“إنّ الإسلام هو مسؤوليًّتنا الّتي نحياها عقلاً وقلباً ومنهجاً وحركةً وتحدّياً وردّاً للتّحدّي… وأن يكون كلّ واحد منّا مسلماً في حجم الإسلام بحيث يعيش همّ الإسلام في نفسه،لينمّي نفسه إسلاميّاً، وهمّ الإسلام في عائلته، وأن ننمّي الإسلام في واقعنا كلّه لنملأ الحياة إسلاماً”. ( العلّامة المرجع السيد فضل الله رضوان الله عليه).
إن الإسلام يتميز بأنه رسالة جامعة لكل الأديان السماوية السابقة له ،وبظهور الإسلام بدأ العد التنازلي لمعركة نهاية التاريخ ولعل هو الآن أيديولوجية نهضة مظلومة لما لصق به من تشويه وأيضاً تناقض حركة المسلمين مع الواقع النظري للثقافة القرآنية ناهيك عن تحميل وتركيب العقد الاجتماعية لمجتمع ما علي الثقافة وليس العكس حيث يجب إن تتحكم بنا ثقافة القران لتصنع فرد حضاري ونهضة مجتمعية في ظل آليات التدافع وحراك المجتمع حواريا للتكامل وإنتاج الحضارة البشرية الخالقة للسعادة في الواقع.
نجد أن المجتمع هو من يفرض تخلفه علي الدين و يتم تحميل النص المقدس العقد الاجتماعية مع إن يجب إن تكون الحركة عكسية حيث يشكل الدين المجتمع و ليس العكس!؟
ضمن التطور الفكري لكاتب هذه السطور في زمن سابق قديم !؟ تعرفت علي الشهيد الدكتور علي شريعتي أول مرة عند قراءتي لجملة حركت بكاتب هذه السطور عملية التفكر والتفكير.
وكانت الجملة تحمل بما معناه انه حتي إذا كانت العلمانية هي الحل لكل مشاكل الشرق فيجب تقديمها بإطار ديني ليتقبلها المجتمع الشرقي لأن الدين هو مفتاح الشرق.
إن هذا ما فهمته من كلام شريعتي والذي اقتبسه أحد الكتب المترجمة عن اللغة الفرنسية والذي كان يتحدث عن الحجاب في العالم الإسلامي.
أن ما فهمته من عبارات شريعتي أيقظ في داخلي النباهة والفهم والإدراك إن علي إي كاتب إن يتحرك بلغة المجتمع الذي ينتمي إليه فلكل مجتمع لغة ومفتاح تحريك.
وفي الشرق الدين هو هذا المفتاح وهو أداة التحريك .
و حتي من انطلقوا قوميا بالواقع العربي المعاصر فهموا هذه النقطة المهمة لذلك نجد إن مفكرين القومية العربية من أمثال قسطنطين رزيق شدد وأكد علي الثقافة الإسلامية للعروبين بل إن أحدهم وصل بل التنظير القومي العربي بربط الإسلام بالقومية العربية من باب إن القومية العربية هي انتماء للغة وسكن علي ارض وليست رابط عرقي دموي.
لذلك نحن نقول أن أي حقيقة بالشرق لتجد لديها مكانا في الواقع الفردي و الاجتماعي و السياسي والاقتصادي يجب أن يتم تقديمها بإطار ديني , و لعل ميزة الإسلام تحولت إلي مشكلة حيث يتعدد فهم النص بما يشبه التناقض الحاد و القوي , فمن هو حواري إلي أقصي حدود ينطلق إسلاميا و من هو لا يقبل أي نقاش و كلام و نقد و تحليل يتم اعتباره إسلاميا أيضا!
الإسلام كرسالة جامعة للرسالات السماوية القديمة يواجه ضمن رحلته الثقافية كمشروع لصناعة السعادة للفرد و النهضة للمجتمع ,حيث تواجه الحالة الإسلامية نفسها من حيث العنوان العام و لكن تتناقض التفاصيل فتحول الإسلام لحالة مضادة للإسلام!؟
فالنص المقدس واحد لا يتغير و لكن فهم النص يتغير إلي أقصي درجات التغيير إلي حد التناقض , ناهيك علي تلبيس الإسلام الخرافات و الأساطير الاجتماعية و العادات السخيفة لمجتمع من هنا و مجتمع أخر من هناك.
كل هذا يجري و يحدث ونحن نعيش كأهل لهذا الشرق العريق في سقوط حضاري عميق و السقوط أعمق عندنا نحن العرب , حيث نفتقد للمثقف و المؤسسة و الجيل الواعي التي تقود المجاميع البشرية إلي الحالة الحضارية المطلوبة .
لذلك نقول : أن الطريق طويل لصناعة النهضة و خاصة مع دخول الاستخبارات الخارجية علي الخط و الاستحمار الداخلي كذلك حيث يتم الترويج” للإسلام اﻷمريكي” لذلك علينا جميعا مسئولية تقديم نموذج حضاري إسلامي حركي حقيقي لنستطيع مواجهة الإسلام الأمريكي .
من هنا انطلقت مقولة:
أنها معركة الإسلام ضد الإسلام!
[email protected]