23 ديسمبر، 2024 2:02 ص

معركة أدلب، على اية محطة تتوقف في نهاية المطاف..

معركة أدلب، على اية محطة تتوقف في نهاية المطاف..

يجمع بعض المراقبين والمحللين للوضع في سوريا، ربما يقود الى الحرب او المجابهة بين تريكا وسوريا المدعومة من (الحليف الروسي) وخاصة في الفترة الاخيرة، التى شهدت تقدما واضحا للجيش العربي السوري وبدعم واسناد جوي روسي، فقد سيطر الجيش السوري، على الكثير من البلدات والقرى وعلى طريق حلب دمشق الاستراتيجي، وسوف يواصل تقدمه وايضا بدعم روسي اي بغطاء جوي روسي. في الجانب الثاني تواصل تركيا دعم المجاميع الارهابية؛ جبهة تحرير الشام، النصرة سابقا والمصفنة، مجموعة ارهابية من قبل مجلس الامن الدولي، بالاضافة الى ماتسميه تركيا؛ جبهة المعارضة المعتدلة والمسلحة وهنا المقصود؛ الجيش الحر او حسب التسمية الاخيرة التركية له؛ الجيش الوطني السوري. وتواصل ايضا تحشيد قواتها في نقاط المراقبة المحاصرة من قبل الجيش العربي السوري. وهددت وعلى لسان كافة مسؤوليها وفي المقدمة منهم الرئيس اردوغان؛ من انها سوف تهاجم الجيش العربي السوري اذا لم ينسحب في نهاية الشهر الجاري وهي الفترة او المهلة التى منحتها تريكا للجيش العربي االسوري للانسحاب. جرت خلال هذه الفترة محاولة احتواء الموقف من قبل روسيا وتركيا، لكن جميعها كان مصيرها الفشل؛ لأصرار الجانب الروسي على ضرورة انسحاب القوات التركية من نقاط المراقبة الى اخرى خارجها، والتى فرضتها تركيا، وايضا اصرار الجانب الروسي على موقفه. يبقى السؤال المهم هنا؛ هل تحدث مجابهة عسكرية بين الجيش العربي السوري مع الحليف الروسي وبين القوات التركية( قوات غازية). للاجابة على هذا السؤال لابد لنا من الوقوف على تشابك العلاقة بين روسيا وتركيا،تجاريا واقتصاديا وما عليهما وايضا، الموقف الجدي والحقيقي للناتو والولايات المتحدة الامريكية؛ من جانب ناتو من غير الممكن او يزج الحلف نفسه عسكريا بصورة مباشرة في الصدام بين روسيا وسوريا من جهة وبين تركيا من الجهة الثانية، لأنها تعني وبكل تأكيد الصدام مع روسيا وهذا امر بعيد الاحتمال ان نقل مستحيل في الظروف الساخنة للوضع الدولي وفي المنطقة العربية في الوقت الحاضر. في هذا السياق صرح اكثر من مسؤول امريكي ومن الناتو بان لا الولابات المتحدة ولا ناتو سوف تتدخل في سوري بشكل مباشر، من الجانب الثاني ابدوا استعدادهم اي الناتو وامريكا بدعم الموقف التركي في مواجهة روسيا من غير النزول في ميدان الصراع المباشر. روسيا ما كان لها ان تعطي الضوء الاخضر للقوات السورية بالهجوم وزيادة زخمه بدعم منهم لو لم تدخل عوامل كثيرة، دفعتهم الى هذا الموقف في الوقت الحاضر وعدم تأجيله الى فترة لاحقه مثلما جرى في الفترات السابقة؛ وهذا التغيير ينحصر او سببه في التالي (ومن الطبيعي عدم ايفاء الجانب التركي بما ألزم نفسه به)؛ انتفاء حاجة روسيا الملحة كما كانت عليه قبل شهر من الآن، للسيل التركي في الوقت الحاضر اي لم تكن حاجة ملحة، لأن روسيا وبسبب ضيق الوقت وتأخر انجاز السيل التركي وايضا السيل الشمالي2في الزمن المحدد لهما مما اجبر روسيا على تجديد اتفاق المرور للغاز الروسي الى اروبا مع اوكرانيا ولمدة خمسة سنوات، بالاضافة الى انجاز الاتفاقات الاخرى بين تركيا وروسيا في التسليح والاقتصاد والتجارة والسياحة. تركيا من غير الممكن لها ان تخسر العلاقة مع روسيا على ضوء تراجع علاقتها من الناحية الفعلية مع امريكا وحتى اوربا في القوت الحاضر وليس تصريحات الدعم والاسناد من قبل الناتو وامريكا للحليف التركي والتى لايدعمها الواقع ولاتسندها حقيقة الفعل على الارض. اذاما وضعنا جانبا التصريحات الرنانة للرئيس اردوغان وتهديداته، والتى سوف تصطدم بالواقع الذي لاقَبل له ولا لقواته على مواجهته لحسابات الفرق الهائل للقوة العسكرية، لسوريا والتى ان حدثت المجابهه مع تركيا، سوف تكون، حتما مدعومة من (الحليف الروسي) في الغطاء الجوي وربما على الارض. في ذات السياق؛ نعتقد ان تركيا سوف تتراجع تحت ضغط الواقع الذي اشرنا اليه، لتقبل في نهاية المطاف بالاقتراح الروسي والذي يتلخص في نقل نقاط المراقبة التركية الى خطوط اخرى قريبة من الحدود اي تطبق على الارض اتفاقية اضنة. الروس والسوريون يريدون سحب اوراق اللعب والضغط من تركيا وحتى في فترة لاحقة من الجانب الامريكي في التسوية السياسية السورية اي تجريد الاثنين من موقعيهما على الارض السورية؛ تمهيدا وفي المستقبل ربما القريب، من تلك الاوراق التى يلعبون بها، ضغطا او دعما للمعارضة السورية، اي يتم أملاء على المعارضة المسلحة او غيرها، شروط الاتراك والامريكان، كلا على حده ووفقا لرؤيته للحل المرتبط بمصالحيهما، في عملية الاخراج السياسي للتسوية السياسية للوضع في سوريا. بالتأكيد ان سوريا انتصرت ولم يبق الا القيل وماهي الا فترة من الزمن ربما لايطول هذا الزمن؛ لتتخلص سوريا الشعب والدولة من هذه الغمة، لتعود كما كانت ولكن بشكل اخر اي دستور ونظام ديمقراطي حقيقي وليس صوريا كما كان الوضع فيها، قبل المؤامرة الكونية عليها، والتى ما كان لها ان تكون كما كانت عليه من وليمة الدم في السنوات السابقة، لو كان فيها؛ نظام ديمقراطي حقيقي ودستور..وما إليهما…