23 ديسمبر، 2024 12:41 ص

معركة أرتال داعش

معركة أرتال داعش

تواردت أخبار متناقضة بشأن حقيقة تدمير رتل كبير لداعش وإبادته بشكل كامل، ومع بدء تناوله عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي شابه كثير من الغموض مثل: اين كانت هذه العجلات المتنوعة، ولماذا أختفت عن عيون قوات التحالف طوال هذا الوقت؟
وعلى الرغم من عدم صدور بيان صريح يؤكد عدد العجلات ونوعها، لكن تعدد الروايات يجعلنا نخمن العدد التقريبي لها، فقد ذكر مصدر عسكري عراقي ان العجلات المدمرة تربو على (200) في حين ذكر مصدر آخر ان عددها يصل إلى (450) عجلة، وقال السفير الامريكي : إن الرتل يتكون من (120) عجلة في أعلى تقدير وأن سلاح الجو الأمريكي اسهم بتدمير الجزء الاكبر منه بالتعاون مع القوات العراقية وأن الرتل أنقسم على ثلاث مجموعات قبل تدميره.
 الرتل يتكون من 450 عجلة مدنية منها وعسكرية، وبعضها يعود لنازحين استولت عليها مجاميع داعش بحسب مصادر عشائرية من عامرية الفلوجة الذين اشتبكوا معهم في بادئ الأمر ومن ثم انفض الإشتباك بعد نداءات من أفراد داعش بأنهم لا ينوون مهاجمة عامرية الفلوجة وأنهم في طريقهم للخروج من ساحة المعركة.
الرتل بات حقيقة وليس من الخيال كما توقع اغلب المغردين والناشطين على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي في بادئ الأمر لاسيما بعد تقديم أدلة وصور حية تثبت الواقعة، إلاّ أن تقديم احصاء دقيق لعدد العجلات يبدو من الصعوبة بمكان بعد إعلان عشائر عامرية الفلوجة بأنهم استولوا على (250) سيارة صالحة للاستخدام من عجلات داعش، وهذا ما يدعم الرواية التي تقول: إن الرتل امتد لاكثر من (10) كيلو ويضم (450) عجلة عسكرية ومدنية.
الشيء الملفت والغريب كيف أختفى هذا العدد الهائل من العجلات عن عيون قواتنا الأمنية ورصد قوات التحالف التي صدرت منها تسريبات تقول تجنبنا ضربه لوجود مدنيين بين الفارين.إن تدمير هذا الرتل الكبير لداعش في الفلوجة يعني أن القرار صدر بتصفية أفراد داعش في العراق وترحيلهم لسورية ولبنان ومناطق أخرى في العالم لفتح جبهة صراع جديدة بهم، وأن معركة الموصل لن تدوم طويلاً لأنه يوجد هناك من يهمه بقاء البنى التحتية لمدينة الموصل من دون تدمير، فضلاً عن أن اهلها يميلون للمدنية أكثر من غيرهم من سكان المدن التي اجتاحتها داعش وتشير التقارير إلى أن اغلب قادة داعش والمنتمين لها هم من ضواحي الموصل وليس من مركزها، كما أن الرغبة الدولية تقتضي ان ترحل داعش من ارض العراق بعد تحقيق اهداف الثورة الخلاقة فلم يعد يوجد من يطالب بالجهاد والمقاومة ضد امريكا، وبحسب اصدقاء من اهلنا في الرمادي ممن كانوا يرفعون شعار المقاومة ضد قوات الاحتلال فأنهم اليوم لا ينظرون للأمريكان كــ (محتلين) وانهم اكثر ما يفكرون به الآن إعادة بناء انفسهم وترميم البنى التحتية لمدنهم والتفكير بتسوية أوضاعهم، وهذا الذي كانت تبحث عنه  الجهات التي تقف وراء هذه الفوضى الخلاقة، وهناك من يعتقد أن العمل جاري على قدم وساق لاجل نقل مشروع الفوضى الخلاقة إلى وسط وجنوب العراق على الرغم من صعوبة تحقيقها، ويبدو أن بوادرها قد بانت.