23 ديسمبر، 2024 4:06 م

معركة الاصلاح المصيرية التي تتبناها المرجعية الدينية الرشيدة

معركة الاصلاح المصيرية التي تتبناها المرجعية الدينية الرشيدة

الواقع العملي يقول ان الدولة العراقية المركزية ليس لها وجود وسلطة وتمثيل الا في منطقة وسط وجنوب العراق , لان المثلث الغربي تحت حكم وسيطرة داعش , ومنطقة كردستان مستقلة وتنوي الانفصال ولا ترتبط بالعراق الا عندما تريد الابتزاز والحصول على المزيد من المناصب والمكاسب … خلال الاسابيع الماضية خرجت مظاهرات في بغداد وثمان محافظات طالبت بالاصلاح ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات وقد وقفت المرجعية الدينية العليا مع مطالب المتظاهرين وطالبت السيد العبادي بشخصه لا بطائفته ولا بحزبه بان يقضي على حالات الفساد وكشف الفاسدين واجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية.
ان الذي يتامل خطب المرجعية الدينية سيلاحظ انها اعتمدت مفردات لغوية لم يكن فيها مفردة تخص الفقه او العقيدة الاسلامية وانما مفردات لغوية ذات دلالة وطنية من امثال ، وطننا ,هويتنا , استقلالنا , سيادتنا , معركتنا , وجودنا ، مستقبلنا ، تاريخنا , شواهد حضارتنا العريقة ، حياة مواطنينا , اصلاحاتنا… وسيلاحظ ايضا استخدام المرجعية الدينية لمفردات لغوية صارمه مثلا  للصبر حدود , الضرب بيد من حديد لمن يعبث باموال الشعب … كن اكثر جرأة وشجاعة في خطواتك الاصلاحية ., لا تتردد من إزاحة من لا يكون في المكان المناسب وان كان مدعوماً من بعض القوى السياسية ولا تخشى رفضهم واعتراضهم , خطاب موجه للسيد العبادي… ثم اتجهت المرجعية من التلميح الى التصريح في الخطبة الاخيرة بقولها ليس للمسؤولين في السلطات الثلاث خيار سوى المضي قدما في الإصلاحات الضرورية مشددة للمرة الثانية على اصلاح القضاء واحالة كبار الفاسدين للمحاكم وليس صغارهم … وبعد ذلك تضع المرجعية خطوات الاصلاح ومستلزماته عندما تقول لابد من التركيز على ان الخطوات الاصلاحية يجب ان تتم وفقا للإجراءات القانونية حتى لا يبقى مجال للمتضررين من التقدم بالشكاوى لإبطالها بذريعة مخالفتها الدستور والقانون فتتحول هذه الخطوات الى حبر على ورق… هذا كله يتطلب من السيد العبادي تقديم طلب للبرلمان من أجل تشريعها وتعديلها”، واصدار قرارات تصاغ بشكل قانوني غير مخالف للدستور…ثم تحذر المرجعية المسؤولين بقولها:  وليعلموا ان الشعب الكريم يراقب عملكم ويتابع أدائكم وسيكون له الموقف المناسب ممن يعرقل او يماطل في القيام بالإصلاحات ومكافحة الفساد.
نصيحة من مواطن عراقي بسيط الى السيد العبادي … اخرج من مستنقع الوحل المتمثل بالحزبية والائتلاف والمحاصصة الطائفية لان المرجعية كلفتك بعنوانك الشخصي للاصلاح لا بهذه العناوين … هل تعلم ان لولا الشعب والمرجعية خلفك لانقلب عليك هؤلاء الشركاء في العملية السياسية البائسة ولم يدعوك ان تعفي مديرا عاما وليس وزيرا فكن حازما صارما بتفويض من الشعب والمرجعية والقانون لتطهير الارض العراقية والمواقع السياسية من الفساد والفاسدين .