة والسندان لماذا يستعينون بأناس غرباء ويسمحون للأخر بتخريب  بلدهم  وهم قادرون بينما موجودا في بلدان هذه الثلة نفس الذي يسعون لقتله هنا  في هذا البلد فلماذا لا يفعلونه هناك ؟
ولماذا نسمح لهم بان يجعلوا من بلدنا ساحته للقتل والاقتتال ونشر الدمار؟ مع الاخذ بعين الاعتبار ان هؤلاء الناس لا يحملون مشروعا وطنيا ولا قوميا ولا حضاريا على الاطلاق ,وعلى هذا يجب ان يكون لأهلنا في الغربية قيادة تستطيع ان تحول القتال بطريقة ذكية لا تسمح  ولا تعطي للأخر سببا  لقتله  وخصوصا انهم يمتلكون كل أسباب القوة وان يدخلوا بكل  ثقلهم بقيادات حقيقية من اجل استعادة حقوقهم وتحقيق مطالبهم بأسلوب اخر يحمي دمائهم واهلهم وان لا يكونوا العصى التي اريد لها ان توقف عجلة البناء في هذا البلد الذي هو بلدهم أصلا وإعطاء الحجة لفتح أبواب السرقة والنهب لخير ات هذا البلد تحت هذه الجج  وان تصنع ابطال وامجاد على حساب دمائهم .ومن الواضح جدا بان هذه المعركة  الدائرة رحاها الان في الفلوجة هي معركة طائفية بامتياز وان السيد المالكي يسعى لان يكون البطل القومي فيها لحصد الشعبية على الحساب الطائفي فيها ولا يهم المالكي او غيره ما اذا مات ملايين الجنود من أولاد الوسط والجنوب الذين يزجون في حرب هي أيضا ليست بحربهم ولن تكون في يوم من الأيام كما اشارت اليها قناة العراقية بانها (حربا لتصفية الحسابات)ولهذا وعلى ما اعتقد بان المالكي سوف يسعى لأفشال كل المحادثات الجادة لأنهاء هذه الحرب الدائرة الان بين الأخ واخيه  والسعي الى استمرارها وكذلك  السيد علي السليمان  لان دماء الناس لا تهمهم أصلا بقدر ما تهمهم الوصول الى الغايات الخاصة  اذا فهي فعلا حرب تصفية للحسابات وللوصول الى غايات ومنافع شخصية كما وصفتها السيدة حنان الفتلاوي بأحدي لقاءاتها الا وهو الحصة من الكيكة المتقاسمة,
متى يفهم السليمان وغيره بان السعودية ولا الأردن ولا أي دولة عربيه ستلتفت اليه ولو مات الالاف من أهلنا في الغربية او الجنوب لانهم مرتبطون كلهم بالمشروع الأمريكي لوا يستطيعون ان يتحركوا الى ضمن الدائرة التي رسمت لهم…متى يفهم بان المالكي لا يهمه على الاطلاق اذا ما قتل نصف الجيش العراقي  في هذه المعركة على ان يحقق نصرا سياديا يكون فيه هو المنتصر   على حساب طموحك  واجندات غيرك وليصبح القائد الضرورة من جديد وبالتالي سوف يقدم هذا النصر لمن يهمهم الامر ,متى يعرف أهلنا في الغربية كما أهلنا بالجنوب والوسط ان هذه الحرب العبثية هي  ليست حربهم وانهم أداة حرق يساقون فيها الى محرقة لتحقيق مصالح الاخرين ومنها ايران..متى  ينتبه العقلاء من السنة والشيعه ليخرسوا اصوات الغربان الناعقة من الطرفين ؟متى نفهم حجم المؤامرة التي دبرة بليل  ونفذت بنهار على امتنا العربية والإسلامية لتحرق من داخلها وبأيدي أبنائها,واخير متى استطيع الوقوف في كل العراق  على اقل تقدير لأقول انا عربيا او مسلم ويحقن دمي؟